ملامح الشاشة في رمضان هذا العام واضحة من الأيام الأولى لهذا الشهر الكريم فقد تكوّن لدى الجميع تقييماً أولياً واضحاً حول مايعرض وبقي هذا التقييم على حاله حتى ساعة نشر هذه السطور وجاءت النتيجة مخيبة للآمال للجمهور من جهة ولدى الفنانين أنفسهم من جهة أخرى الذين لاحظواجميعاً التراجع المخيف مما شكل صدمة للمشاهد اليمني من خلال استطلاع للكثير من الأشخاص في معظم المحافظات ولازلنا نعرض في أسئلة استطلاعنا بل وسنظل نعرضها حتى نهاية رمضان لنخرج بتقييم سليم وواقعي حيث تركزت أسئلة استطلاعنا حول أفضل عمل وأفضل ممثل وأفضل ممثلة وأفضل سيناريو وأفضل مخرج وحتى توقيت عرض المسلسل وجاءت النتيجة الأولية حتى اليوم للثلث الأول من الشهر الكريم بأن 57 % يقولون بأن مايعرض ماهو إلا تفصيل لما سموه«زنة عيد» وأنه من خلال ماعرض ظهر عدة نجوم جدد أتقنوا الأدوار وأن هناك نجوم تكلفوا وتصنعوا في أدائهم لأدوارهم ليس لعدم قدرتهم على أداء هذه الأدوار لاسمح الله بل لرداءة هذه الأعمال من جهة وضغط التصوير في وقت ضيق من جهة أخرى أما بالنسبة للأسئلة الأخرى كأفضل مسلسل وأفضل فنان وفنانة ومخرج وسيناريو سنعلن عنها بعد عيد الفطر إن شاء الله تعالى وأفضل فنان وفنانة أتقنوا أدوارهم وأثبتوا جدارة وقدرات تمثيلية رائعة بعيداً عن التكلف والتصنع وهناك سقوط واضح لبعض الممثلين وهذا السقوط أفسح المجال أمام بروز بعض الوجوه الأخرى والجديدة. وقد قارن المشاهد اليمني بين مايعرض في اليمن ومايعرض في الفضائيات العربية وكانت النتيجة سلبية للغاية لأن الأعمال الرائعة تعرف من دون عناء البحث بين المحطات. إعلانات فقط وتحدث أحد النقاد بأن مايعرض في الشاشات اليمنية ماهو إلا اعلانات تم تجهيزها لمصلحة الشركات والمخرجين وهي عبارة عن هجين يصعب تصنيفها كما قال بل ووصفها بالهراء وأضاف بأنه لم تعتمد الأعمال على قيمة العمل وحاله وابداعات الكتاب بل أصبح المخرج والشركة والفنان العنصر لأي نجاح للعمل ورغم قساوة ذلك إلا أن ذلك نصيحة كما قال حتى لايسحب البساط من تحت أقدامنا ويكون الثمن انصراف المشاهد عن الدراما التي تعد هي وجبة الافطار الأساسية في ظل الواقع الضاغط والأوضاع الاقتصادية الصعبة والتي كان من المفروض أن تطهى هذه الأعمال على نار هادئة بدلاً من سلقها وعزى ناقد آخر انحدار الدراما اليمنية إلى غياب المشاعر الانسانية في الدراما اليمنية والتي لم تحظ بقبول الجماهير مما شكل خطورة في مسيرة الأعمال اليمنية بشكل عام وأصبح تصنيف الدراما اليمنية على أساس شركة الانتاج والمخرج وشلتهما من الفنانين ومما لاشك فيه بأن للممثلين اليمنيين مكانة رائعة في نفوس الجمهور الذين يؤثرون بشكل مباشر وغير مباشر على السلوك للكبير والصغير إلا أن الأعمال التي تسوق لهم تؤثر على أدائهم والذي لايمت للدراما بصلة رغم الامكانات التي رصدت وتقنيات التصوير ولكن الوضع وصل إلى حد مزر جداً رغم مايقوله منتجو هذه المسلسلات بأن أعمالهم أفضل الأعمال وأنهم مراهنون عليها وأن أعمالهم تقدم رسالة سامية رغم أن واقع الحال يحكي بأن معظم ماعرض بعيد عن الواقع رغم أن التقييم لازال في مراحله الأولى ولكن كما يقال«بيننا نباته أدى النهاية». وهناك عدة عوامل مهمة أثرت على ازدراء هذه الأعمال كالوقت الضيق وعدم تدريب الممثلين وتأهيلهم وغياب العنصر النسائي المؤهل والشللية في اقتناء الفنانين والدخلاء على المهنة وغياب النصوص المهمة والواقعية وأن ماعرض ماهو إلا تحصيل حاصل زد على ذلك اختيار أسماء المسلسلات بعد تصويرها وهذا يدل على هوشلية الأعمال وهناك قصور في المكياج وهذه الأعمال الرديئة عززت من القيم الاستهلاكية التي تظهر استيرادنا لكل مانستخدمه وفي كل هذه الدوامة يجري الحديث عن المبالغ الطائلة التي تصب في جيوب القائمين على هذه الأعمال وانتاجها مما أشعر المشاهد بالاحباط ومطالبته الجهات الانتاجية والاشرافية على اعادة النظر في كافة الأمور في الأعوام القادمة لتقديم كل مايفيد وينفع بل إن هذه المطالبة تحولت إلى رجاء ونحن بدورنا سنكمل التقييم لكل هذه الأعمال. ولقاؤنا معكم أعزاءنا القراء عبر«فنون» بعد العيد بالحصيلة الواقعية منكم وإليكم من القلب إلى القلب بروح الوجدان كما عودناكم.