أرجعت دراسة حديثة اسباب الفيضان الذي اجتاح وادي حضرموت العام الماضي جارفا مساحة واسعة من الاراضي الزراعية والتجمعات السكانية الى الامطار الغزيرة الناتجة عن التغير المناخي المفاجئ والقرب الجغرافي للمسطحات المائية الكبيرة وعلاقتها بوجود تيارات هوائية بحرية. وأعادت الدراسة التي اعدها المهندس صالح احمد جوحان بإشراف من مشروع انتاج خارطة مخاطر الغطاء الصخري بهيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية اسباب الكارثة الطبيعية الى السيول الجارفة نتيجة للوضع الجيولوجي والطبوغرافي للمنطقة والفيضان السيلي الذي ارتفع الى ثمانية امتار والذي سبب حدوثة ضيق الوادي مقابل زيادة التصرف المائي نتيجة غزاره الامطار وزيادة التعرية. وخلصت الدراسة التي اختارت “وادي ليسر- دوعن” بحضرموت نموذجا وعرضت ضمن فعاليات الموسم الثقافي الرمضاني ال20 للجمعية الجغرافية اليمنية إلى توضيح ووضع المعايير الاساسية في تحديد مناطق الخطورة والمخاطرة وفقاً لاستقامة وتعرج الوادي والمنعطفات والحواجز الصخرية والتقاء الاودية الفرعية مع المجرى الرئيس على حساب المناطق المجاورة. وأظهرت الدراسة من خلال العمل الحقلي لعدد من المقاطع العرضية للوادي مدى الانحدار في حوافة واتجاهة ومقدار الإرساب والنحت لهذه المقاطع وتحديد ارتفاع منسوب الفيضان من خلال المناطق المبللة بالماء وغثاء السيل وعرض المنحدرات ومحاورها وعددها ومدى اسهامها في الكارثة ودراسة السهول الفيضية والحواجز الارسابية.