قال المهندس حسين عبده فارع الاكحلي مدير مشروع إنتاج خارطة مخاطر الغطاء الصخري ان سبب الانهيارات الأرضية"الصخرية" التي تعرضت لها بعض المناطق في المحافظات تعود إلى عوامل إما طبيعية مثل زيادة القوى المسببه للانهيارات عن القوى المعاكسة لها و الجاذبية والرطوبة و التراكيب الصخرية المساعدة للانهيارات إضافة الى موقع اليمن الجغرافي وطبيعته المعقدة وتنوع المناخ وأشار الاكحلي الى ان عوامل التعرية والعوامل الأخرى كالزلازل التي لها دورا مؤثرا في خلخلة و إضعاف القطاعات الصخرية وعدم استقرار المنحدرات تؤدي الى حدوث الانهيارات، وما انعكاس الإضرار على الإنسان وممتلكاته إنما لطبيعة الانتشار السكاني المتوارث و الجهل بالمخاطر الطبيعية التي تحيط به وأضاف : وعوامل بشرية مثل قطع اقدام الميول عند شق الطرق او إقامة المنشئات او زيادة الأحمال على المنحدرات والتصريف الخاطئ للمياه في اتجاه المنحدرات وإهمال المدرجات الزراعية وقد أسهم التدخل البشري بادوار مهيأة او محفزة لحدوث الكثير من كوارث الانهيار الأرضية سوءا كان ذلك التدخل بحفر البرك او الكهوف أعلى أو أسفل المنحدرات بهدف تخزين المياه او اتخاذها مساكن او مخازن وأوضح الاكحلي في حوار أجرته 26 سبتمبرنت ان الانهيارات من الظواهر الكثيرة الحدوث خاصة في مناطق المرتفعات الجبلية وعادة ما تحدث على المنحدرات اذا توفرت العوامل المسببة لذلك ا لتخفيف من الكارثة • وعن تكرار حوادث الانهيارات خاصة في مواسم الأمطار قال:- ** يلاحظ تكرر حوادث الانهيارات في مواسم الإمطار الغزيرة حيث تتشبع المنحدرات بالمياه مما يسهل من انزلاقها وهذا ما حدث في الصيف الماضي في مناطق مختلفة من الجمهورية منها ماحدث في محافظة المحويت في منطقة ملحان وغيرها من الحوادث في مديرية الطويلة و مديرية عتمه في محافظة ذمار والسيول التي جرفت الأراضي في مديرية السلفية من محافظة ريمة • وعن إجراءات الهيئة بهدف حماية المواطن من الانهيارات وتفاقمها قال: ** للتقليل من مخاطر هذا النوع من الكوارث يجب إتباع الأساليب العلمية التي تضمن الحد او التخفيف المسبق من فعل الكارثة ومن ذلك إعادة تأهيل المدرجات الزراعية وتصريف المياه بعيداً عن المنحدرات المهيأه للانزلاق، وعدم قطع أقدام المنحدرات لغرض شق الطرق او أي إعمال إنشائية أخرى بدون الأخذ بعين الاعتبار المخاطر المحتملة ، وعدم توسع البناء أسفل المنحدرات والكتل الآيلة للسقوط ولا فوق المنحدرات الضعيفة ولا في مجاري السيول . ويجب عند تنفيذ الإجراءات او المعالجات المشار إليها الاستعانة بالخبرات الجيولوجية لتقييم استقرارية المنحدرات واقتراح المعالجات المناسبة ليسهم بتخفيف المخاطر وهذا ماهو معمول به في كثير من البلدان لاتزال أثارها حتى اليوم • ماهي ابرز الكوارث الطبيعية والانهيارات التي أثرت على اليمن ؟ ** لقد تعرضت اليمن الى العديد من الكوارث والزلازل أهمها زلزال ذمار في عام 1982م وكانت له آثار سلبية على الإنسان وممتلكاته وعلى الاقتصاد الوطني وأعاق التنمية لسنوات وتسبب بانهيارات أرضية . و كوارث السيول وأهمها تلك التي الحقت أضرار كبيرة على عدد من قرى وادي حضرموت في عام 1996م وفيضان 2008م الذي لم يبرح الذاكرة بآثاره المأساوية والتخريبية في المناطق الشرقية حتى اليوم الذي لاتزال الدولة تعالج آثاره، و كارثة الظفير المأساوية التي حدثت في نهاية عام 2005م ، و بركان جبل الطير الذي وقع في الجزر اليمنية الواقعة في البحر الأحمر في 2007م أما بالنسبة لمخاطر الغطاء الصخري الغير منظور فتتمثل بظاهرة الكارست ( الانهيارات الخسفية) المتمثلة بوجود تكهفات تحت السطح ممكن أن تنهار أسطحها فجاءه مما تلحق أضرار ودمار بالمنشات المقامة عليها ولايمكن الكشف عنها إلإ باجراء مسوحات جيوفيزيائية لتحديد أماكنها والتحذير من خطورة البناء عليها ووضع المعالجات الممكنة للحالات الموجودة . عدم وجود خارطة مخاطر • ماذا عن مشروع إنتاج خارطة مخاطر الغطاء الصخري وأهدافه؟
** لقد كان إنتاج خارطة مخاطر الغطاء الصخري مطلباً ملحاً منذ سنوات من خلال التوصيات التي تضمنتها تقارير المتخصصين في الهيئة او الباحثين وجاء صدور قرار مجلس الوزراء رقم ( 4) 2006م بعد حادثة الظفير المأساوية في 2005م والقاضي بدراسة قرية الظفير والمناطق المماثلة تتويجا لتلك التوصيات ومحركاً علميا له وعلى إثره تم عقد اجتماع تأسيسي للمشروع في هيئة المساحات الجيولوجية والثروات المعدنية شاركت فيه وزارة الإشغال العامة والطرق وجامعة صنعاء والأمين العام للتربية والثقافة والعلوم وتمخض عنه تشكيل إدارة مشتركة بين كل من الهيئة وجامعة صنعاء في مقر الهيئة . ومن أهم مبرراته الانهيار الصخري الذي حدث في قرية الظفير ووجود العديد من القرى في أماكن مشابهه لها ، ووجود العديد من التجمعات السكانية الواقعة في مناطق الانهيارات الأرضية الحاصلة والمحتملة و تعرض العديد من الطرق الرئيسية والفرعية لمثل هذه المخاطر والوضع الجيولوجي ووجود العديد من المناطق الأثرية والتاريخية في أماكن معرضة للانهيارات ، والتوسع في العمران دون الأخذ باعتبارات المخاطر الجيولوجية ، إضافة الى عدم وجود خارطة لمخاطر الانهيارات الأرضية للجمهورية اليمنية . أما أهدافه فتتمثل في إعطاء رؤية مستقبلية لأصحاب القرار والمستفيدين عن درجات الخطورة المختلفة للمناطق المدروسة من خلال إنشاء خارطة مخاطر الانهيارات الأرضية موضح عليه :- ( انطقة درجات المخاطر , أنواعها , الملحق التفصيلي لبعض المناطق الأكثر خطورة) - إنشاء ترميز وطني لدرجة المخاطر. - إيجاد التوصيات المناسبة للجهات الهندسية لإجراء المعالجات المناسبة بحسب درجة الخطورة للمناطق التي ستشملها الدراسة . - نشر الوعي بأهمية اختيار المواقع السليمة والآمنة عند إقامة المنشآت المختلفة . - استغلال الموارد الطبيعية بشكل سليم وامن . - الحفاظ على المناطق الأثرية والتاريخية والموروث الثقافي. نظام إنذار الكوارث • هل تعطونا نبذه عن أهم منجزات المشروع ونشاطاته؟
** يعمل المشروع منذ إنشاءه بتمويل حكومي متواضع وبكوادر يمنية مؤهلة من الهيئة وفروعها في عدنوحضرموت ومركز رصد ودراسة الزلازل والتي دربت لتنفيذ أعمال المشروع بأسلوب عملي منهجي، ففي عام 2006م بدء المشروع أعمالة بدعم من وزارة النفط والمعادن وتمكن من إقامة دورة تدريبية للكوادر باستقطاب خبرات أكاديمية من جامعة صنعاء بالإضافة الى أصحاب الخبرات الطويلة المتعمقة في هذا المجال من الهيئة وتم توفير بعض المتطلبات الأولية للعمل الحقلي والمكتبي بالإضافة الى الدعم ببعض التجهيزات من بعض الإدارات وبدء العمل بدراسة استقرارية المنحدرات الصخرية المحتملة والحاصلة تلبية للطلبات والندات التي توالت على الهيئة من المحافظات المختلفة خاصة وان كارثة الظفير كان لها تأثيراً على المستوى الرسمي والشعبي ورافق ذلك جمع للبيانات الحقلية بغرض إنتاج الخارجة وفي عام 2007م أدرج المشروع ضمن الموازنة العامة للدولة وتم تنفيذ ورشة عمل كانت تهدف الى خلق وعي لأهمية عمل المشروع دعى إليها أكاديميين وممثلين عن المحافظات والوزارات ذات العلاقة مثل الأشغال العامة والطرق والدفاع المدني ومنذ ذلك الحين وأعمال المشروع تنفذ بحسب ما يرصد له من ميزانية وقد تم تنفيذ 48 قطاعا لإنتاج الخارطة من ذلك لوحة عمرانوعدن والمكلاء وطريق مارة والمقاطرة و233دراسة تفصيلية منها 35 حاصلة و198 محتملة وكذا دراسة لتقييم مخاطر السيول في المناطق الشرقية (نموذج ملتقى ليمن وليسر من وادي دوعن محافظة حضرموت ) وإجراء مسوحات جيوفيزيائية في غيل باوزير لظاهرة الكاراست ، وتزويد رئاسة الوزراء ووزارة المياه والبيئة والمحافظة المعنية بالتقارير التفصيلية المطلوبة لبعض المناطق والتي تتضمن مقترحات معالجات معالجة ويتم التنسيق مع وزارة الأشغال العامة والطرق لتقدير الكلف. و التعريف بالأسباب الرئيسية لحدوث الانهيارات الأرضية في اليمن بحسب أهميتها ،و ترشيح عدد من الكوادر لدورات داخلية وخارجية في إدارة الكوارث، وتدريب عدد من كوادر المشروع وممثلين من وزارة الإشغال العامة والطرق وجامعة صنعاء ووزارة المياه والبيئة وبرنامج تنمية الطرق الريفية في معهد التدريب النفطي والمعدني بمجال الانهيارات بدعم من الاسكواء والهيئة التدريب الميداني المتزامن مع النزولات الحقلية . وتشجيع الباحثين وتزيدهم بالمعلومات المطلوبة . وكذا تزويد الدفاع المدني بالانهيارات الحاصلة إضافة إلى تدريب طلاب بعض الجامعات من شبوهوذماروصنعاء وتزويدهم بالمعلومات لمشاريع التخرج والمشاركة في المؤتمرات والندوات الخارجية وأخيرا عمل توعية مباشرة للمواطنين اثنا ء النزول الميداني لفرق العمل على خطورة الانهيارات الأرضية وسبل تفاديها • ماذا عن الرؤية المستقبلية للهيئة في مواجهة الكوارث والانهيارات؟ ** المتوقع ان يستفاد من مخرجات المشروع في منع او تخفيف مخاطر الغطاء الصخري وعند تنفيذ مشاريع التوسع الحضري والبني التحتية يجب ان تلعب الهيئة دوراً هاما في إدارة الكوارث المترتبة عن المخاطر الجيولوجية كما ان هناك جهود تبذل من قبل رئاسة الهيئة وإدارة المشروع للحصول على مختبر جيو تقني ونظام إنذار لكوارث الانهيارات الأرضية . أيضا هناك سعي حثيث للحصول على مرئيات فضائية لأهميتها في هذا الأعمال و نأمل الحصول على دعم كاف لتنفيذ الأعمال وتسييرها بالشكل المطلوب.