أكدت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية إمكانية استمرار حدوث انهيارات أرضية أخرى في منطقة كحلان عفار بمحافظة حجة كونها من المواقع ذات المخاطر العالية. وأشار القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الدكتور عامر الصبري لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ إلى أن فريق من الهيئة قام بالنزول الميداني إلى منطقة كحلان عفار خلال الأسبوع الجاري لمعرفة الوضع الحالي... مبينا أن الفريق أكد أن المنطقة من المناطق المهددة وأن هناك إمكانية لحدوث انهيارات أرضية أخرى، وأنه سلم السلطة المحلية بالمحافظة 23 نسخة من الدراسات التي تم تنفيذها في مختلف المناطق في المحافظة . وأوضح الدكتور عامر أن هيئة المساحة الجيولوجية نفذت دراسة جيو هندسية لمنطقة كحلان عفار في ديسمبر من العام 2010م والذي حدث فيها مؤخرا الانهيار الصخري والذي تسبب في وفاة ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين. وأضاف أن الدراسة أكدت أن الوضع الجيولوجي في المنطقة غير مستقر واعتبرت المنطقة من المواقع ذات المخاطر العالية، كما بينت أن الصخور في منطقة كحلان عفار هي صخور رملية تابعة لتكوين كحلان وجيرية تابعة لمجموعة عمران متأثرة بعدد كبير من الإنقطاعات في الصخور منها أسطح التطبق ومجاميع الفواصل ومنحدراتها عالية الارتفاع وشديدة الانحدار إلى رأسية ومعلقة في بعض الأجزاء. وبحسب الدراسة فإن منطقة كحلان عفار تعد من المناطق عالية الخطورة من حيث احتمالية حدوث مخاطر الانهيارات الأرضية خاصة الانقلابات بسبب التجوية التفاضلية وكذا السقوط الصخري والدحرجة وكان اثر الإنقطاعات واضحا في فصل الكتل عن المنحدر و تتراوح أحجام هذه الكتل ما بين 5ر0 متر مكعب و50 متر مكعب. وحددت الدراسة عدد من المعالجات المتمثلة في بناء جدران ساندة وعمليات التحشية والشباك والعمل على تصريف مياه الصرف الصحي والأمطار بعيدا عن المنحدرات وإزالة النباتات ذات الجذور العميقة التي نمت في الشقوق . وأشار الدكتور عامر الصبري إلى أن هيئة المساحة الجيولوجية رفعت توصية تضمنت طرق المعالجة الهندسية التي تحد من حدوث الانهيارات الصخرية في المنطقة، كما تم تسليم السلطة المحلية بالمحافظة نسخة من الدراسة ليتم تنفيذ المعالجات المقترحة فيها إضافة إلى نسخة لرئاسة الوزراء ووزير المياه والبيئة رئيس لجنة معالجة الانهيارات الصخرية في ذلك الوقت. وأكد الدكتور عامر أن عدم الاهتمام بالدراسات العملية خاصة في هذا الجانب يتسبب في حدوث مثل هذه الكوارث ومنها ما حصل بمنطقة كحلان عفار مؤخرا أي بعد حوالي عامين من تنفيذ هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية للدراسة..مشددا على أهمية الأخذ بعين الاعتبار التوصيات والمعالجات المقترحة في تقارير الهيئة وبما يكفل الحد والتخفيف من تلك الكوارث الطبيعية مستقبلا. وتعد ظاهرة الانهيارات الأرضية أحد العمليات الجيولوجية المصاحبة لتواجد منحدرات الصخور والتربة، وبحكم الموقع الجغرافي لليمن وطبيعة تعقيداته الطبوغرافية وتنوع المناخ، وكذا خصائص تكويناته الصخرية ومحتوياتها المعدنية المتباينة بالإضافة إلى الوضع البنيوي الذي يميزها يجعل منها عرضة لفعل عوامل التعرية والعوامل الأخرى كالزلازل التي تلعب دورا مؤثرا في خلخلة وإضعاف القطاعات الصخرية وعدم استقرارية المنحدرات فتعمل تلك العوامل مجتمعة أو منفردة في حدوث الكوارث التدميرية ومنها الانهيارات الأرضية. وعملت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية على دراسة المخاطر الطبيعية من خلال مشروع مخاطر الغطاء الصخري خصوصاً بعد حدوث الانهيار الصخري الكبير في منطقة الظفير بمحافظة صنعاء، بالإضافة إلى وجود العديد من التجمعات السكانية الواقعة في مناطق الانهيارات الأرضية المحتملة. وأشار الدكتور عامر الصبري إلى أن الدراسة استهدفت مناطق التجمعات السكنية التي تتكرر فيها ظاهرة الانهيارات الأرضية أو المناطق التي يتم الإبلاغ عن حدوث انهيار فيها، وتتمثل مخرجات المشروع بإنتاج خارطة مخاطر الغطاء الصخري في مناطق الدراسة موضحاً عليها مواقع الانهيارات المحتمل حدوثها، حيث بلغ إجمالي عدد المواقع المدروسة خلال الفترة 2006م- 2011م حوالي 456 موقعا إضافة إلى جمع بيانات حقلية وصلت إلى حوالي 43 ألف نقطة بهدف إنتاج خرائط مخاطر الغطاء الصخري لعدد من المناطق ذات الأولوية، وفقاً لعدة معايير منها وجود منحدرات في مناطق التجمعات السكانية. ولفت القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الدكتور عامر الصبري إلى أن تزايد حدوث الانهيارات الأرضية خلال الفترة القصيرة الماضية يعود إلى زيادة معدل التساقط المطري بسبب تغير المناخ وازدياد النشاط البشري المتمثل في شق الطرق والتوسع العمراني في المناطق الجبلية أسفل وخلال المنحدرات وكذا دورة الطبيعة المتمثلة في تجوية القطاعات الصخرية خلال هذه المنحدرات والتي هي بحاجة إلى دراسات دقيقة ومتأنية..منوها إمكانية ازدياد حدوث ظاهرة الانهيارات خلال الأعوام القادمة تضع نفسها بشدة. وحول الأسباب الرئيسية لحدوث الانهيارات الأرضية أشار الدكتور عامر الصبري إلى أن ذلك يرجع إلى طبيعة وصلابة التركيب الصخري والتتابع الطبقي ووجود الفواصل والشقوق والارتفاعات، ودرجة انحدار الأرض حيث يزداد فعل الجاذبية الأرضية كلما زادت زاوية الانحدار عن 35 درجة ، ووجود الانقطاعات بشكل عام وتحديداً الفواصل خلال المنحدرات الصخرية، وكذا التجوية التفاضلية خلال النطاقات الصخرية الضعيفة وغير المقاومة مثل نطاق الحجر الرملي والطيني والمارلي والديورايت والاجنمبرايت وبعض أنواع البازلت. وأضاف .. كما أن من أسباب الانهيارات الأرضية تسرب مياه الأمطار والمجاري خلال المنحدرات والإنقطاعات والاستنزاف الجائر للمياه الجوفية، والتدخل البشري المتمثل في الحفر أسفل المنحدرات الجبلية لعمل الكهوف واتخاذها مساكن أو لوضع الأعلاف، وحفر البرك لخزن المياه أعلى المنحدرات وإزالة المواد السائدة عند القطع أسفل المنحدرات بغرض إنشاء مشروع عمراني أو شق طرق، بالإضافة إلى إزالة الغطاء النباتي بالاحتطاب.