في شهر رمضان المبارك تنتشر الكثير من الظواهر المجتمعية غير المرغوبة منها التسول فهي أصبحت مشكلة اجتماعية اخذت بالازدياد خصوصاً في هذا الشهر الفضيل الذي يجده المتسولون فرصة كبيرة لاستغلال عطف وكرم الناس بحجة تعاظم الأجر ونيل الحسنات في شهر المغفرة. التسول أصبح فناً واحترافاً وتجارة رابحة تدر على اصحابها الأموال الطائلة، فتظهر تلك الظاهرة أمام المساجد وفي الشوارع فتجد الأسرة بأكملها تفترش المكان وتمكث فيه ليل نهار لتستعطف وتطلب المساعدة، فلا تستغرب أن أوقفك شخص وطلب منك المساعدة كون نقوده سرقت أو لا يملك فلساً واحداً فيطلب العون حتى يعود إلى قريته أو محافظته ولا تتعجب ان اوقفتك سيدة تدعي أن أمها ترقد في المستشفى، تحتاج للعلاج.. ولاتندهش إن رأيت شخصاً يهرول وهو يطلب المساعدة في جمع قيمة لكفن شخص مات لا يوجد لديه شيء. إن من يقومون بجمع الأموال بتلك الطرق إنما يخدعون الناس فهم يستولون بطريقة غير مشروعة على أموال الناس وهو محرم شرعاً فالمال الذي يحصل عليه المتسول بهذه الطريقة هو مال محرم خصوصاً إذا كان المتسول ليس بحاجة إلى هذا المال. الدين الاسلامي وجه الناس إلى العمل والسعي وطلب الرزق والأخذ بالأسباب مع التوكل على الله، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سؤال الناس من غير حاجة ماسة، لما فيه من إذلال للنفس والرغبة في الدنيا. وأخيراً إن من اعتاد السؤال يأتي يوم القيامة وليس في وجهه شيء من اللحم جزاءً لقلة حيائه من سؤال الناس في الدنيا. ان المتسولين منهم المحتاج بالفعل ولكن لا يعرف كيف يصل للطريق المشروعة ولابد من مساعدة هذا المحتاج ومعرفة احتياجاته فعلى الجهات المسئولة والجمعيات الخيرية البحث عن هذه الأسر المحتاجة وليس الانتظار حتى تأتي هذه الأسر إلى الجمعيات. ويجب علينا كمجتمع التحري عن مصداقية المحتاجين من أجل مكافحة التسول عن طريق التوعية المستمرة واعطاء الذين هم بحاجة المساعدة فقط.