تكثر الموائد الرمضانية والإفطار الجماعي في مختلف المساجد ، تتسابق العديد من الجمعيات والمنظمات الخيرية والطوعية على توفير خدمة للصائمين ممن انقطعت بهم السبل ، حباً في نيل أجر إفطار الصائم ، ذلك الأجر الذي ضمنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال “من أفطر صائماً فله مثل أجره” .. إلا أن الإبداع والتجديد في العمل الخيري والإنساني قلما نجده في مؤسساتنا ومنظماتنا الخيرية، بل على العكس من ذلك حين نرى أن العمل الخيري آخذ بالتقليد الأعمى والتكرار الجامد ، دون السعي للإتيان بالجديد ، خدمةً لروحانية الإسلام ، وتعزيزاً لمبدأ التكافل والتراحم الذي دعا إليه .للصائم فرحتان وفي الأفق لاحت بوادر إبداعات خيرية ، لم يسبقها أحد من قبل ، تمثلت في ظهور ثلة من الشباب الفاعل والإيجابي المحب للخير ، يجوبون شوارع الحالمة تعز في الرمق الأخير من أيام شهر رمضان ، وقبيل أذان المغرب ببضع دقائق ، يستهدفون صائمين تقطعت بهم السبل قبل الوصول إلى منازلهم والإفطار مع ذويهم ، ليسعفوهم ببضع تمرات ، وأكياس من المياه ، وقليل من الطعام حتى يصل مقصده ، في آلية مبتكرة لتفطير الصائمين خلال الشهر الكريم وكسب الخير وتجسيد معاني الأخوة بطريقة محببة إلى القلوب تدفع كل من يتعرض لنفحات الخير تلك يدعو لأولئكم الشباب ، وفيضان الفرحة بالإطار يفيض من أعماق قلبه ، لذا كان هذا العمل يرفع شعاره المتأتي من تلك الصورة والمتمثل في “للصائم فرحتان” . أبواب الخير قد لا يكلف أحدنا نفسه عناء التأكد من عمل عظيم كهذا تشهد عليه جولات مدينة تعز وشوارعها الرئيسية ، فقط ليتأخر أحدنا عن موعد ذهابه لبيته للإفطار ، ويتوجه بدلاً عن ذلك إلى أحد تلك الشوارع ليجد الشباب على مشارف دقائق من أذان المغرب وهم يوزعون ما بأيديهم من إفطار عليه ، ليكون بذلك ضمن الفئة المستهدفة من المشروع الذي أطلقته مؤسسة أبواب الخير منذ بداية شهر رمضان للمرة الثانية بعد أن انطلق المشروع للمرة الأولى في شهر رمضان الماضي واستهدف حينها إفطار ثلاثين ألف صائم في الشوارع . أربعون ألف صائم أما عن مشروع العام الحالي فإنه وبحسب القائمين عليه يستهدف تفطير أربعين ألف صائم خلال شهر رمضان في المواقع التي تنقطع بهم السبل أو يداهمهم وقت الإفطار وهم خارج بيوتهم وفي الشوارع والأماكن العامة ، كما ذكر مشرفو المشروع في مؤسسة أبواب الخير . تكلفة بسيطة وأجر عظيم حيث قامت المؤسسة بإعداد الوجبات الخفيفة وتوزيعها عندما يحين موعد الإفطار حيث نفذت العام الماضي أكثر من ثلاثين ألف وجبة وهذا العام تعتزم رفع العدد إلى أربعين ألف وجبة ، و كل موقع توزع فيه أكثر من 66 وجبه تتكون من “تمر – ماء – ساندويتش – كيك “ بتكلفة “140 ريالاً” فقط وتوزع مجاناً للصائمين في الأماكن المستهدفة من مشروع الفرحة الذي تقدر تكلفته خمسة ملايين وستمائة ألف ريال . رغم القليل ...نعمل وأكد مع قلة الدعم والموارد المالية للمشروع إلا أن المؤسسة سائرة فيه على أمل أن يتفاعل الخيرون من أبناء البلد في دعم المشروع الذي يستفيد منه الجميع وقت أذان المغرب في عشرين موقعاً يتم التواجد فيها من قبل فريق العمل في المؤسسة المتطوع في المشروع الذين يعملون بشكل طوعي ، ويمضون أوقاتهم الأخيرة من الشهر الكريم في الشوارع لإفطار الآخرين . بحاجة للتكاتف المشروع بعد خروجه للنور وتنفيذه واقعاً لم يعد ملكاً لمؤسسة أبواب الخير ، كما هو بقية المشاريع التي تستهدف خدمة المجتمع ، ولهذا فإن مشروع للصائم فرحتان بحاجة إلى المزيد من الدعم والتكاتف المجتمعي أولاً ، ثم من قبل رجال المال والأعمال . الجدير ذكره أن مؤسسة أبواب الخير مؤسسة نشأت في العام 1429ه - 2008م بتصريح رقم (99/19).. مشاريعها تدعم من قبل فاعلي الخير وصغار التجار الذين هم سبب في نجاح معظم المشاريع وتسعى المؤسسة لاستقطاب داعمين آخرين وفق برامجها وخططها المرسومة بما يساهم في مواصلة إقامة مشاريعها الخيرية . وتعطي المؤسسة أهمية كبيرة لمشاريعها في وسائل الإعلام انطلاقاً من إدراكها للدور الفاعل للإعلام في إيصال الأثر الإيجابي للمشاريع المجتمعية والخدمية ، بما يساهم في استمراريتها وتواصلها .