تجدهم على مداخل المدينة ، يجوبون جولاتها وشوارعها الرئيسة ، في لحظات أغلب الناس حينها في منازلهم ينتظرون أذان المغرب للإفطار ، فيما أولئك الثلة من الشباب يترقبون المنقطعين عن منازلهم وأبناء السبيل والمسافرين ومن انقطعت بهم السبل ، ليشاركوهم أجر الصيام بمجرد منحهم ما بأيديهم من حفنات التمر وشربة الماء..إنهم أبواب خير تتمركز في طرقات الحالمة ، تفتح خيراتها للصائمين ، وتهديهم ما بداخلها من عطاء ، ليعينوا الآخرين على صيامهم..يجالسون رجال المرور ، وأصحاب العربيات من الباعة المتجولين ، ويسامرون عمال المقاهي والبوفيهات ريثما يحين أذان المغرب لينطلقوا حينها صوب هدفهم السامي. .إفطار الصائمين .. ليس في المساجد أو في أفخم القاعات والمطاعم المترفة ، ولكن في الشوارع وعلى نواصي الطرقات ومنافذ المدينة .. هذا هو هدفهم. انطلاقة الطموح إفطار الصائمين في شوارع المدينة ، مشروع خيري هو الأول من نوعه في مدينة تعز ، قامت به ونفذته مؤسسة أبواب الخير وللعام الثالث على التوالي ، فمنذ العام 1429ه كانت فكرة البداية من شباب متطوع متحمس لعمل الخير ، وفعل شيء إيجابي تجاه مجتمعه فكانت ولادة المشروع ( فرحة الصائم ) الذي استهدف حينها إفطار ثلاثين ألف صائم في شوارع مدينة تعز..وكما هو حال الأعمال الطموحة غير الراضية بالدون أو التراجع فقد ازداد عدد الصائمين الذين تستهدفهم المؤسسة بمشروعها الخيري هذا في العام التالي 1430ه إلى أربعين ألف صائم ، فيما المشروع يواصل طموحه ويضع لنفسه هدفاً في رمضان من العام الحالي هو إفطار 45 ألف صائم إن شاء الله. التزام بالهدف ليس من السهل تحقيق هدف كهذا ، كون الرقم كبيراً ، وهو في زيادة كل عام ، كما أن المستهدفين من الصائمين المتواجدين في الشوارع ساعة الإفطار يندر وجودهم في أغلب أيام الشهر ، غير أن الشباب المتطوعين لعمل الخير يلزمون أنفسهم بترقب أهدافهم من الصائمين إلى أن تنتهي كمية التمور والمياه التي يتم توزيعها كل يوم. إبراز الخير عمل الخير يحتاج إلى الكثير من الإشارة والتنويه ، من منطلق الوقوف إلى جانب المؤسسات الخيرية والطوعية العاملة في خدمة المجتمع ، وتعزيز التكافل الاجتماعي ، واستشعار مسئولية الفرد تجاه محيطه ومجتمعه ، خاصةً في مثل هذه الأيام الفضيلة والمباركة من شهر رمضان التي يجسد فيها التعاضد والتلاحم المجتمعي في أبهى صوره. وحرصاً منا على إلقاء مزيد من الضوء على مثل هذه الأعمال الخيرية ، كان لنا هذا اللقاء المقتضب مع مدير مشروع ( فرحة الصائم ) بسام محمد حزام غبر سكرتير مؤسسة أبواب الخير ليطلعنا على تفاصيل المشروع فما يلي من سطور.. أول الغيث في بداية حديثه معنا يؤكد مدير مشروع الفرحة أن فكرة المشروع نبعت من قبل مجموعة من شباب المؤسسة المتحمسين لفعل الخير ، ومجرد الفكرة هذه أصبحت اليوم مشروعاً تتبناه مؤسسة أبواب الخير وينخرط فيها مجموعة كبيرة من الشباب المتطوعين . والمشروع في تطور مستمر منذ تنفيذه لأول مرة قبل سنتين وذلك بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً ثم بفضل القائمين على إدارة مؤسسة أبواب الخير الذي اهتموا بالمشروع وأعطوا له الكثير من التخطيط والعناية. أهداف المشروع كما يشير بسام غبر إلى أهداف المشروع قائلاً : من أهداف المشروع فعل الخير وبذل المعروف للصائمين والمنقطعين عن ذويهم في لحظات الإفطار ، بالإضافة إلى تدريب الشباب العاملين في المشروع على عمل الخير ، وتعلم الإيجابية ، خاصةً أن المشروع يحرم الشباب من الإفطار بين أهاليهم ، لكنه في المقابل ينمي عندهم الشعور بالمسئولية تجاه مجتمعهم ، ويزيد إقبالهم على فعل الخيرات. ترتيب وتقسيم ويضيف:إن هناك أكثر من ستين شاباً انضموا للمشروع ، وبشكل طوعي خالص ، ولا يتقاضون أية أجرة على عملهم ، كما أن العمل في المشروع يتميز بالتنظيم والترتيب الذي تحرص عليه المؤسسة في مختلف أعمالها وأنشطتها ، فهناك شباب عاملون في مجال تعبئة الوجبات التي توزع على الصائمين في الشوارع والمتضمنة بضعة تمرات وكيس ماء ، بالإضافة إلى أطعمة أخرى ، كما يوجد شباب يعملون في توصيل الكميات المقترحة على كل جولة أو منطقة ، وآخرون يعملون في توزيع تلك الوجبات مباشرةً إلى المواطنين الصائمين كل في مكانه ومنطقته. تفاعل وتعاون بالنسبة للجهات الداعمة والتفاعل من المؤسسات الرسمية والأهلية يؤكد مدير مشروع ( فرحة الصائم ) أن هناك العديد من الجهات الرسمية والأهلية المتفاعلة مع المشروع كالمجلس المحلي بالمحافظة وإدارة المرور والعديد من الخيرين وأصحاب الأموال والمؤسسات الذين ما بخلوا في دعم مثل هذه التجارب الخيرة والأعمال المجتمعية الميدانية. وينوه بسام غبر إلى تعاون إدارة المرور مع المشروع كون أحد أهدافه التقليل من حوادث المرور ، خاصةً أن أكثر السائقين يحاولون في مثل هذه الساعة في آخر يوم الصيام الإسراع للوصول إلى منازلهم في وقت الإفطار الأمر الذي يتسبب بحدوث العديد من الحوادث المرورية التي يذهب ضحيتها المواطنون. صعوبات تواجه أي عمل ومن أبرز الصعوبات التي يعانيها المشروع – بحسب مديره – هو تضارب الأسعار التي شهدتها الأسواق مؤخراً الأمر الذي انعكس سلباً على تفاعل وتعاون بعض الجهات التجارية مع المشروع كما كان الحال في الأعوام السابقة. بالإضافة إلى قلة الدعم بشكل عام مقارنةً بالأعوام الماضية ، إلا أن المؤسسة التزمت بزيادة عدد المستهدفين من المشروع ، والذي بلغ 45 ألف صائم ، وهو رقم قياسي كبير مقارنةً بالإمكانات المتاحة للمؤسسة وللمشروع. ويؤكد غبر أن المشروع وضع لنفسه خطةً تستهدف 60 ألف صائم إلا أن محدودية الدعم حال دون تحقيق هذا الهدف. دعوة وفي ختام حديثه القصير يدعو مدير مشروع الفرحة التابع لمؤسسة أبواب الخير كافة المواطنين ورجال الخير وأصحاب الأيادي البيضاء إلى دعم مثل هذه الجهود والمبادرات الشبابية الفاعلة ، باعتبارها أعمالاً ومشاريع ترتبط مباشرةً بالمجتمع ، ويلقى المواطن البسيط خيرها وأثرها مباشرةً.