اتباع نظام غذائي صحي متنوع ومتوازن وغني بالفيتامينات والأملاح المعدنية والمواد المضادة للتأكسد يحارب ليس فقط الإصابة بسرطان عنق الرحم ولكن أيضاً يحمي من الإصابة بأمراض عديدة وخطيرة ومشاكل صحية مختلفة.منذ الأيام القديمة وحتى أيامنا هذه تبين أكثر فأكثر بأن الغذاء الصحي والسليم هو المحارب الأقوى لأمراض عديدة، بخاصة أمراض السرطان، فقد أظهرت نتائج الدراسات العديدة في معظم بلدان العالم بأن حوالي أكثر من ثلث الأمراض السرطانية لها علاقة بعدم اتباع نظام غذائي صحي متنوع ومتوازن، يفيد بعض العلماء بأن أكثر من 60% من حالات الأمراض السرطانية لها علاقة بالغذاء غير الصحي. بمعنى آخر كل ما نأكله يؤثر سلباً أو ايجاباً على صحتنا يؤثر الطعام اليومي في زيادة أو تخفيف خطر الإصابة بأمراض السرطانات، كما أن تناول الأطعمة الصحية يساعد كثيراً على تخفيف خطر الإصابة بالإضافة إلى ذلك عند الإصابة بأي نوع من أنواع السرطانات فإن تناول الأطعمة الصحية والمغذية يساعد على تخفيف خطر انتشار هذا المرض من عضو إلى عضو آخر في الجسم. كما أن الأطعمة الصحية والمغذية تساعد على تخفيف خطر تطور مراحل السرطان. الألياف إن اتباع نظام غذائي صحي متنوع ومتوازن وغني بالألياف والفواكه والخضار يساعد على تخفيف خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم، وقد أظهرت إحدى الدراسات بأن النساء اللواتي يتناولن كمية أكبر من الألياف والأطعمة الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية هن أقل عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بنسبة 04إلى 06% مقارنة بالنساء اللواتي لا يتناولن كمية جيدة من الألياف والفيتامينات والأملاح المعدنية. ويضيف العلماء والأطباء: كلما تناولت المرأة كمية أكثر من الفواكه والخضار حاربت الإصابة ليس فقط بسرطان عنق الرحم ولكن أيضاً سرطانات عديدة مثل سرطان المعدة وسرطان الثدي وسرطان الرئة وسرطان المبيض وسرطان البنكرياس وسرطان القولون وغيرها. وبالرغم من عدم تحديد الكمية الضرورية والمناسبة من الفواكه والخضار لمنع الإصابة بأمراض السرطان يفيد اختصاصيو التغذية بأن تناول كمية معتدلة من الفواكه مثل حصتين في اليوم وثلاث حصص من الخضار يومياً يساعد على تخفيف خطر الإصابة بمعظم أنواع السرطانات، بخاصة سرطان عنق الرحم «بنسبة 57%» مقارنة بتناول حصتين أو ثلاث حصص من الفواكه أو الخضار أسبوعياً. ويضيف اختصاصيو التغذية والأطباء بأن قدرة الفواكه والخضار في محاربة أنواع السرطانات تعود إلى احتواء هذه الأطعمة على كمية كبيرة من الفيتامينات والأملاح المعدنية والتي تلعب دورها كمواد مضادة للتأكسد لتحارب الإصابة بأمراض عديدة وليس فقط السرطانات. أهم المواد المضادة للتأكسد وسرطان عنق الرحم لوتين «Lutein»: الموجودة في السبانخ واللفت والشمندر والخردل الأخضر وغيرها. بيتا كريبتوزانثين «Bet -cryptoxanthin» الموجودة في البابايا واليقطين والفلفل الأحمر واليوسفي. الفيتامين ج «C» الموجود بكميات كبيرة في البرتقال والغريب فروت والدراقن. الفيتامين أ «A» الموجود بكميات كبيرة في الجزر والبطاطس الحلوة واليقطين والسبانخ. لايكوبين «Lycopene»: الموجودة في الطماطم على أنواعها والبطيخ الأحمر. الطماطم وسرطان عنق الرحم يفيد الأطباء واختصاصيو التغذية بأن تناول الطماطم يساعد على محاربة الإصابة بأنواع السرطانات وبخاصة سرطان عنق الرحم، يعود ذلك إلى احتواء الطماطم على كمية عالية من مادة اللايكوبين «Lycopene» وهي المادة التي تؤمن اللون الأحمر للطماطم ولأنواع خضار وفواكه أخرى تلعب مادة اللايكوبين دوراً مهماً في الجسم كمادة مضادة للتأكسد وبالتالي تساعد على محاربة تأكسد الخلايا في الجسم وخاصة خلايا عنق الرحم وبالتالي تمنع الإصابة بالسرطان، والجدير بالذكر هنا بأن مادة اللايكوبين هي نفسها في الطماطم الطازجة والمطبوخة والصلصة وكل أنواع الطماطم، بمعنى آخر أن طريقة طهو الطماطم لا تفقدها ولا أي نسبة من كمية اللايكوبين الموجودة فيها، تجد أيضاً مادة اللايكوبين بكميات كبيرة في البطيخ الأحمر وبكمية معتدلة في المشمش وتفيد الدراسات بأن النساء اللواتي يتناولن الطماطم بكميات كافية هن أقل عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بخمس مرات أقل مقارنة بالنساء اللواتي لا يتناولن الطماطم كما أن ارتفاع نسبة معدل مادة اللايكوبين في الدم يساعد على محاربة عملية تأكسد الخلايا وحماية الجسم من الإصابة بأنواع السرطانات وبخاصة سرطان عنق الرحم. حامض الفوليك وسرطان عنق الرحم في الحقيقة أن تناول الأطعمة الغنية بحامض الفوليك «Folic Acid» وهو من فيتامينات ب المركبة مثل الحبوب وغيرها يساعد على محاربة الجراثيم التي تجتاح عنق الرحم والتي تسبب السرطان واشارت الدراسات بأن النساء اللواتي يتمتعن بمعدل مرتفع من حامض الفوليك «Folic Acid» في الدم هن أقل عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم، إضافة إلى ذلك فإن الانخفاض في معدل حامض الفوليك في الدم يحث الجراثيم الموجودة في الرحم وعنق الرحم على اجتياح الخلايا السليمة واضعافها وتحويلها إلى خلايا متضررة ومريضة، لذلك فإن النساء اللواتي يتمتعن بمعدل منخفض من حامض الفوليك في الدم هن عرضة للإصابة بسرطان عنق الرحم بخمس مرات أكثر من النساء الأخريات، لذلك فإن تناول الأطعمة الغنية بحامض الفوليك يساعد على محاربة الإصابة بهذا النوع من السرطان. الأطعمة الغنية بحامض الفوليك بامياء فاصوليا بيضاء فول الصويا هليون افوكادو فول بروكلي شمندر سبانخ فاصوليا حمراء قمح كامل لفت حمص بذور دوار الشمس خردل أخضر توت أحمر وأخيراً فإن تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والأملاح المعدنية وحامض الفوليك وغيرها من المواد المضادة للتأكسد واتباع نظام غذائي صحي متنوع ومتوازن لا يساعد فقط على محاربة الإصابة بمرض سرطان عنق الرحم ولكن أيضاً الأمراض الأخرى كما ويساعد على الحفاظ على صحة جيدة وجسم سليم. بعد كل هذا الحديث عن الأمراض الخبيثة لا بد أن نكون قد تعلمنا أن نعمة العافية كنز حقيقي.. وكم هو رائع أن نعمل بوصية الرسول صلى الله عليه وسلم «أحب لأخيك ما تحب لنفسك» لذلك يتوجب على كل مسلم في قلبه ذرة حب أن يساعد أخاه المسلم ويتبرع بما تجود به نفسه لمرضى السرطان؟!