تعد حركة "امناء جبل الهيكل"، وهو المسمى الذي يطلقه اليهود على منطقة الحرم، من أكثر الحركات تشددا في اسرائيل وقد عقدت اجتماعات مؤخرا وناشدت اليهود دخول باحات المسجد الاقصى لاداء الشعائر الدينية وجمعت تبرعات لبناء الهيكل اليهودي مكان المسجد الاقصى و قد عرضت المجسم الهندسي للهيكل. تسعى الحركة الناشطة منذ سنوات باستمرار لدخول الاقصى لكن الشرطة الاسرائيلية كانت تمنع أتباعها إلا أنها هذه المرة نجحت ولو لدقائق معدودة. قبل تسع سنوات دخل أرئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، المسجد الاقصى برفقة عدد من اليهود المتشددين وبحماية الشرطة الاسرائيلية فتصدى لهم المصلون ورموهم بالاحذية والحجارة فأطلقت الشرطة النار لتندلع انتفاضة الاقصى. ما حدث اليوم يذكر بالامس، فالعشرات من أتباع حركة امناء جبل الهيكل حاولوا اقتحام المسجد الاقصى فتصدى لهم المصلون المسلمون فاندلعت مواجهات في مدينة القدس وبالتحديد في محيط الحرم الشريف. الشرطة الاسرائيلية أوصدت الابواب ومنعت الفلسطينيين من الدخول إلى المسجد الذي انتشرت قوات الامن الاسرائيلية داخله أيضا. الشرطة الإسرائيلية تفرض حصارا شاملا على المسجد الأقصى والمتشددون اليهود غادروا لكن الاشتباكات استمرت واصيب العشرات من الفلسطينيين من الشبان ومن المصلين الكبار في السن كما أصيب اثنان من أفراد الشرطة الاسرائيلية نتيجة رمي الحجارة وزجاجات فارغة عليهم. "الوضع متوتر للغاية في المدينة القديمة" يقول عدنان الحسيني محافظ القدس، المعين من قبل السلطة الفلسطينية،مشيرا إلى أن القسم الذي احتلته إسرائيل عام 1967من القدس لم ينل اعترافا دوليا. حركة حماس كانت دعت لانتفاضة جديدة دفاعا عن المسجد الاقصى اثر الاشتباكات التي شهدتها القدس بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين المحتجين على حصار المسجد. الحركة وفي بيان لها اعتبرت "المساس بالمسجد الأقصى خطاً أحمر ومرجلاً سينفجر في وجه الصهاينة المعتدين"حد وصف بيان حماس التي وجهت فيه تحذيرا إلى القوات الاسرائيلية وحملتها "كامل المسؤولية عما يجري من عدوان على الاقصى والمقدسيين . البيان دعا الفلسطينيين في القدس إلى "المزيد من الصمود والمرابطة"، مضيفا "ندعو شعبنا الفلسطيني البطل وكافة الشعوب العربية والإسلامية إلى هبة جماهيرية عارمة ولانتفاضة جديدة دفاعا عن القدس.. ميكي روسينفليد الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية حّمل الفلسطينيين مسؤولية المواجهات فقال " حوالي مئة وخمسون مسلما رموا الحجارة على مجموعة صغيرة من المصلين اليهود على جبل الهيكل ونتيجة لذلك تدخلت الشرطة وأطلقت قنابل الصوت لتفريق المتظاهرين الذين رموا الحجارة . واضاف: ضابطان جرحا ونشرت قوات كبيرة في القدس الشرقية وفي المناطق المقدسة لتهدئة الاوضاع والشرطة الآن على اهبة الاستعداد داخل وخارج البلدة القديمة. الشرطة الاسرائيلية على اهبة الاستعداد والمصلون يرفضون الخروج وتمنع الشرطة دخول اخرين تحت سن 50 عاما والمواجهات بين المقدسيين وجماعة الهيكل على اشدها في الخارج.. الامر اذن يسير في اتجاه التصعيد اكثر وربما وجهة انتفاضة جديدة قد تنفجر فجأة..