يواصل مئات المصلين من الفلسطينيين اعتكافهم في المسجد الاقصى المبارك منذ ليلة امس, لاحباط أي محاولة اقتحام لباحات المسجد, من قبل الصهاينة الغاصبين, من شأنها تمكين المتطرفين اليهود من اداء طقوسهم التلمودية في باحاته . ويحرص المُصلون الفلسطينيون على البقاء في المسجد الاقصى المبارك لأداء صلاة الفجر والتصدي لأي محاولة للجماعات اليهودية المتطرفة لاقتحام المسجد وأداء طقوس وشعائر تلمودية في باحاته, وفق ما أعلنته هذه الجماعات لأنصارها بمناسبة عيد (العرش) اليهودي. ويخشى هؤلاء المصلون من ان تمنعهم سلطات الاحتلال من الدخول الى المسجد مرة ثانية, خصوصا وانها لم تسمح الا للذين تزيد اعمارهم عن الخمسين عاما من الدخول الى المسجد الاقصى لاداء صلاة الظهر اليوم بعد ان رفضت دخولهم لعدة ساعات. فقد تشتد المواجهات بعد خروج المصلين من الاقصى بعد اداء صلاة الظهر, بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال الاسرائيلي, الذي اعتقل نائب رئيس الحركة الاسلامية الشيخ كمال الخطيب في الداخل بعد ادائه الصلاة في احد المساجد القريبة من المسجد الاقصى وقبة الصخرة. وذكر شهود عيان ان الشرطة الاسرائيلية اعتقلت احد حراس المسجد الاقصى اثناء توجه الى هناك في وقت تقوم فيه الشرطة بشن حملة اعتقالات في صفوف الشبان. فيما اصيب العشرات من الشبان الفلسطينيين خلال المواجهات التي اندلعت في محيط المسجد الاقصى منذ ساعات الصباح فيما قالت الاذاعة الاسرائيلية ان شرطيا اسرائيليا اصيب بجروح خلال هذه المواجهات. ويتوقع أن يتجمع مئات اليهود اليوم الأحد عند الحائط الغربي للحرم القدسي الشريف للاحتفال بما يسمى عيد العرش اليهودي. وكانت جماعات من اليهود المتطرفين وحشود من عناصر شرطة الاحتلال اقتحمت المسجد المبارك، واشتبكت مع الفلسطينيين الذين كانوا موجودين داخله الأسبوع الماضي لحمايته مما أدى إلى سقوط 17 جريحا في صفوف الفلسطينيين واعتقال سبعة آخرين. وتواصل قوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية وحرس الحدود منذ الليلة الماضية عزل ومحاصرة حوالي 200 معتكف داخل باحات الحرم القدسي الشريف في وقت تنوي الشرطة السماح لعناصر جماعات يهودية متطرفة بالدخول الى باحات المسجد الاقصى وسط مخاوف من اندلاع مواجهات داخل المسجد. وأفادت مصادر امنية فلسطينية أن شرطة الاحتلال الاسرائيلي اعتدت على عدد من المصلين الذين حاولوا إقامة الصلاة في الشوارع الرئيسية للبلدة القديمة من القدس . في غضون ذلك حذر المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الاقصى المبارك الشيخ محمد حسين من ارتكاب مجزرة بحق المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى المبارك، كما حذر من العواقب التي ستؤول إليها المنطقة برمتها في حال استمرت سلطات الاحتلال في السير على سياستها وممارستها التعسفية ضد المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد المبارك. وقال المفتي العام للقدس في بيان له ان الوضع الحالي في الاقصى يشبه إلى حد كبير ما قام به المتطرف أرئيل شارون عام 2000م. وأن الأمر قد يتحول إلى مجزرة، ومن ثم إلى نتائج لا تحمد عقباها . ونبه المفتي الى العواقب التي ستؤول إليها المنطقة برمتها في حال استمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالسير على سياستها وممارستها التعسفية ضد المقدسات الاسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى. واضاف أن سلطات الاحتلال تحاصر المسجد الأقصى المبارك وتمنع الموظفين والمصلين من الدخول إليه، وتفرض حصاراً مشدداً عليه، مهددة باقتحامه في حال لم يخرج المعتكفين من داخله، مبيناً أن هذه السلطات تنوي إدخال مجموعات من المتطرفين اليهود إلى باحات المسجد هذا اليوم. وناشد الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس، ضرورة التدخل العاجل لحماية أرواح المصلين والمسجد الأقصى المبارك. في وقت اغلقت فيه قوات وشرطة الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك بالكامل منذ ساعات الفجر, ولم تسمح لأي مواطن بدخوله وأداء صلاة الفجر فيه, واعتقلت عدد من المقدسيين، من بينهم حاتم عبد القادر مسؤول ملف القدس بحركة فتح. فمنذ أن وقعت مدينة القدس الشريف تحت وطأة الاحتلال الصهيوني الغاشم عام 1948م، واليهود يواصلون سعيهم الحثيث لتغيير معالم المدينة المقدسة والعبث بتراثها الحضاري الإسلامي العربي، في تحدا سافرا لمشاعر الأمة الإسلامية بأسرها لغرض إلغاء هويتها وتهويدها, حيث يتعمدون اقتحام ساحة المسجد الأقصى وتدنيسها بين وقت وآخر. ويعتبر اليهود المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، أحد أهم أهداف التغيير بالنسبة لهم, حيث عبروا عنه من خلال حملات التدنيس والعبث والتحدي الصارخ التي تتصاعد بشكل مجنون حتى يومنا هذا. سبا وكالات