المعهد الصناعي للأيتام أول معهد حكومي في اليمن يهتم باليتيم ويتبع وزارة التعليم الفني والتدريب المهني، جاء كمساهمة مشتركة ما بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي الذي تكفل بالتجهيزات للمعهد، تم وضع حجر الأساس له في العام 2002م وافتتح في العام 2004م وتم التشغيل الفعلي له في العام 2006-2007م بقسم واحد هو المساحة والطرقات، تبعه افتتاح قسم آخر في العام الدراسي الماضي 2007-2008م والمتمثل بقسم الحاسوب(البرمجيات)، تبعه أيضا افتتاح قسم آخر في العام الدراسي الحالي 2008-2009م والمتمثل بقسم التحكم الالكتروني الذي أصبح مجهزاً بالتجهيزات المطلوبة والخاصة به، ويستعد هذا العام كغيره من معاهد التدريب لاستقبال الطلاب الجدد من الأيتام وغيرهم والذين يرغبون للالتحاق به للتأهيل والتدريب على مختلف مهارات ومتطلبات سوق العمل من المهن المتنوعة التي يحتاجها، وللقضاء على البطالة في أوساط الشباب.. حول هذا الموضوع كان لنا أن نلتقي بالدكتور عصام محمد أبو دنيا عميد المعهد التقني الصناعي للأيتام ونجري معه الحوار التالي: .. بداية لو تحدثنا عن العام الدراسي الماضي وكيف كانت المحصلة العامة لطلاب المعهد؟ منذ أن بدأت الامتحانات العملية العام الماضي خلافاً عن السنوات الماضية كانت سنة مغايرة للأعوام الماضية حيث إن الامتحانات المهنية هي التي كانت تبدأ ويكون لها اهتمام خاص، لكن العام كان مختلفاً وكانت الامتحانات العلمية في الترتيب الأول وتم نزول لجان من قبل الوزارة إلى المراكز الامتحانية في المعاهد نفسها كما نزلت لجنة لتقييم المناهج التعليمية ومدى مطابقتها للخطة المقررة وهل سارت حسب ماهو محدد لها ، كانت في السنوات الماضية تشرف على النظرية فقط، لكن اليوم فهي تشرف على العملية والنظرية مما يعكس اهتمام الحكومة وقيادة وزارة التعليم الفني والتدريب المهني بالتعليم الصناعي، مما سهل في أن تسير العملية التعليمية بشكل جيد وفي جميع المراحل. التعليم والفتاة .. العام الحالي ماهي الترتيبات التي تقومون بها؟ وهل هناك أنشطة أو أقسام جديدة سيتم إدخالها؟ العام الدراسي الحالي سيكون عاما جديداً سيتم استيعاب طلاب جدد في مختلف التخصصات، ونحاول أن يكون عاما مميزا عن الأعوام الماضية، عاما موحداً لمناهج التعليم الفني والتدريب المهني، حيث نزلت الخطط الدراسية لتوحيد جميع المفردات والمناهج في المعاهد والمراكز المهنية في اليمن واتخذت الوزارة سياسة موحدة بجميع الوحدات حسب الخطة التي يتطلب تنفيذها، كما قامت الوزارة بتجهيز قسم التحكم الالكتروني عن طريق تجهيز المعدات والأجهزة والكادر التربوي ، قسم استقبال على أساس أن يبدأ استقبال الطلاب في العام الحالي 2009-2010، وما يميز هذا العام عن الأعوام الماضية ان باب القبول للفتيات سنحاول أن نستوعب فيه اكبر قدر ممكن من الفتيات تشجيعا للفتاة للالتحاق بالتعليم الصناعي، وتنفيذا للبرنامج الانتخابي لفخامة الاخ رئيس الجمهورية بإشراك الفتاه في جميع مراحل التعليم الفني والمهني والتقني وقد قمنا بتوعية جادة لهذا القطاع من أجل أن تكلل الجهود بالنجاح وأن يكون هذا العام عاما يفتح فيه المجال بشكل اكبر لتقدم الفتاة نحو التعليم الصناعي، وفعلاً من خلال استقبال المتقدمات من الفتيات قمنا باستثنائهن من عملية المفاضلة ويقدم لها كل التسهيلات في ذلك. توسع أكبر .. القدرة الاستيعابية للمعهد وهل هناك توجهات لزيادة تلك القدرة هذا العام؟ وصل عدد الطلاب في العام الماضي نحو 310 طلاب على فترتين تقدم لنيل الدبلوم تقني بعد الثانوية خلال العام 2008-2009م 127 طالباً وطالبة، وبحسب اللوائح المنظمة وبحسب ماهو مخطط من قبل الوزارة خصوصا في ظل ما نعانيه من تدفق الطلاب الذين سيلتحقون بالتعليم الفني حيث وصلت نسبة الإقبال للعام الحالي في المعهد الى 120% عن العام الماضي ، وطبقا للتوجهات السياسية لرئيس الجمهورية للاهتمام بالتعليم الصناعي وحث الشباب للالتحاق به- باعتباره الوسيلة الوحيدة والأساسية للقضاء على البطالة في أوساط الشباب- نسعى هذا العام إلى رفع سقف القبول بنسبة تقدر ب50 طالباً عن العام الماضي، نظرا لافتتاح القسم الجديد. وأدعو أبنائي الطلاب والطالبات في التوجه والتقدم الى معاهد التدريب المنتشرة في عموم محافظات الجمهورية فسوق العمل العربية والمحلية كما وصل إلينا سوف تفتح أبوابها للعمالة المدربة المؤهلة من خريجي معاهد التدريب وخير دليل أن هناك من طلابنا من التحقوا بسوق العمل وتم استقطابهم في سوق العمل من قبل الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة ومنهم من التحق للعمل في دول مجاورة. حجر عثرة .. أين وصلتم في مسألة إنشاء السكن الداخلي لمنتسبي المعهد؟ عدم البدء بإنشاء السكن الداخلي مازال عائقاً وحجر عثرة أمام اليتيم للالتحاق بالتعليم الصناعي، وأملنا في أهل الخير والجهات ذات العلاقة والاختصاص في تقديم الدعم من اجل الإسراع في تنفيذ المشروع كون المعهد محتاجاً لتنفيذ ذلك، وكلما تأخر تنفيذه كان سبباً في عزوف كثير من الطلاب الذين هم في ضرورة ملحة للالتحاق بمعاهد التدريب ولا تساعدهم ظروفهم على الإنفاق على أنفسهم والاستمرار في الدراسة، وارجو من القطاع الخاص ان يقوم بمسؤوليته الاجتماعية سواء في استقبال الطلاب في المصانع والمؤسسات والشركات الخاصة للتدريب ليكونوا مدربين ومعدين بالخبرات التي يطلبها سوق العمل. التدريب التعاوني .. التدريب التعاوني وإشراك الطالب بتطورات سوق العمل هل يلبي حاجة سوق العمل المحلي من العمالة المطلوبة؟ المعهد يلبي طلب سوق العمل من التخصصات الهامة والمتمثلة بتخصص المساحة والطرقات وهو جاء حسب دراسة لسوق العمل في اليمن خصوصاً ان مشاريع الطرق من المشاريع التي يحتاجها اليمن باعتبار الطرق هي شريان الحياة، لذلك سوق العمل بحاجة ماسة لهذا التخصص، ومخرجات التعليم في المعهد تحتك بسوق العمل، ومن خلال التنسيق مع القطاع الخاص يتم إرسال عدد من الطلاب للتدرب في شركات ومؤسسات القطاع الخاص من اجل ان يكون الطالب ملماً بما هو جديد في سوق العمل، حتى إن بعض هذه الشركات تقوم بطلب الطلاب المتميزين للعمل لديهم، إلى جانب ما تقدمه بعض مؤسسات القطاع الحكومي هو الآخر من دعم في تدريب الطلاب كالمؤسسة الاقتصادية، والهيئة العامة للطرق والجسور ودائرة الأشغال العسكرية التي يستفيد الطلاب من الأعمال التي تنفذها الدائرة ويشارك الطلاب في التدرب على مثل هذه الأعمال على الطبيعة، وبعدها يتم ترجمة ما تعلمه الطالب على مشاريع التخرج التي يتم مناقشة الطالب فيها عن طريق لجان المناقشة حتى لايخرج الطالب الى سوق العمل إلا وهو ملم إلماماً كاملاً بتخصصه، والطموح هو التوسع في العمل والتدريب المهني والفني وتوسعة نشاط المعهد في استيعاب اقسام جديدة ونأمل من القطاع الخاص ان يقوم بدوره في دعم المعهد بالتجهيزات التي يحتاجها دعماً لليتيم وخدمة أيضا للشاب ومن اجل تقليص حجم البطالة بينهم. إجراءات احترازية .. سيبدأ العام الدراسي الجديد وفي ظل ما يعانيه العالم من انتشار مرض انفلونزا الخنازير، هل ستوقفون عملية الدراسة أم أن الأمور ستسير كما هي مقرر لها؟ الدراسة بدأت في موعدها المحدد ولا يوجد أي إشكاليات تعرقل ذلك، أما بخصوص مرض انفلونزا الخنازير فنستعد لعمل الإجراءات الاحترازية ونستعد الآن لتوزيع المصل المضاد إلى جانب عمل المحاضرات التوعوية من قبل المشرف الاجتماعي والمختصين بهذا الشأن، وبإذن الله لا يوجد لدينا أي تخوف من ذلك ونحن سنبذل كل الجهود وسنقوم بالتدابير الاحترازية وسنكثف عملية التوعية حول هذا الموضوع خلال الأيام القادمة.