اختتمت أمس في صنعاء ورشة عمل خاصة بتدريب 39 إعلامياً من مختلف وسائل الإعلام في عموم المحافظات حول الدليل الموحد للرسائل الصحية واستمرت ستة أيام. وأثمرت أعمال الورشة إنتاج 78 مادة إعلامية توزعت بين فلاشات وتنويهات تلفزيونية وإذاعية ومقالات وتحقيقات صحفية ورسوم كاريكاتير، تتعلق بقضايا المرأة والطفل لاسيما مخاطر الزواج والحمل المبكر. وتلقى المشاركون في الورشة التي نظمها البرنامج الوطني لإعلام المرأة والطفل بوزارة الإعلام بالتعاون مع المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي بوزارة الصحة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، تلقوا معلومات ومعارف عن مضامين دليل الرسائل الصحية الأساسية للتثقيف المجتمعي. وفي حفل الاختتام أكد وزير الإعلام حسن اللوزي أهمية مثل هذه الورشة في إيجاد كوادر صحفية تعنى بقضايا المرأة والطفل وتثقيف أبناء المجتمع إزاءها. ونوّه الوزير بدور وزارة الصحة في دعم مثل هذه الأنشطة وحرصها على توظيف الرسالة الإعلامية لرفع الوعي الصحي بين أبناء المجتمع. مؤكداً حرص وزارة الإعلام واستعدادها لدعم وإنجاح البرامج المشتركة مع وزارة الصحة، وصولاًً إلى تحقيق المعرفة المطلوبة بالقضايا الصحية ومخاطر الأمراض والأوبئة التي تصيب المجتمع وكيفية تجنبها والوقاية منها. وأشار في هذا الصدد إلى أن توجيهات فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية تقضي بأن تخصص كافة الوسائل الإعلامية العديد من البرامج النوعية المتخصصة التي تخاطب المواطنين في مختلف أعمارهم حول العادات السيئة التي تمثل خطراً على حياتهم وحياة المجتمع، وتمثل السبب الأول في انتشار أمراض السرطان المتعددة والتي أخذت تفتك بأرواح الأبرياء كالتدخين وإدمان المداعة والشيشة الدخيلة على المجتمع الشبابي اليمني والتي هي أيضاً سبب العدوى ونقلها للأمراض الأخرى الفتاكة بين أوساطهم. وأضاف الوزير بأن البرامج ستستهدف أيضاً التوعية بمحاربة استخدام المبيدات السامة الداخلة إلى البلاد بطرق غير قانونية والتي لا تنطبق عليها المواصفات الصحية وشروط صلاحية الاستخدام، ويتورط المزارعون في استخدامها في عملية الزراعة فيكون ضررها أكبر وأفدح على الإنسان المرأة والطفل وكل من يتناولها. وقال اللوزي: إن مسئولية التوعية ونشر معرفة الوقاية حسب التوجيهات القيادية العليا لابد أن تتوجه إلى مكافحة هذه الأضرار التي هي ظاهرة للعيان ويعرفها الجميع وفي المقدمة المختصون. وأشار وزير الإعلام إلى أنه من أجل تحقيق النتائج المرجوة ستعمل الوزارة على تعزيز وتوثيق علاقة التعاون مع وزارة الصحة وكافة الجهات ذات العلاقة والمختصين في المجالات الصحية والزراعية والإرشادية من أجل التوعية الشاملة بذلك، ومحاربة كافة العادات والوسائل المضرة بالصحة والحياة. من جانبه أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع أهمية دور الإعلام في المساعدة للقضاء على الأمراض وحل المشاكل الصحية من خلال التوعية المجتمعية. وقال الوزير راصع: "نعلق آمالاً كبيرة على جهود وزارة الإعلام والزملاء في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، لتوسيع قاعدة المشاركة في التوعية بقضايا الصحة بشكل عام، ونشر دليل الرسائل الصحية الأساسية".. وأشار إلى أن نجاح اليمن في التخلص من مرض شلل الأطفال يعكس النجاح الذي حققته وسائل الإعلام في مجال التوعية الصحية.. معرباً عن استعداد الوزارة لدعم إقامة ورشة عمل لعلماء الدين من مختلف محافظات الجمهورية لنشر دليل الرسائل الصحية عبر منابر المساجد. وأكد تأييد الوزارة لتأسيس شبكة وطنية للإعلاميين الصحيين تهتم بتعزير الإعلام الصحي بمختلف مجالاته وخصوصاً في مجال صحة الأم والطفل، وكذا تبني عقد لقاء نصف سنوي للإعلاميين الصحيين لتقييم الأعمال التوعوية في القضايا الصحية. إلى ذلك أكد مدير مشروع الخدمات الصحية الأساسية بالوكالة الأمريكية للتنمية الدولية الدكتور حمودة حنفي التزام المشروع بدعم ومساعدة أي مقترحات أو أنشطة لدعم دليل الرسائل الصحية وتوصيلها بشكل صحيح إلى المجتمع. لافتاً إلى استعداد المشروع لتخصيص جائزة نصف سنوية لأفضل عمل تلفزيوني وعمل إذاعي ومقال صحفي حول التثقيف الصحي في مجال الأم والطفل. فيما عبّر المشاركون في كلمة ألقاها رئيس تحرير مجلة «المثقف الصغير» عارف البدوي والمذيعة في إذاعة تعز أروى محمد مسعد، عن مدى الاستفادة الكبيرة وغزارة الطرح والمواد الصحفية التي أثريت وتم تناولها خلال الورشة.. وأبدى مدير مركز التدريب والدراسات السكانية في جامعة صنعاء الدكتور أحمد الحداد استعداد المركز لاستضافة جميع الدورات والورش العلمية التي تجسد التنسيق والتعاون المشترك بين المؤسسات الأكاديمية والحكومية. حضر الاختتام وكيلة وزارة الصحة والسكان لقطاع السكان الدكتورة جميلة الراعبي، وعدد من الباحثين والمهتمين.