مكتب الهيئة العامة للمتاحف والآثار من المكاتب التي تبذل قصارى جهدها لاكتشاف المواقع الأثرية والآثار وحمايتها وصيانتها، وهو رغم موازنته التشغيلية البسيطة وشحة الإمكانات وصعوبات أخرى يقوم بعمله على أكمل وجه سلمياً لافتتاح متاحفه الثلاثة «عتقوبيحان وتمنع»أمام الزوار. صحيفة الجمهورية التقت مدير الهيئة العامة للمتاحف والآثار بمحافظة شبوة الأخ خيران محسن الزبيدي الذي بدأ حديثه بالقول: بالنسبة لنا في مكتب الآثار والمتاحف نعاني بعض الاشكاليات ولكن هناك أعمالاً أخيرة نفذناها في إطار المسح الأثري، حيث عملنا في المربع الذي يقع جنوب مدينة شبوة القديمة،وتم اكتشاف مواقع تصل إلى ثمانية عشر موقعاً أغلبها قنوات ري واستصلاح أراض، وبعض المنازل التي كان يقطنها سكان المنطقة في القرن الأول الميلادي،حيث كان يتم ري الأراضي الواقعة جنوب مدينة شبوة. كما قمنا بأعمال أخرى كثيرة مع العلم أن متحف عتق مازال مغلقاً حتى اللحظة،وما زلنا ننتظر إدارة الصندوق بفرع المكلا لإلزام المقاول باستكمال ترميمات المتحف، حتى نتمكن من إعادة المعروضات ويستأنف المتحف نشاطه، بالإضافة إلى متحف بيحان فإننا منتظرون المرحلة الثانية من الترميم،والتي لازالت المبالغ موقفة في وزارة المالية من أجل أن يتم ترميم المتحف من الداخل لإعادة افتتاحه خلال هذا العام..بمشيئة الله. كما أن البعثة الأثرية الإيطالية تقوم بإنشاء متحف موقعي في مدينة تمنع عاصمة دولة قتبان،وتم الانتهاء من بناء المتحف،ولم يبق إلا التشطيبات الداخلية التي نقوم بها،لكن مع الأسف الشديد فإن أحد أعضاء المجالس المحلية في مديرية عسيلان قام بتوقيف العمل في المتحف دون معرفة الأسباب التي دعته إلى ذلك، ولازال العمل موقفاً ولم تتخذ السلطة المحلية في المحافظة أي اجراء إزاء ذلك، ويعد توقيف العمل في المشاريع من أكبر الجرائم لأنه لا يخدم المصلحة العامة بل يضرها، وتبقى مطالبتنا للصندوق الاجتماعي للتنمية في الوفاء بوعده في استكمال متحف عتق وإعادة معروضاته لاستئناف نشاطه،كما نأمل من الهيئة العامة للآثار والمتاحف متابعة مبالغ متحف بيحان ، كما نناشد الجهات المختصة سواء على مستوى الوزارة أو المحافظة بالإسراع في حل مشاكل الآثار حتى نقوم بعملنا على أكمل وجه،ونحافظ على بقايا تراثنا الذي ينهب ويدمر سواء من قبل الشركات أو المواطنين الذين يقومون بالحفر وبيع القطع الأثرية، وإلى الآن لم تتخذ الهيئة أي اجراءات صارمة ضد أولئك،أو القيام باجراء التسوير وتشبيك المواقع الأثرية ووضع الحراسات عليها. أحجار مسندية مهملة .. وعن أحجار مدينة تمنع الضخمة والمسندية المرمية بإهمال وسط الرمال أوضح الأخ خيران بالقول: تلك الأحجار المرمية هي من البوابة الجنوبية لمدينة تمنع، وقد سقطت إلى جانب الموقع الأثري،وعليها حراسة، وإننا نأمل أن تتعاون معنا البعثة الأثرية الإيطالية في إعادة الأحجار إلى موقعها الأساسي في البوابة، لأنها عبارة عن نقوش تكمل بعضها البعض،فإذا ما راح جزء منها فإننا سوف نفقد أهمية النص الواقع على نفس البوابة وينتقل في سياق حديثه إلى المسح الأثري بالقول: لقد أكملنا المسح الأثري في مديريتي نصاب وحطيب، وننتظر الهيئة لاعتماد المرحلة الرابعة من المسح الأثري التي ستكون في مدينة عتق، حتى يتم استكمال الخارطة الأثرية بمحافظة شبوة، مع العلم أننا قد أنجزنا جزءاً كبيراً في مديريتي جردان وعرماء،وكان ذلك على حساب شركة أويل سيرتنس وشركة ONVوشركة YLN وقد أسهمت كل شركة بجزء من هذا المسح،وتم وضع كثير من المعالم الأثرية وتصويرها ودراستها وتوثيقها في هذه المربعات الممنوحة لتلك الشركات،وهناك بعض الشركات لم تفِ بوعدها ونطالبهم الآن في استكمال تلك المديريتين أثرياً على حساب الشركات حتى يتم ربط الخارطة الأثرية كاملة مع عتق والمديريات الأخرى،وتستكمل المديريات الأخرى حسب خطة العمل الموجودة لدى المكتب،وموضوعة لدى الهيئة العامة للمتاحف والآثار من أجل استكمالها مستقبلاً. دعم متواضع .. وعن دعم السلطة المحلية فصَّل الزبيدي ذلك بالقول: بالنسبة للسلطة المحلية قدم لنا المجلس المحلي بالمحافظة برئاسة الأخ محافظ المحافظة الدكتور علي حسن الأحمدي الدعم المباشر ،ففي متحف تمنع دفع لنا ثلاثة ملايين ريال لاستكمال الترميمات أو التشطيبات داخل المتحف، كما أن هناك مشروعاً موافقاً عليه من قبل المحافظ والهيئة الإدارية للمجلس المحلي بالمحافظة لدعم جمع وتوثيق التراث الشعبي في عموم مديريات المحافظة، مع العلم أن هناك من أبناء المحافظة مهتمين بالتراث والتاريخ،لكن الظروف المادية تحول بينهم وبين جمع التراث والحفاظ على الآثار المتواجدة في كل شبر من المحافظة والممتدة إلى عصور ما قبل التاريخ إلى العصور الإسلامية. واختتم الأخ خيران حديثه بالقول: اتمنى من السلطة المحلية بالمحافظة أن تسهل أمورنا بمحاسبة من يعترض العمل الأثري سواء من السلطة المحلية نفسها أو من خارجها، والهادفين إلى تخريب الآثار لا خدمتها.