هذه الجريمة والتي سنسلط الضوء على تفاصيلها حديثة الاكتشاف وقديمة الوقوع عن مايقارب العام.. ربطه في احداثها محافظتين هما إب الخضراء وجارتها الحالمة تعز اعتبرها الكثير ممن وصلت لمسامعهم خبرها سوءً بعد حدوثها بأشهر أو بعد اكتشاف التفاصيل الحقيقية لارتكاب الجاني لها وذلك بالخطأ الذي عالج به الجاني خطأ المجني عليها لاسيما وأن تلك المعالجة الخاطئة أتت بوقت متأخر جداً إذا ماصح قوله وتبريره العجيب لأسباب اقدامه على خطوته الخاطئة بلاشك.. والغريب هنا مرور عام كامل على وقوع هذه الجريمة «جريمة قتل» ولم يتم اكتشاف تفاصيل الواقعة وعلى لسان القاتل وهذا مايعني أنه لم يتم إلقاء القبض عليه إلا مؤخرآً فكيف ياترى تم ضبطه ولأي سبب تم هذا.. تسأولات عديدة تبحث عن اجابات لها أهمها من هي المجني عليها وكيف اعتبرها أهلها بحكم المختفية والمنسية هي وأولادها وما علاقة الجاني ومن معه بها ولماذا سكت البعض من اهالي المنطقة عندما علموا بما قام به الجاني الذي ظل طليقاً وحراً هذه المدة كاملة رغم علمهم بما اقترفه هذا الشخص بحق المجني عليها.. كل ذلك سنعرفه منن واقع الإجراءات التي اتخذتها إدارة البحث الجنائي بمحافظة إب وتحديداً لدى قسم الاعتداء والقتل فتعالوا معي اعزائي القراء وعزيزاتي المتابعات لملحق «الإنسان» وإلى التفاصيل: في العشر الأولى من شهر رمضان المبارك الماضي الذي يوافق اواخر شهر اغسطس من العام الجاري 2009م تلقت إدارة البحث الجنائي م/إب شكوى مقدمه من المواطن «ع،ي،ح» وهي محالة من الأخ نائب المحافظ أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة العقيد/أمين علي الورافي موجهاً أمن المحافظة بإتخاذ الإجراءات بشأن ما تضمنته شكوى المواطن وبذات الشكوى وجه العقيد/عبده محمد فرحان نائب مدير أمن المحافظة، إدارة البحث الجنائي العمل بتوجيهات نائب المحافظ وكان مضمون الشكوى يشكو المواطن عن تعرض أولاده لمحاولة احراقهم اثناء ماكانوا نائمين بداخل الغرفة المبنية من الزنج «صندقه» لولا عناية الله ونجاح البعض ممن اكتشفوا بداية الحريق في اطفائها لاحترق اولاده وتفحموا بداخل الصندقة ويتهم اشخاصاً محددين بالقيام بذلك.. عند تلقي العقيد/أنور عبدالحميد حاتم مدير البحث الجنائي تلك الشكوى والتوجيهات التي عليها كان الشيخ/فيصل باشا قد اعطاه نبذة مختصرة عن القضية اهمها أن إدارة أمن مديرية مذيخرة قد باشرت الإجراءات حيال بلاغ الشاكي وهناك اشخاص مشتبه فيهم طالباً منه الاهتمام بالقضية كما تعود منه معللاً طلب الشاكي احالة قضيته إلى البحث الجنائي لأهميتها وارتباطها بأشياء أخرى وهذا مالفت تركيز وانتباه العقيد/أنور عبدالحميد حاتم من كلام الشيخ/فيصل باشا وكأنه يقول له لغزاً عندئذاً وجه مدير البحث الجنائي مدير مكتبه بالتخاطب مع أمن مديرية مذيخرة «بمذكرة رسمية» يطلب فيها سرعة موافاتهم بالأوليات وإرسال أي شخص له علاقة بالقضية وهذا ماتم فعلاً ووصلت مذكرة مدير البحث لأمن مديرية مذيخره بواسطة مراسل البحث الجنائي المساعد أول محمد علي المصنف. واقعة إحراق دكان.. بداية الانتباه بالقتل الجميل هو عدم التأخير في موافات البحث الجنائي من قبل أمن مذيخره بما طلبوه منهم في اليوم الأول حينما ارسلوا اليوم التالي الاوليات المطلوبة وعددها «55» صفحة وكذا الاشخاص المحجوزين على ذمتها وعددهم «4» وعلى رأسهم المدعو «ع،ع،ن» وهو الشخص الرئيسي المشتبه به بالقضية فور استلام ذلك وجه مدير البحث الجنائي العقيد/أنور قسم الاعتداء والقتل بسرعة مباشرة الإجراءات اللازمة مكلفاً رئيس القسم العقيد/عبدالعزيز علي الشعري الذي اشرك بجانبه أحد ضباط قسمه هو الرائد/مطيع يحيى الخولاني أول ما قام به هو الاطلاع على الأوليات المرسلة من ثم أخذ محاضر جمع استدلال وتحري مع المرسلين الاربعة وبالذات الشخص الرئيسي المشتبه فيه «ع،ع،ن» وكذا أخذ اقوال الشخصين اللذين كانا نائمين داخل الصندقة التي تعرضت للحريق في سوق حزه بمذيخره وتم أخذ اقوال اشخاص شهود على بعض التحركات واشياء اخرى استطاع من خلال الإجراءات السابقة أن يصلا الضابطان إلى نتيجة ايجابية تؤكد قيام «ع،ع،ن» وشخص معه يدعى «ع،أ،ن» ابن عمه بإشعال الحريق في الصندقة التابعة للمواطن «ع،ي،ح» اثناء ماكان ولديه نائمان بداخلها في آخر شعبان الماضي ليلاً.. أحس المتهم «ع،ع،ن» بعد مواجهته بذلك أنه لا فائدة من اخفائه للحقيقة.. مع استماع العقيد/عبدالعزيز الشعري وزميله الرائد/مطيع الخولاني لأقوال المتهم اعترف لهم أنه لم يقوم هو بإحراق الصندقة بل اشترك مع ابن عمه «ع،أ،ن» في الجريمة وانها لم تكن فكرته وهدفه أن يحرقها بل أنه مساء تلك الليلة تلقى اتصالاً من أبن عمه يطلب منه القيام معه بإحراق الصندقة وأنه التقى معه في السوق وطلب ذات الطلب فسأله لماذا فرد عليه أنا صاحب الصندقة يقوم بزيادة الاسعار «اسعار القات بالسوق».. فلم يعارضه وباشرا المهمة وأضاف أنه كان يراقب وابن عمه يشعل النار بعد صبه للبترول.. الخ. الاشتباه أصله الاختفاء في ظروف غامضة الشيء الذي نال اهتمام واستغراب العقيد/عبدالعزيز الشعري من اعترافات المتهم هو موافقته لتنفيذ ماطلبه منه أبن عمه دون أن يعارضه أو ينصحه بعواقب ما سيحدثه الحريق ورغم تبريرات المتهم لهذه النقطة الهامة التي لم تكن مقنعة.. الشيء نفسه حدث ذات الاستغراب لدى العقيد/أنور حاتم مدير البحث الجنائي عند تبليغه بالنتائج الأخيرة.. وقتها كان المتهم الآخر فاراً ومازال إلى الآن حيث جاء فراره عقب مقاومته هو وشريكه لرجال الأمن بمذيخره.. استمر الاستغراب والتعجب لدى مدير البحث ورئيس قسم الاعتداء إلى حين ماحصلا على معلومات ذات أهمية بالغة مفادها أنه كان لدى المتهم «ع،ع،ن» أخت من أبيه واختفت في ظل ظروف غامضة هي وأولادها الصغار «ولد وبنت» واخته لم تكن تسكن معه ومع بقية اسرتهم بل أنها كانت تسكن بمفرق ماوية محافظة تعز وتلخصت المعلومات الأخيرة لاحتمال علاقة في احداث احتفاء أخته وذلك منذو عام كامل وأنه يوجد هناك بعض الأهالي يعرفون حقيقة الاختفاء وعلاقة الأخ باختفاء أخته. التخلي وعدم الاعتراف باخته سبّب وشاية ثم القتل وجه العقيد/أنور عبدالحميد حاتم مدير البحث الجنائي رئيس قسم الاعتداء والقتل عبدالعزيز الشعري بسرعة الوصول إلى نتائج تكشف الحقيقة الغامضة لاختفاء أخت المتهم وأولادها لطالما وأن الحقيقة أصبحت قريبة منهم بوجود المتهم محجوزاً لديهم بقضية الحريق وكذا اهتمام ومتابعة العميد/ناصر عبدالله الطهيق مدير عام أمن المحافظة بالقضية ذاتها. استدعى العقيد/الشعري المتهم من الحجز وبدأ يناقشه عن أسرته أين تسكن ومن يسكن في منزل أبيه وعن اخوانه واخواته.. فرد المتهم عليه أن اسمه «ع،ع،ن» عمره «21» عاماً جندي في الأمن المركزي صنعاء من نفس المنطقة ولديه كذا وكذا ذاكراً اعمارهم ونفس الشيء اخت ذاكراً اسماءهن واعمارهن وأن لديه اخوه واخوات من أبيه من غير أمه كان عبارة عن نقاش بين الاثنان ليس بالعادي أو العابر فالمتهم شك بوجود غرض من تلك الاسئلة العادية لدى الضابط المحقق العقيد الشعري اكمل المتهم من سرد كافة اسماء اخوانه واخواته فأكد عليه المحقق الم تنس أحداً لم تذكره فيرد المتهم ببرود هل ينسى الشخص أحد اخوانه فيفاجأه المحقق ومن هي نزيهة هل لديك أخت اسمها نزيهة يحدث ارتباك للمتهم ساكتاً مع تكرار توجيه السؤال له من المحقق الذي جعل من عدم ذكر المتهم لأخته نزيهه أثناء سرده له لأسماء واعمار اخوانه واخواته وذلك الخيط الأول والقطره الأولى لنزول غيث الحقيقة على محضر جمع الاستدلال والتحري والقضية كاملة حاول المتهم التهرب والتبرير مفيداً أنه وأسرته لا يعترفوا بها «أي اخته» وقد تخارجوا منها «تبرأوا وتخلوا» وأنه لا يعرف أين هي الآن ساكنه وعلى من متزوجه ويعتقد أنها وغير متأكد في مفرق ماوية وعن سبب عدم اعترافهم بها وتخليهم عنها ذكر لسمعتها السيئة وأفعالها الغير مشرفة وأنها شوهت سمعتهم من الاخبار التي تصل إليهم إلى القرية على حسب قوله رغم أن المسببات التي ذكرها إلا انها جعلته متناقضاً في كلامه وهذا الخيط الثاني والقطرة الثانية التي استفاد منها العقيد عبدالعزيز الشعري استطاع أن يتلاعب بمشاعر المتهم العاطفية ومن ثم جعله وبسهولة بالغة أن يعترف ويقوله بالحقيقة التي عنوانها أنه قتلها قبل عام من الآن. خنق أخته حتى الموت وكظم على انفاس طفلها فأماته ذكر المتهم «ع،ع،ن» أنه قبل عام سمع عن أخته أنها تقوم بأعمال لا أخلاقية تسكن تعز مع اولادها ولم يكن يزورها أبداً.. وحينما سمع عن اخته كل ذلك قرر أن يقتلها وبدأ يسأل عن بيتها لأنه لم يعرفه واتفق مع المدعو «ع، أ،ن» ابن عمه على الذهاب إليها وفعلاً ذهبا وعرفا البيت يقع بين شجر لوحده وكان الوقت الحادية مساءًَ وفور وصولهم إلى جانب البيت شاهدا ثلاثة اشخاص غرباء خرجوا من البيت وعندما ذهبوا قام ودق الباب على أخته التي فتحت له ودخل هو بعدها وهي داخله إلى الغرفة فلاحظت عليه أنه بعدها ويتعقب خطوتها فاندفع نحوها وأمسكها من خلفها وخنقها بيده اليمنى «بحركة تسمى بالصاعقة قفل» وحاولت مقاومته والتخلص منه لكنه احكم سيطرته في خنقها حتى «توفيت» وطرحها ارضاً وكان ابنها بجانبها وعمره سنة فأخذ المتهم كما يذكر ويعترف أنه أخذ ثياب من حق أخته وكظم بها على وجه ابن اخته الطفل حتى مات هو الآخر. وكان ابن عمه خارج البيت يراقب من سيأتي وكانت هناك سيارة منتظره لهما حيث اتى هو وابن عمه فيها تابعة لأحد الاشخاص من قريته استأجره بحجة أخذ واسعاف أخته لأنها مريضة كما قال لسائق السيارة بعد ذلك قام مع ابن عمه في تلبيس أخته البالطوه واللثمة وحملاها على اكتافهما إلى فوق السيارة بعد أن وضعوا جثة الطفل داخل شوالة كأنه مقاضي بداخلها.. أجلس أخته بجانبه بالسيارة بحجة انها مريضة.. وتحركوا بالسيارة صوب قريتهم إلى أن وصلوا إلى النقيل تعطلت السيارة وطلب من سائق السيارة أن يتصرف ويأتي بسيارة ثانية ليكملوا مابقى من الطريق إلى القرية وفعلاً اتصل السائق لأحد أصحابه سائق سيارة واتت السيارة الثانية ونقلوا أخته والشوال اليها فوصلوا إلى القرية وانزلا الجثتين وحفرا بجانب المقبرة ودفنا المجني وابنها الطفل.. كان سائق السيارة الأولى قد عرف بما حدث وبعدها كل راح لحاله. السائق يعترف ويؤكد كلامه ببلاغ لأمن تعز استكمل المحقق المحضر مع المتهم من جميع النواحي لحيث وأن هذا المحضر في غاية الأهمية واقفل المحضر الذي اعقبه البحث والتحري عن سائق السيارة الأولى ومعرفة مكانه الحالي وقتها وتم طلبه وأخذ اقواله والذي أكد فيها ما يعرفه عن قضية مقتل أخت المدعو «ع،ع،ن» من قبل اخيها نفسه بينما اضاف في اقواله إنه طوال اسبوع من الحادثة ظل خائفاً مما جعله أن يقوم بإبلاغ الشيخ/ المخلافي الذي أخذه بنفسه إلى إدارة أمن محافظة تعز وقابلوا مدير الأمن شخصياً العميد الهيصمي وابلغوه الذي بدوره وجه البحث الجنائي باتخاذ الإجراءات حول البلاغ واضاف السائق أنه تم أخذ اقواله في مباحث تعز وذكر لهم كل مايعرفه؟! استكملت إدارة البحث الجنائي م/إب اجراءتها اللازمة في القضيتين الأولى الحريق والثانية القتل فوجه العميد/ناصر عبدالله الطهيف مدير الأمن بإحالتها إلى النيابة العامة طبقاً للقانون وهذا ماحدث بالضبط مع استمرار متابعة الشخص والمتهم الفار «ع،أ،ن» كونه مطلوب في القضيتين كشريك اساسي مع المتهم الأول اللذين وبحسب ماذكره عدد من الأهالي شكلوا خطراً في القرية والمنطقة وعرفاء بحملهما للسلاح بشكل مستمر وهذا مامنع البعض من هؤلاء الأهالي من عدم الإبلاغ أو الادلاء بأية معلومات بشأن قضية مقتل نزيهة وابنها الطفل.. والله من وراء القصد