أكد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح - المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية - أنه لايمكن للإنسان أن يمارس الحياة على أكمل وجه في ظل غياب فضيلة التسامح، والتي يستحيل أن تظهر معالمها لدى الأمم إلا إذا ارتقى أبناؤها أخلاقياً وعلمياً. وقال الدكتور المقالح - في الندوة التي نظمتها أمس بصنعاء مؤسسة «الجمهورية» للصحافة والطباعة والنشر بالتعاون مع «جمعية النقد الأدبي» تحت عنوان «الثقافة وسؤال التسامح»: إن مبدأ التسامح هو ثمرة للعقيدة الإسلامية التي تقوم مبادئها على حب الخير للناس جميعاً على اختلاف أجناسهم ودياناتهم، ولغاتهم، ومن صوره أن ساوى بين الرجل والمرأة والمسلم وغير المسلم. مضيفاً: إن أخطر المشكلات التي تواجه العالم البشري اليوم هي الميل إلى التعصب والتطرف في الأفعال ورفض الآخر، وهي حالة قادمة من السياسة وليست من العقيدة.. مؤكداً في الوقت ذاته أن أخطر ما يعانيه العالم هو غياب التسامح السياسي. وذلك لعلاقة السياسي بالسلطة ولنزعة الاستئثار التي يتربص بها وما يترتب عن تلك النزعة اللا إنسانية من صراعات تصل أحياناً في الوطن العربي خاصة إلى مذابح وكوارث لامثيل لها، الأمر الذي جعل المواطن العربي دائم المعاناة يخرج من نفق إلى آخر وهو ما سلمت منه المجتمعات الأوروبية الغربية حين رفعت راية التسامح السياسي، وحددت سلوكيات الممارسة السياسية. وأكد الدكتور المقالح في ختام حديثه بأن مبدأ التسامح هو البديل الوحيد عن الانقراض، وبدون الحوار الذي يعتبر أحد أهم مفردات التسامح ستكون الحياة على الأرض مستحيلة، نظراً لتزايد سكان الأرض ولتواصل ابتكار المخترعات الفتاكة التي سهلت للطامعين والمتعصبين طرق الخلاص من خصومهم جملة وتفصيلاً.. كما تحدث في الندوة التي أدارها أستاذ النقد الأدبي بجامعة صنعاء الدكتور عادل الشجاع العديد من الأكاديميين والباحثين والمفكرين والذين أكدوا في ختام الندوة أهمية تعزيزمبدأ التسامح باعتباره باب الشفاء من الأمراض الذاتية والأنانية ونبذ التطرف والغلو والتعالي في الأقوال والأفعال، مشددين في الوقت ذاته على أهمية عقد مثل هذه الندوات لمعالجة كافة المشكلات من خلال الحوار والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة. وأشار إلى أنه يجب على النخب السياسية العربية أن تكون أكثر انفتاحاً على من يخالفها من وجهة نظرها السياسية أو الاجتماعية، وأن تمد كل نخبة يدها إلى النخب الأخرى في محاولة جادة لبناء مجتمعات عربية تحترم الرأي والرأي الآخر