تسببت الأعاصير ومواسم الجفاف في تدمير حقول واسعة للأرز بالهندوالفلبين مما يهدد بنقص شديد في إمدادات المحصول، واندلاع اضطرابات مشابهة لتلك التي اجتاحت العديد من الدول الآسيوية بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية عام 2008.. وقال وزير الزراعة الفلبيني آرثر ياب في مؤتمر دولي للأرز في سيبو إن أي إعصار جديد سيكون له تأثير كبير على بلاده التي تعتبر أكبر مستورد للأرز بالعالم.. واقترح إنشاء احتياطي غذائي عالمي للحماية من تقلبات أسعار المواد الغذائية، وقال إنه عندما تنخفض الأسعار فإن المنتجين يستطيعون بناء المخزون ومنع النقص بينما يستطيع المستهلكون اللجوء إليه عندما ترتفع الأسعار.. وأضاف الوزير “لسنا بعيدين جدا عن عودة لما حدث عام 2008”. وكان ياب يشير إلى الاضطرابات التي اندلعت بنحو ثلاثين دولة بسبب ارتفاع أسعار الأرز والمواد الغذائية الأخرى. قال أيضا إن الأرز يعتبر سلعة أساسية لشريحة كبيرة من سكان العالم معظمهم من الفقراء.. وخفضت الدول المنتجة الرئيسية مثل تايلند وفيتنام صادراتها لحماية الإمدادات المحلية.. وتعتبر الفلبينوالهند أكثر القوى تأثيرا في سوق الأرز، وينتظر التجار معرفة حجم الكميات التي تحتاجان إليها.. وقال سماريندو موهانتي كبير الاقتصاديين بمعهد أبحاث الأرز العالمي في الفلبين إن أي رد فعل يظهر الخوف من أي دولة من الدول، سيؤثر في سوق الأرز المضطرب.. ويسعى المعهد لإنتاج نوع من الأرز يستطيع التغلب على العوامل المناخية القاسية. وتقول الفلبين التي تستورد الأرز كل عام لتغطية عجز في الإنتاج يصل 10 % إنها خسرت ما لا يقل عن 925 ألف طن بسبب الأعاصير المتتابعة.. وبينما لا توجد إحصاءات حول خسائر الهند بسبب قلة هطول الأمطار فإن التقديرات تشير إلى أن فترة جفاف مماثلة لتلك التي اجتاحتها عام 2002 قد تخفض إنتاجها ب23.5 مليون طن.. وكان موسم هطول المطر الأضعف هذا العام منذ 1972. وفي بعض المناطق أدت الفياضانات إلى تدمير المحصول.. ويقول موهانتي إن إنتاج العالم من الأرز يحتاج إلى زيادة تصل إلى ما بين 1.2 و1.5 % سنويا لتغطية احتياجات النمو السكاني.. أما حاليا فإن نسبة الزيادة تقل عن 1 % بسبب عدة عوامل منها شحة مصادر المياه وتخصيص مساحات واسعة من الأراضي لإنتاج المحصولات المنتجة للوقود الحيوي، إضافة إلى العوامل المناخية وارتفاع أسعار الوقود والأسمدة .