واصلت أسعار السلع الغذائية المُتداولة في الأسواق العالمية هبوطها، إذ انخفضت 6 % بين يونيو وأكتوبر حسب تقرير للبنك الدولي. وكان هذا التراجع تعزيزا للاتجاه النزولي للأسعار منذ بلوغها ذروتها في أغسطس عام 2012. ومن العوامل التي ساهمت في هبوط الأسعار تسجيل محاصيل قياسية وفيرة من القمح والذرة والأرز مع زيادة المخزونات العالمية، وتراجع قيمة الدولار، وطرح كميات من المخزونات العامة للأرز في الأسواق. ومع ذلك، فإن الأسعار العالمية ليست بعيدة عن ذروتها التاريخية؛ فأسواق القمح لا تزال تشهد شحاً في إمدادات المعروض على الرغم من وفرة المحاصيل؛ وفضلاً عن ذلك فإن المخاوف تتزايد من جراء الظروف المناخية غير الملائمة في أميركا الجنوبية وبلدان البحر الأسود والهند. وعلى الصعيد المحلي، سجلت أسعار الغذاء كالعادة تفاوتا كبيرا فيما بين مختلف البلدان، ويُعزَى السبب في ذلك أساسا إلى عوامل موسمية وكذلك سياسات المشتريات ونقص الإنتاج المحلي. حيازات وتلعب المزارع العملاقة ذات الحيازات الكبيرة دورا مهما في تعزيز الإنتاجية والحد من الفقر. وما زال الأمر محل دراسة ولم يُحسم بصورة نهائية؛ إذ يجب دراسة المخاوف المتصلة بالجوانب الاجتماعية والبيئية وصحة الحيوان إلى جانب المزايا التي قد تكون واعدة لهذه المزارع. واصلت أسعار المواد الغذائية المتداولة في الأسواق العالمية تراجعها بين يونيو وأكتوبر 2013، لكنها لا تزال مرتفعة، وانخفض مؤشر البنك الدولي لأسعار الغذاء 6 % خلال تلك الفترة. واستمر تراجع الأسعار من شهر إلى آخر حتى سبتمبر، لكنها ظلت بلا تغيُّر تقريبا في أكتوبر. وكان مؤشر البنك الدولي لأسعار الغذاء في أكتوبر يقل 12 % عن مستواه قبل عام، و16 % عن أعلى مستوى له على الإطلاق الذي سجله في أغسطس 2012. ومن ثمَّ، فإنه على الرغم من التراجع المطرد في الأشهر الماضية، فإن أسعار السلع الغذائية المتداولة في الأسواق العالمية لا تزال مرتفعة. وكانت أسعار الحبوب المُحرِّك للهبوط العام لأسعار الغذاء بين يونيو وأكتوبر 2013. وكانت تلك الأسعار تقل في أكتوبر 19 % عن مستواها في يونيو. وزادت أسعار الدهون والزيوت 1 % وتراجعت أسعار السلع الأخرى (ومنها السكر واللحوم) 0.3 %. ولكن الأسعار في فئة الحبوب تحرَّكت بشكل مختلف. فقد انخفضت أسعار الذرة في الأسواق العالمية 32 %، وسجَّلت تراجعاً متواصلاً في كل من الأشهر الثلاثة الماضية. وانخفضت أيضاً أسعار الأرز (التايلندي 5 %) انخفاضاً ملحوظاً - وإن كان أقل - بين يونيو وأكتوبر بنسبة 16 %. وخلافا لذلك، زادت الأسعار العالمية للقمح خلال هذه الفترة. وكانت الزيادة بين يونيو وأكتوبر 4 %، لكنها كانت كبيرة بلغت 6 % في أكتوبر وحده. وارتفع متوسط سعر النفط الخام على مؤشر البنك الدولي 6 % خلال هذه الفترة، إذ بلغ في المتوسط 105 دولارات للبرميل في أكتوبر بعد اقترابه من 110 دولارات في سبتمبر. غير أن هذه الزيادات لم تؤد إلى ارتفاع أسعار الأسمدة . إيجابية وأدَّى استمرار الظروف المناخية المواتية وتحسُّن آفاق الإنتاج إلى تواصل تراجع الأسعار. وتُنبِئ التوقعات المؤاتية لإمدادات الحبوب بتسجيل محاصيل قياسية وفيرة للقمح والذرة والأرز. ففي حالة القمح، أدَّى التعافي الحاد للإنتاج بين منتجي الاتحاد الأوروبي والبحر الأسود إلى زيادة الإنتاج العالمي بالمقارنة بمحاصيل العام الماضي التي تضررت من ظروف الجفاف. من العوامل التي ساهمت في هبوط الأسعار العالمية في الأشهر الأخيرة تَوقُّع حصاد محصول قياسي وفير للذرة في أكبر مُنتِج ومُصدِّر في العالم وهو الولاياتالمتحدة (بعد الهبوط الحاد العام الماضي)، والزيادات الكبيرة للإنتاج في البلدان المنتجة في الاتحاد الأوروبي ومنطقة البحر الأسود وتحسُّن المحاصيل في الصين. وساهمت المخزونات المرتفعة حاليا وفيما مضى، وضعف قيمة العملات بوجه عام بين البلدان المصدرة، وتوقعات لزيادة الإنتاج في التراجع الملحوظ للأسعار. ومن المتوقع أن تكون أكبر زيادة في الإنتاج في الهند، وذلك بفضل الأمطار الموسمية الغزيرة، مع أن الإعصار فيلين في وسط أكتوبر أثَّر تأثيرا خطيرا على الإنتاج في ولايات شرق الهند. وفضلاً عن ذلك، فإن طرح كميات من الأرز من المخزونات العامة في الأسواق في تايلند أدَّى أيضا إلى انخفاض أسعار صادرات الأرز التايلندي، الأمر الذي ساهم في التراجع العام لأسعار الأرز في الأسواق العالمية.