نحن نعرف أن لجهاز الراديو مهامه واختصاصه وأساليبه في تقديم المادة للمتلقي، ونعرف أيضاً لجهاز التلفزيون الشاشة وظائفه وطريقة عمله وأساليب تنفيذها.. فأنت لاتستطيع مثلاً أن تجعل من التلفزيون أداة لعرض وتقديم الأغنيات المخصصة تسجيلاً للاذاعة ولاتستطيع أن تبث صورة وحركات الفنان عبر جهاز الاذاعة فذلك شيء مختلف. الاخوة في فضائية«اليمن» لديهم فهم وطريقة تقديم مختلفة حيث تخصص مساحة زمنية من البث في فترة الظهيرة أحياناً لتقديم أغنيات قديمة دون فنان!!! وذلك في محاولة للقيام بدور الاذاعة. إذا كان الهدف من ذلك اعادة تنشيط ذاكرة المشاهد بأغنيات تراثية، قديمة، لفنانين قد رحلوا عن هذه الدنيا الفانية، فلا شك أنه هدف طيب ولكن لاينبغي تنفيذه أو الوصول إليه بهذه الطريقة، وهناك أكثر من وسيلة لتنفيذه بطريقة غير هذه الطريقة المتبعة حالياً طريقة تحفظ للفضائية خصوصيتها في مجال تقديم الأغنيات ، وتحفظ للاذاعة أيضاً خصوصيتها. بالتأكيد المشاهد وعرض الأشجار والجبال والطيور بمصاحبة أغنية فنان راحل لايظهر عبر الشاشة لاتغطي حاجة المتلقي لرؤية صاحب الأغنية وكيفية أدائه لها، خاصة وأنها تقدم في جهاز لاينفذ مهامه ولايؤدي وظيفته إلا من خلال الصورة. إذا كان ولابد أن تقدم الفضائية تلك الأغنيات فلماذا لاتعيد تسجيلها من جديد بواسطة فنانين يستطيعون تقديمها بصورة جيدة ومقبولة وتدع للاذاعة مهمة تقديمها بالشكل المتعارف عليه. يبدو في كل الأحوال أن هناك حاجة ماسة لكوادر على دراية وفهم لطبيعة عمل ووظائف الاعلام المرئي والمسموع وحدود كل وسيلة اعلامية.. نعم المشكلة في الكادر الذي يعرف أين يقدم أغاني الفنان بامخرمة وأين يقدم أغاني أبو بكر سالم وكيف؟! وللحديث صلة عباس الديلمي.. مرة أخرى كنت قد كتبت في عدد الاسبوع قبل الماضي في صحيفة«الوحدة» برقية إلى الزميل الأستاذ عباس الديلمي بشأن برنامجه الاسبوعي الفني«على ضفاف النغم» احتوت على بعض الملاحظات الخاصة بشرح مفردات بعض الأغنيات التي يقدمها اسبوعياً في برنامجه.. والاسبوع الماضي، تواصلت الالتباسات على«الديلمي» وقدم تفسيرات خاطئة لبعض كلمات أغنية «ياذي تبون الحسيني» التي كانت محور الحلقة. قال عباس مفسراً قول القمندان: «ياذي تبون الحسيني..«بالي» قدا قرة العين» إن كلمة«بالي» يقصد بها الشاعر«عقلي» يعني أن عقلي مشدود وساكن عند قرة العين والحقيقة أن كلمة «بالي» تعني«أريد» أو بالمعنى الدارج«أشتي أروح إلى عند قرة العين». أما ربط«بالي» ب«عقلي» فهو تفسير مبني على لغة فصحى«البال العقل» وهو مايتفق مع كلمات الأغنية ذات الصبغة الشعبية وعندما جاء عباس ليفسر البيت القائل: «احذر يجوا ناس«قله» يابوي لاحد يشله» فقد قال إن معنى «قله» يعود إلى العدد القليل والصحيح هو أن الشاعر يقصد«قل له» أخبره أو كلمه ولايقصد العدد القليل، وهناك اخطاء تفسيرية أخرى تتكرر عند شرح الأغنيات وخاصة الشعبية منها. إذن.. يبدو أن تواصل الخواطر مع تفسيرات الأخ عباس ستستمر عند سماع مايخالف المعنى الحقيقي لكلمات الأغاني التي تقدم في البرنامج الاسبوعي الجميل والرائع. حول الموشح الديني في خواطر الاسبوع القادم سنستعرض مادة فنية بعنوان «الموشح الديني في اليمن» للأستاذ الفنان «علي محمد سيود الذي أشكره على التفاعل الاسبوعي مع ماينشره في هذه الخواطر معرباً عن استعداده لتقديم المواضيع الفنية بين حين وآخر.