صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    العليمي يؤكد موقف اليمن بشأن القضية الفلسطينية ويحذر من الخطر الإيراني على المنطقة مميز    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    هل الشاعرُ شاعرٌ دائما؟ وهل غيرُ الشاعرِ شاعر أحيانا؟    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفنان احمد الحرازي ل(الجمهور):الوساطة طغت على التلفزيون.. وعلى الثقافة إعادة النظر
نشر في الجمهور يوم 19 - 07 - 2009

الفنان احمد الحرازي شاب موهوب يحمل في داخله الطموح والكبرياء للارتقاء بالكلمة والاغنية اليمنية ليضاهي بها صوت البلبل في تغريده حتى تكون نسيماً يدغدغ مشاعر كل اليمنيين والمستمعين العرب..
من جبال حراز استوحى الهمس ولوعة الشوق ودفء المشاعر وبساطة الطرح وصدى الرجع لخواطر شموخ وعزة تلك الجبال التي كستها الغيوم قبل وبعد هطول الامطار، التي تراقصت في احضان الجبال الحميمة لتنبثق منها صورة ولوحة رسمها فنان لتلك الجبال ليخرجها في صورة لحن وتوطئة شاعر تذوق رائحة الغيوم عند معانقتها صخور تلك الجبال، فتجسدت اغنية ارتوى بها عطش العشاق في واحة الحب..
"الجمهور" التقته وكان لها معه الحوار التالي:
حوار/ عبدالملك العصار
* من الملاحظ ان الفن اليمني اتجه من الافضل إلى الأسوأ.. ما رأيك؟
- هذا صحيح.
* ما هو السبب من وجهة نظرك؟
- السبب يعود إلى إهمال وزارة الثقافة وعدم تقييمها للاعمال الفنية حيث اصبحت تستقبل أعمال أي كلام، ولا تهتم إلا بكيفية الحصول على العمل من المنتج وكذلك المنتج لم يعد هو الآخر يهتم بأي منتج يقدمه وينزله لجمهور الفن بل اصبح يهتم بكيف يحصل على العائدات المادية، كما انعدم الاهتمام بالنظر إلى العمر الفني للفنان أو رصيده الذي قدمه في مجال الفن، وصار أهم شيء هو فنان يغني وتوضع صورته على غلاف الكاسيت سواء كان الأداء جيداً أو رديئاً ومهما كان حجم الاخطاء الفنية التي تسيء إلى التراث وتشوه صورته، في ظل عدم وجود الرقابة من قبل وزارة الثقافة وتجاهلها لذلك بالإضافة إلى عدم تركيزها وغياب شروطها على أي فنان والمقتضية المحافظة على الطابع الغنائي الأصيل سواء اللحن أو الكلمة، وعلى سبيل المثال تجد بعض الفنانين يغني طابعاً كوكبانياً وهو طابع ايقاع مميز نفاجأ بذلك الفنان يدخل عليه الايقاع اللحجي.. حتى على مستوى الراقصين، خرجوا عن الطابع المألوف للرقصة سواء الصنعانية أو الكوكبانية أو الحرازية.... الخ واصبح التقليد سواء للاغنية أو الرقصة تقليداً اعمى.
* كيف يمكن أن نتدارك ذلك؟
- في الحقيقة يجب على وزارة الثقافة ان تعيد نظرها وتعي مسؤوليتها وتسعى إلى معالجة اوجه القصور والتدهور الذي تعاني منه الأغنية اليمنية من خلال التقييم لاعمال الفنانين من جميع النواحي.. وقبل فترة استبشرنا خيراً عندما ورد اعلان على قناة الفضائية اليمنية بأن هناك مسابقة في مجال الأغنية الوطنية سيتم اجراؤها بين الفنانين فاستعديت وتجهزت للمشاركة في تلك المسابقة من واقع الطموح الذي احمله في داخلي للصعود على سلم الشهرة بطريقة صحيحة سواء في مجال الأغنية أو الانشودة كما فعل الفنانون الأوائل.
قريباً
* هل لك اسهامات في الاناشيد الوطنية.. وما هي؟
- في الحقيقة انا اهتم بالأغاني الوطنية اهتماماً كبيراً وان شاء الله ستسمعون خلال الأيام القادمة مساهمة وطنية انا على وشك الانتهاء منها، وهي اناشيد واغانٍ وطنية من كلمات الشاعر محمد السلال والحاني وكثير من الاناشيد الوطنية الاخرى.
* ما هي الآلات التي ترافق آلة العود؟
- الآلات النحاسية العسكرية.
هدية
* ما أسماء تلك الأناشيد؟
- الأنشودة الأولى تقول في مطلعها " أنا وحدوي والشعب حامي حمى وحدتي، انا صانع المجد عبر الزمن لك العز يا وحدتي والخلود على رغم انف العداء والخون".
والثانية "يمن يمن يا در غالي الثمن" جميعها تحمل الحاناً وطنية حماسية بالآلات آنفة الذكر، وعندما انتهي منها سوف اقدمها هدية لفخامة الأخ رئيس الجمهورية وهي فعلا تعتبر هدية مني له.
تغطية فراغات
* ما رأيكم في المواهب الجديدة؟
- أتمنى ان تستوعب وزارة الثقافة مواهب جديرة على حمل وتأدية رسالة الغناء اليمني، صحيح ان هناك مواهب تمتلك القدرة على ذلك لكن المشكلة ان عملية المجاملات طغت على الفن اليمني واصبح عبارة عن تغطية فراغات، خاصة في قنواتنا الفضائية من خلال تلك السهرات التي تردد نفس الأغنية ونفس اللحن واحيانا تستبدل الأغنية لكن الالحان والايقاعات لم تتغير.
شعراء عرطة
* هل تقصد ان القنوات الفضائية لم تعد قادرة على انتقاء الفنانين الذين تقدمهم في برامجها.. وهل صحيح ان الفنان غير قادر على الظهور فيها بحكم ان الوساطة طغت على ذلك؟
- بلا شك الوساطة طغت على ذلك لأن هناك أناساً مقربين من مواقع صنع القرار يأتون بقصائد شعرية ويطلبون من الفنان ان يغنيها وهم يتيحون له مجالاً للظهور على قنوات التلفزيون مع ان بعض اولئك لا يجيدون انتقاء الكلمة الشعرية المعبرة.
* هل نمتلك مواهب؟
- نعم نمتلك مواهب ابداعية كثيرة وعليك بزيارة عدن والحديدة لاكتشاف تلك المواهب وابداعاتها، لكن ما يؤسف له هو ان الشاشة اصبحت مملوكة لعدد 2 أو 3 بغض النظر عن الاذاعة التي تستحق الثناء والشكر لأن برامجها فعلاً ناجحة.
* ما هي مخرجات الفنان اليمني تجاه الوطن؟
- أنا اعتبر نفسي على المستويين الاول والثاني المشارك الاول والسباق في أية مناسبة كانت.. والحمد لله أنني ظهرت فيها بمظهر يليق بي وحصلت على العديد من كلمات الشكر والشهادات التقديرية، وذلك يعود إلى تمسكي بالنهج الذي سار عليه فنانونا الأوائل كما انني اتمنى على الحكومة ان تضع أناساً عند محلها بالثقة.. أناساً محايدين بعيدين عن المساومة أو سيطرة ذوي النفوذ، على سبيل المثال عندما اقوم بأي عمل فني واقدمه لهم اتمنى ان يقيموا عليه اكبر لجنة لتقييمه من كل الجوانب حتى اللحن يطلع عليه كبار المنشدين إذا كان مسروقا أو تغنى به احد من قبل، لأنني لا ابحث عن المادة بقدر الاستمرار في النهج الذي خلده فنانونا الأوائل من خلال انتقائهم للكلمة المعبرة واللحن الذي يتواءم مع الواقع وتطلعاته.
يستحق التقدير
* هل تقصد تكرار ما قدموه أم ابتكار الحان كما فعلوا؟
- ابتكار الحان جديدة وبنفس النهج الذي ساروا عليه في تخليد الكلمة واللحن وأحب أن أقدم جليل احترامي وشكري وتقديري للعميد الركن علي حسن الشاطر للدور والمجهود الذي بذله في جمع الموسوعة الغنائية التي قدمها عمالقة الفن خلال القرن العشرين الماضي، وهم ايوب طارش عبسي وعلي بن علي الآنسي وعلي عبدالله السمة ومحمد حمود الحارثي ومحمد بن محمد الحرازي ويحيى العرومة واحمد المعطري ومحمد سعد عبدالله وكرامة مرسال وفيصل علوي إلى آخر تلك النجوم الغنائية، الذين صنعوا وخلدوا فناً لجيل عجز عن اتقان تقليده وسعى إلى تحريفه وتشويه صورته.. واعتقد ان المجهود الذي قام به العميد علي حسن الشاطر مجهود يجب مكافأته عليه إذ لولاه ما التفت أحد إلى ذلك، ولذهب مجهود أولئك الفنانين الأوائل ادراج الرياح.
تقصير واضح
* هل تعتقد ان اعلامنا مقصر؟
- اعلامنا مقصر كل التقصير في حق الفنانين خاصة الإعلام المرئي، أما الإعلام المقروء قلة منه يهتم بأمر الفن والفنانين، أما المسموع فلا استطيع اقول انه مقصر ولكن يحاول ويجتهد ان يقدم شيئاً تجاه الفن، خاصة في برنامج اذيع مؤخراً كان مضمونه لقاء مع شاعرنا الكبير عباس الديلمي تناول فيه شرحاً مفصلاً عن القصيدة الغنائية ودورها، ونحن نعتبر عباس الديلمي من عمالقة الشعر في حاضرنا اليوم.
* يقولون ان فن اليوم يسيء إلى التراث؟
- نعم بعض فناني اليوم يسيئون إلى التراث والى الأغنية اليمنية القديمة والحديثة مع أنه ليس هناك أغنية حديثة، وأتمنى ان يتم تقديم اغاني التراث بلونها ووجهها الحقيقي ولكن ما يؤسف له هو ان هناك من يحاولون أو يتعمدون الاساءة إلى ذلك التراث.
* هناك من يؤكدون نجاح الأغنية اليمنية في حال صاحبتها الآلات الحديثة؟
- نعم ان وجدت الامكانيات واهتمت الدولة بذلك وسعت إلى الدعم من كل الجوانب، فعلا ستظهر الأغنية اليمنية بشكل جميل وحلة جديدة، وعلى سبيل المثال ظهر الفن الجزائري ووجد له جمهوره مع ان كلمات الغناء غير مفهومه.. وما يحز في النفس اننا نحن اليمنيين اصبحنا عبارة عن سلة تتلقى كل لغات العالم الفنية، وكأن هناك من يتعمد اقصاء الأغنية اليمنية من خلال ما تواجهه من اساءة من بعض فناني اليوم لتحل مكانها الأغنية الخليجية مع الكلمة واللحن، والفنان يمني وما يؤسف له أيضا ان الفن اليمني يحظى بركود كبير حتى على مستوى دول الجوار.
* من الواضح ان عدد الفنانين اليمنيين الموجودين على الساحة لا بأس به.. لماذا لا توجدون مسرحاً غنائياً سواء موسمياً أو فصلياً أو شهرياً أو حتى اسبوعياً لابراز المواهب والخروج بجديد؟
- انا اتمنى ان يكون يومياً حتى على مستوى السهرات الغنائية، ولو انهم فتحوا المسرح ومنحوا المواهب فرصاً لابراز ابداعها وتوفرت الآلات الموسيقية المطلوبة لاستطعنا تحقيق نجاح كبير مقارنة - على سبيل المثال - باخواننا الفنانين في مصر الشقيقة.. وعلى مستوى الاستديو وليس المسرح لوجدنا ان العازفين والمنوتين معظمهم يمنيون.
* ما هو سبب نجاح الأغنية اليمنية اليوم في غير موطنها؟
- لأنها حظيت بالرعاية والاهتمام والدعم، أما في الوطن فان القائمين عليها لا يهتمون إلا بمصالحهم الشخصية الضيقة.
* ما تقييمكم لفناني الأمس وفناني اليوم من حيث الكلمة واللحن والأداء؟
- فنانو الامس استطاعوا انتقاء الكلمة واختيار اللحن الذي يليق بها وأخرجوها بمظهر وأداء لن يجعلك تمل من سماعه مهما تكرر الاستماع إليه، أما اليوم فانه يسير بعكس ذلك تماماً، حيث يتجه نحو المسخ بقصد أو بدون قصد، وبسبب الاهمال تحول الفنانون إلى محيي أعراس يكررون ما قاله الأوائل لكي يستطيعوا الحصول على لقمة العيش.
* كيف يمكن لنا الحفاظ عليه؟
- من خلال آلية مراقبة تتولى مسؤوليتها وزارة الثقافة.
"تيس" البلاد
* برأيك ما سبب استدعاء فنانين عرب للمشاركة في احياء احتفالاتنا الوطنية.. هل يعود ذلك إلى عدم وجود الفنان اليمني الكفء؟
- اعتقد انهم اعتقدوا آنذاك بأن الفنانين اليمنيين مصابين بانفلونزا الطيور والمثل يقول "تيس البلاد ما يلحق".
* هل لديكم طموحات لاحياء اوبريت اناشيد وطنية موحد يشارك فيه الفنانون من كل محافظات الجمهورية؟
- لدي عمل في هذا الجانب اطمح في تحقيقه وهو أوبريت من كلمات الشاعر محمد السلام بعنوان " لا لسلام لا لسلام فيه استسلام" وننتظر جهة داعمة وراعية ويتسع لمشاركة الكثير من الفنانين اليمنيين، لأن اللحن يتناسب مع كل انواع الايقاعات المعمول بها في محافظات الجمهورية.
* كيف يمكن لنا إعادة الفن الغنائي اليمني إلى الروح التي خرج منها؟
- الفن اليمني لا يزال موجوداً وسيعود إلى روحه إذا ابتعدنا عن المجاملة والمزايدة وان نقول لأولئك الفنانين الذين اعتمد فنهم على وترين قفوا عند حدكم.. كفاكم تشويهاً واستهتاراً بفننا وتراثنا.. كفاكم وحسبكم، عندها ستعود إلى الفن اليمني روحه التي صنعت منه تراثاً وسرقته الكثير من الأوطان العربية.
* هل لكم مشاركات فنية غنائية خارج الوطن؟
- للاسف الشديد لم أحظ بدعوة واحدة لأية مشاركة في أية محافل خارجية وانما اقتصر ذلك على وجوه ألفوها وصارت هي الوجوه التي أوكلوا إليها تمثيل صورة الفن اليمني في كل المحافل الدولية، وكأنه لا يوجد فنانون غيرهم وهذا ما نعتبره ظلماً وعدم وجود عدالة متساوية بين كل الفنانين، حيث يوجد فنانون يمتلكون رصيداً فنياً لا يستهان به في كل المجالات، وهذا يؤكد حال الوزارة التي لا تعلم عن أي فنان شيئاً لغياب دورها في الرقابة والتقييم، ولهذا وصلنا إلى مرحلة الجهل الفني سواء في مسألة انتقاء الفنان أو الكلمة المعبرة.
إعدام فنان
* هناك من يؤكد بان التراث الخليجي مولود من رحم التراث اليمني.. ما تعليقك؟
- التراث الفني مولود في اليمن وأول من أسسه هو ابن كوكبان وحكم عليه بالاعدام وطلب من الامام ان يمنحه قبل اعدامه ان يسقى بالطربي "جالون على شكل عود" وبعد ان سمعه الامام عفى عنه ثم بعدها هاجر إلى مدينة عدن آنذاك واستطاع ان يصنع في عدن حركة فنية قبل الثورة، وبعد الثورة ظهرت الحركة الفنية في المحافظات الشمالية لكن عملية التسجيل الغنائي كانت تتم في عدن آنذاك.. اسطوانات وما إلى ذلك وتم تسجيل الكثير منها في عدن ولا تزال حقوقها محفوظة حتى اليوم.
* نعود إلى اللون الكوكباني الذي يعتبر طابعه مميزاً.. لاحظنا مؤخرا انه بدأ يتلاشى في ساحة الفن اليمني بعد رحيل الفنان محمد حمود الحارثي وعاد ذلك الطابع من خلال الفنان حسين محب الذي كرر الكلمات واللحن الذي تغنى به المرحوم الحارثي.. ما رأيك؟
- الحارثي يعتبر من عمالقة الفن الذين سبقونا وكان له باع ويد طولى في جعل الفن الكوكباني موجوداً على الساحة الفنية، وأغنى التراث اليمني وزوده بذلك اللون والطابع المميز الذي يميزه عن غيره.
* اقصد ان هذا اللون لم يخرج بجديد من بعد وفاة الحارثي؟
- اقسم بان الجديد منه موجود ولكن شحة الامكانيات جعلتنا مقصرين في اخراج الجديد منه، واعتبر الإعلام المرئي مقصراً في عدم تناوله جديد الطابع الغنائي الكوكباني.
ابتزاز واحتكار
* ما هو دور وزارة الثقافة تجاه ما يتعرض له الفنان من احتكار من قبل شركات الانتاج؟
- وزارة الثقافة للاسف الشديد خاصة إدارة المصنفات لا تقف إلى جانب الفنان عند تعرضه لعملية ابتزاز احتكارية من قبل شركات الانتاج من خلال العقود المبرمة، وللأسف الشديد لم يحظ الفنان بوقوف الوزارة إلى جانبه وانما إلى جانب الشركة، كما تعلمون ان من يملك المال الكل يقف إلى جانبه.. وأريد ان اذكر لكم أنني تعاقدت مع احدى الشركات وبعد انتهاء العقد بفترة فوجئت بذلك المنتج أي صاحب الشركة ينزل لي كاسيتات بطريقة استفزازية تنتهك حرية العمل والنهج الفني في بلادنا، بدون ان يكون لديه أية تنازلات عن تلك الحقوق الفنية وعندما ذهبنا إلى الوزارة نشكوه ونطالب باتخاذ الاجراءات تجاهه فوجئنا بان المثل القائل "صاحب القرش بقرشه يزابط ويردع" معمول به في وزارة الثقافة حيث لا ينظرون إلى الفنان ودوره نظرة صحيحة.
* هل قمت بصناعة اللحن.. يعني لحنت أغاني سواء لك أو لغيرك؟
- نعم قمت بصناعة الكثير من الالحان الغنائية واحتفظ بذكر اسماء من لحنت لهم من الفنانين، والبعض منهم حضروا الي يطلبون مني التنازل عن تلك الالحان لهم نظير مبالغ مالية لكنني رفضت ذلك، ولا اعتبر ذلك اشكالية لأنه يوجد لدي الكثير من الالحان التي احتفظ بها لنفسي.
الحان حرازية
* كم عدد الالحان التي قمت بصناعتها؟
- هناك العديد من الالحان بأي ايقاع شعبي كان واريد ان اوضح بأن أكثر الالحان الشعبية حرازية، وما يحزن له هو انهم ينسبونها لفنانين آخرين.
* ما هي الالحان التي تهتم بها الآن؟
- أنا أهتم بالالحان الوطنية وأكرس كل جهدي لها.
* ما هو السبب الذي دفعك إلى ذلك؟
- عندما نزلت الموسوعة لفت نظري ان الفنانين الأوائل أكثر اعمالهم وتسابقهم كان حول ايجاد وابتكار الحان وطنية جديدة، وهذا ان دل على شيء فانما يدل على حبهم الكبير للوطن والثورة لأن حب الوطن من الإيمان، ومن الضروري ان نغني للارض والجيش.. للزراعة.. للفلاح.. للشعب، وهذا ما اعتبره من اهم واجبات الفنان المخلص لشعبه ووطنه.. ان يتغنى معبرا عن الحب لذرات ترابه واخضرار وديانه ونضال شعبه وحماس الجيش والأمن في الذود عن الارض والانسان.
توفير مناخات ملائمة
* بماذا نستطيع معالجة القصور الذي اصبح شيئا حتميا يرافق الفنان ويحيل بينه وبين الدور المرجو منه؟
- صحيح ان هناك تقصيراً نلاحظه جميعا، لكن يمكن لهذا التقصير ان يعالج من خلال توفير المناخات الملائمة لتمكين الفنان من الابداع.
* ماذا يجب على الفنان تجاه ما يحاك ضد الوطن من مؤامرات؟
- الفنان يعتبر مؤدياً رسالة وطنية اجتماعية ثقافية تربوية وتوجد لديه مشاعر واحاسيس تمكنه من الاستشعار بالمخاطر والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن ووحدته، ومن الضروري وأد كل الاحلام الطامعة في النيل من أمن الوطن واستقراره ووحدته.
ويجب علينا كفنانين في هذه المرحلة ان نوضح تلك المؤامرات التي ينفذها أولئك الطامعون المتآمرون العملاء من خلال الأنشودة والأغنية وكلماتها المعبرة حتى نطلع الشعب على كل تلك المؤامرات، ونؤكد لهم بان العودة إلى الخلف شيء محال، وأن الوحدة هي قدر ومصير شعب لا يمكن لأحد التلاعب بها حتى بمجرد التفكير.. ومن الضروري علينا كفنانين ان نحذر الشعب من خلال الكلمات واللحن المعبر من عدم الانجرار وراء دعوات أولئك المرضى.
قهر وهموم
* ما هي اسباب عدم وجود مدرسة موسيقية في اليمن؟
- كان لنا أمل وتطلع كبير في وجود نقابة للفنانين اليمنيين وبذلنا لأجلها جهداً كبيراً، وكان همنا هو ان تقدم لنا شيئاً جديداً يناصرنا على قهر الهموم والمصاعب التي تواجهنا، ولكن للاسف الشديد النقابة تم وأدها قبل ان نلتمس نتائجها بسبب عدم وجود مقر لها أو تفرغ من تم اختيارهم للقيام عليها.
* يعني ان النقابة عبارة عن نقابة وهمية؟
- المشكلة هي اننا نحن الفنانين نسير على كف الرحمن لا نقابة ولا من ينظر إلى همومنا ويسعى إلى حل مشاكلنا والمطالبة بحقوقنا الأدبية والفنية والحقوقية، وما أريد فهمه هو إلى أين ذهبت النقابة؟!.. لماذا لم يتم اعتمادها؟!.
* ما سبب غيابك عن الساحة الفنية؟
- يعود ذلك إلى أنني قدمت أعمالاً كثيرة وغياب المنتج الذي كنت اتعامل معه كان له دور في تأخري من إنزال أي عمل فني.
التهامي مهمل
* ما هو تفسيرك لغياب الفن التهامي؟
- الفن التهامي فن راقٍ وأضعف فنان في تهامة يضاهي اكبر فنان في صنعاء لأنهم يفهمون المعاني الفنية بشكلها وأوجهها الصحيحة والحقيقية.. والحانهم أؤكد لكم انها رائعة وستخلد في ذاكرة التاريخ، "بس" المجاملة والشللية هي احد اسباب غياب اللون التهامي واجزم واقول انها حطمت كل المواهب.
* ما هي طموحاتك؟
- اطمح إلى ان ترتقي الأغنية اليمنية بكل الوانها إلى ارفع المستويات وكذلك اطمح بل اتمنى ان ينظر إلى أبي احمد بنظرة الرعاية والاهتمام حتى نستطيع ان نبدع ونحقق للوطن شيئاً تذكرنا به الاجيال القادمة، أي جيل المستقبل في الوقت الذي يعاني فيه الفن اليمني معاناة كبيرة ويتجه نحو الأسوأ.
* هل تعد الجمهور بجديد لك؟
- انعم أعدهم بجديد يتناسب مع ذوقهم سينزل في عيد رمضان المبارك ان شاء الله.. وفي الأخير أوجه نداءً إلى فخامة المشير علي عبدالله صالح ان يرعانا باهتمامه نحن الفنانين ويستمع إلى شكوانا وما نعاني منه لتذليل الصعوبات التي تواجه الفنان اليمني أسوة ببقية المنظمات والملتقيات والجمعيات والمحافظات وغيرها، لأننا شباب مسالمون همنا خدمة الشعب والوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.