كشف تقرير رسمي حديث عن إهدار كبير للخامات المعدنية الخاصة بأحجار البناء والزينة بنسبة تتراوح بين (07 و09%)، وهو ما يؤدي إلى قلة الإنتاج وزيادة مصاريف التشغيل واللجوء إلى رفع الأسعار وإنتاج كتل غير منتظمة الشكل، بالإضافة إلى التسبب في فاقد كبير في المناشير نتيجة محاولة تقطيع الأحجار إلى أشكال منتظمة. وأرجع التقرير السبب في ذلك بحسب موقع الاقتصادي اليمني إلى استخدام آلات ومعدات قديمة في المناشير والمصانع يؤدي إلى إنتاج منتجات لا توافق مع المواصفات العالمية ولا مع أذواق المستهلك، والأهم عدم القدرة على التصدير والمنافسة، على الرغم من جودة الخامات، موضحاً أن عدم وجود عمالة ماهرة ومدربة وعدم امتلاك المناشير العاملة لمعدات حديثة يؤدي إلى هدر نسبة كبيرة من خامات أحجار البناء والزينة عند عملية التقطيع والتشذيب بالطرق التقليدية واستخدام معدات أولية غير حديثة.. ويشير التقرير إلى أن عدم وجود ثقافة استثمارية لدى غالبية المستثمرين أدى إلى عدم الاستفادة من هذه الخامات ومخلفاتها التي يمكن الاستفادة منها بشكل أمثل في تصنيع منتجات مختلفة ترفع من القيمة المضافة للخامات. وطبقاً للتقرير الصادر عن هيئة المساحة الجيولوجية، فإن هناك قصوراً كبيراً جداً في البنية الفنية لدى المستثمرين، يتمثل في عدم امتلاكهم عمالة ماهرة ومدربة ومعدات وآليات حديثة، بالإضافة إلى طريقة استخدام التفجير في المقالع، والتي تعد من أهم الأسباب التي تؤدي إلى هدر النسبة الأكبر من خامات أحجار البناء والزينة. وقامت هيئة المعادن بهذا الخصوص، وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الدولية بتنفيذ مشروع لحصر مناشير أحجار البناء والزينة في المحافظات التي تنتشر فيها، وهي : أمانة العاصمة، صنعاء، ذمار، عمران، عدن، حضرموت، إب، تعز.. وتبين من خلال تنفيذ أعمال المسح الميداني، الذي نفذ في إطار المشروع، مدى عشوائية توزيع مناشير أحجار البناء والزينة في جميع مراكز المحافظات التي شملها المسح، وتتمثل هذه العشوائية في تواجد تلك المناشير ضمن الأحياء السكنية، الأمر الذي يسبب إزعاجاً دائماً للسكان. وأوضحت نتائج المسح أن غالبية المعدات والآليات المستخدمة في إنتاج أحجار البناء والزينة ليست سوى معدات تقليدية تؤدي إلى إهدار الخامات وتلوث البيئة وانعدام القيمة المضافة للخام، والأهم تسببها في إنتاج نوعيات غير مطابقة للمواصفات العالمية التي تؤهلها في الأسواق المجاورة.. وتوصل التقرير الخاص بنتائج المسح إلى وضع مجموعة من الحلول المثلى للاستفادة من أحجار البناء والزينة ورفع قيمتها المضافة والتقليل من التأثيرات البيئية الناتجة عن أنشطة المناشير العاملة في مجال إنتاج مختلف أنواع أحجار البناء والزينة. وتتضمن الحلول المقترحة إنشاء مجمعات صناعية تضم كافة المناشير في كل مركز محافظة على حدة، على أن يتم اختيار مواقع تلك المجمعات خارج مراكز المدن، بعيداً عن التجمعات السكانية، بحيث تشتمل على البنى التحتية اللازمة، مثل : الأرض، والكهرباء، والمياه، بالإضافة إلى منح المستثمرين مزايا تشجيعية متعددة. ويشدد التقرير على أن إنشاء المجمعات الصناعية للصناعات الصغيرة وربطها بالخدمات العامة الضرورية، بعيداً عن التجمعات السكانية، سيؤدي إلى الاستفادة المثلى من الخامات ويحد من التأثيرات السلبية الناتجة عن أنشطة مناشير إنتاج مختلف أنواع الأحجار.. وتستهلك صناعة أحجار البناء والزينة كمية كبيرة من المياه، خصوصاً أثناء عملية التقطيع، خاصة وأن بلادنا تعتمد أساساً في مواردها المائية على مصادر المياه الجوفية، ومع استمرار عملية استنزاف تلك المصادر بدون وضع الحلول المناسبة، مثل إعادة استخدام المياه، فإن ذلك سيؤدي إلى تفاقم مشكلة الجفاف.. وتمتلك اليمن ثروة هائلة من الثروات المعدنية، حيث شهد هذا القطاع تطوراً ملحوظاً في السنوات الماضية تجلى في زيادة عدد المحاجر والمناشير العاملة في استخراج كافة أنواع أحجار البناء والزينة التي أصبحت تغطي حاجة السوق المحلية، وعلى الرغم من ذلك، فإن صناعة استخراج وإنتاج الأحجار لا تزال في البداية، نظراً لوجود العديد من المعوقات والمشاكل المرتبطة بعملية انتشار المناشير وطريقة أدائها في إنتاج هذه الخامات الاستخراجية.