23عاماً قضتها الملكة اليمنية بلقيس في الحكم .. كانت بلقيس بنت اليشرح الهداد بن شرحبيل أشهر ملكة في تاريخ الإنسانية .. واشتهرت بأنها أعقل امرأة عرفها التاريخ, حيث تميزت بالرأي السديد و العلم الواسع ورباطة الجأش وحُسن التدبير . حكمت اليمن منذ أواسط القرن العاشر قبل الميلاد ( 429– 649 ق . ب ) وامتد حكمها إلى مرتفعات الحبشة وأريتريا وساحل الصومال, كما بسطت سيطرة مملكة سبأ وسيادتها على المراكز الرئيسية وطرق التجارة في شمال الجزيرة العربية وشرقها إلى الشام وتخوم بابل, كما سارت الملكة بلقيس بالجيوش وتغلبت على بلاد بابل, وكونت مستوطنات تجارية وحاميات كهمزة وصل لنشاط سبأ التجاري .. وسارت أيضاً عام ( 049 ق . ب ) بجيشها العظيم إلى أرض نهاوند و أذربيجان .. ولم تكن تهدف الغزو أو الاحتلال لكن لتكوين مستوطنات تجارية تؤمن الطريق إلى بلاد فارس, ويدعى أن لها قصراً في إيران في المنطقة الواقعة بين نيريز وهمدان جنوب شرقي بحيرة أرميا, يقع على جبل شامخ ويسمى “ تختي بلقيس “ كما تمتعت بشعبية كبيرة بين أناسها بعدما رممت سد مأرب وحمته من الانهيار, وكانت أول ملكة تتخذ من سبأ مقراً لحكمها. ولم تكتف بلقيس بالمسير إلى بلاد بابل وفارس, بل اتجهت شمالاً إلى بلاد الأناضول ( تركيا ) كما يوجد جنوبتركيا قرب الحدود السورية موقع اسمه “ تل بلقيس “ وكان موقعاً مقدساً في العصور القديمة .. ويشمل النطاق الجغرافي لتاريخ الملكة بلقيس وأثارها عند المؤرخين العرب, مدينتي دمشق وتدمر السوريتين .. وامتد نفوذ الملكة بلقيس إلى الهند و الصين, وزار ملك الصيم مو ونج , الذي حكم في القرن العاشر ق . م, ملكة سبأ, وأقامت وليمة كبيرة على بحيرة الري في مأرب .. و اشتهرت مملكة سبأ بأرضها الخصبة, وسميت “ ارض السعادة و الخير “ وذكر أصحاب التاريخ القديم أنها كانت “ أغدق أرض وأثراها وأكثرها جناناً و أفسحها مروجاً .. وأهلها كانوا في أطيب وأرغد وأرفه عيش, ويتمتعون بأرض خصبة وهواء طيب وماء متدفق وجمال غير محدود “ وعُرف أهل سبأ بأنهم أصحاب أغنى أرض , وسبب غناهم سيطرتهم على طرق التجارة وامتلاكهم مستوطنات تجارية .. ومن ابرز ما عُرف عن اليمنيين أيام مملكة سبأ “ الديمقراطية “ منذ عصور ماقبل الميلاد , حيث كان نظام الحكم ديمقراطياً يتمثل في “ مجلس الأقيال الثمانية “ ( مجلس المستشارين ) الذي كان بمثابه “ البرلمان “ وكان “ الأقيال الثمانية “ ينصبون الملك الجديد, ويعقدون له العقد إذا مات أو حدث له مكروه, وإذا اجمعوا على عزل الملك عزلوه, وكان مقر مجلس الأقيال يسمى “ محرم بلقيس “ ويضم معبداً ضخماً اسمه “ معبد المقة “ .. وآثار ذلك المجلس موجوده حتى الآن في مأرب , وكان يضم قاعة كبيرة معقدة الشكل.. وبهذا الحكم الحكيم كانت أعظم مملكة و حضارة في ذلك الزمان , وامتد نفوذ سبأ ونشاطها التجاري إلى كل اتجاهات الأرض .