استعرض المؤتمر الخليجي الدولي للتقييس الكهرُتقني الذي انعقد مؤخراً في البحرين بسلسلة من المحاضرات تحدث فيه مجموعة من الخبراء الدوليين حول المواصفات القياسية الكهرُتقنية و تقليل المخاطر حيث تحدث كل من السيد جاك شيلدون مدير استراتيجية المواصفات بالهيئة الدولية الكهرُتقنية حول دور المواصفات القياسية و تقويم المطابقة في تسهيل التجارة الدولية والسيد/ ديريك جونز رئيس الاتصالات المتنقلة بالهيئة الدولية الكهرتقنية حول المخاطر الكهربائية- أسباب ووسائل تقليل المخاطر في الأجهزة المنزلية والسيد بير دي ريفو السكرتير التنفيذي للبرنامج الدولي للتحقق من مطابقة الأجهزة والمعدات الكهربائية بالهيئة الدولية الكهرُتقنية حول دور أجهزة إصدار الشهادات ومختبرات الفحص الوطنية في مساعدة الصناعة على مطابقة منتجاتها للمواصفات القياسية الدولية ، و أساسيات حول شهادات المطابقة للمنتجات والأنظمة الدولية المعمول بها من نظام IECEE وقدم المهندس باسم سلامة خبير دولي في مجال التقييس الكهرُوتقني من شركة الفنار حول دور وحاجة الصناعة للتأكد من مطابقة الأجهزة الكهربائية للمواصفات القياسية للسلامة والدكتور نيل جوس مدير عام التشغيل وتطوير الأعمال بالشركة السعودية للمختبرات (مطابقة) حول الموقف الحالي المتعلق بالتدابير المتخذة في منطقة الخليج لحماية المستخدمين من الأجهزة غير المطابقة. ومن خلال ما قدم من معلومات يمكن باختصار رصد النتائج التالية :إنّ المواصفات القياسية الدولية بصفتها مواصفات قياسية متفق عليها دولياً بين الجهات الصناعية والتجارية والمستخدمين والجهات الحكومية ، تلعب دوراً رئيسياً في تسهيل التبادل التجاري بين دول العالم ، فقد أصبحت المواصفات القياسية الدولية الكهرُتقنية هي المرجع المعترف به عالمياً في منظمة التجارة العالمية ، وتستخدم بشكل واسع في تحرير الاتفاقيات على استيراد السلع الكهربائية كمواصفات قياسية متفق عليها بين الصانع والتاجر والمستخدم وجهة الفحص وجهة منح شهادات المطابقة. يعتبر نظام المطابقة الدولي الذي تطبقه الهيئة الدولية الكهرُتقنية والمعروف ب IECEE هو أسهل وسيلة لانتقال السلع عبر منافذ الدخول للدول المشاركة فيه دون الحاجة لإعادة الاختبار والتفتيش في البلد المستورد ، مما يقلل التكاليف والجهد ويسرع من عملية الفسح. إنّ هناك احتمالية عالية للمخاطر على سلامة وصحة المستخدم وعلى المنشآت التي تستخدم فيها المنتجات الكهربائية ، وتكمُن الأسباب الحقيقية في وجود هذه المخاطر في الابتعاد في بعض تلك المنتجات عن التقيد بمتطلبات السلامة التي تحددها المواصفات القياسية ، أو عدم وضوح تعليمات التشغيل بشكل يؤدي إلى الاستخدام الخاطئ المؤدي للصدم الكهربائي أو الحريق ، أو عدم وجود تعليمات وتحذيرات واضحة لتجنب تلك المخاطر. إنّ المواصفات القياسية الدولية الكهرُتقنية تعتني عناية خاصة بمتطلبات السلامة وتضع الوسائل المناسبة للتقليل منها من خلال إصدارها لسلسلة المواصفات القياسية الدولية لمتطلبات السلامة في الأجهزة الكهربائية المنزلية والأجهزة الطبية والأجهزة الالكترونية والتركيبات الكهربائية في المباني وغيرها.. أنّ من أهم الوسائل لتحقق السلامة ما اشتملت عليه تلك المتطلبات من شروط فنية لتجنب الصدمات الكهربائية ومتانة العزل الكهربائي ومقاومة الجهد العالي وفاعلية التأريض ، وعدم تجاوز الحدود الآمنة للارتفاع في درجة حرارة أجزاء المعدة ، مما يجنب المستخدم التعرض للصعق الكهربائي أو انهيار العازل المؤدي للتماس الكهربائي ونشوء الحرائق. تلعب مختبرات المطابقة الوطنية وأجهزة منح شهادات المطابقة دورا مهما في مساعدة الصناعة على مطابقة منتجاتها للمواصفات القياسية الدولية ويبرز هذا الدور من خلال الخبرات والمعرفة التي تتمتع بها تلك الجهات المعتمدة طبقا لمتطلبات المواصفات الدولية ، وقدرتها على فهم المواصفات القياسية الدولية وأنظمة المطابقة ، وتسخير تلك الخبرات والمعرفة في إجراء اختبارات اعتماد الطراز للمنتجات الوطنية المراد طرحها لأول مرة في الأسواق ، ومن خلال اجراء اختبارات المطابقة وإصدار الشهادات اللازمة لتصدير أو بيع تلك المنتجات على بعض المستخدمين الذين يطلبون إثباتاً لمطابقتها للمواصفات القياسية الدولية. من خلال مسؤولية الصانع عن منتجه ، فإنه بحاجة ماسة لإيجاد الوسائل المناسبة لضمان سلامة منتجه وعدم تأثيره على كل من المستخدم والمنشأة التي سيركب فيها ، وذلك لحماية نفسه من المساءلة القانونية في حالات الحوادث وللحفاظ على سمعته التي تتعرض للاهتزاز في حالة فشل منتجه أو تسببه في الضرر للمستخدم أو للمنشأة التي سيستخدم بها. للوفاء بمسؤولية الصانع عن سلامة منتجه ، فإنه يقوم بدور فعّال في التأكد من مطابقة منتجه لمعايير السلامة وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات الفنية التي تتمثل في وضع نظام فعّال لمراقبة تطبيق تلك المعايير عن طريق التفتيش الدوري على خطوط الإنتاج في نقاط تفتيش محددة يتم فيها الفحص وسحب عينات وتحديد المخالفات وإجراء التعديلات، ويكون الصانع مجهزا بمختبرات متخصصة لديها القدرة من ناحية التجهيزات والخبرات على إجراء الاختبارات المحددة في المواصفات المعينة للتأكد من وفاء المنتج بمتطلبات السلامة وإصدار التقارير اللازمة. هناك مجموعة من الوسائل المطبقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لحماية المستهلكين من الأجهزة غير المطابقة للمواصفات القياسية ، ومن تلك الوسائل الاعتماد على المختبرات الخاصة التي تقوم بفحص الأجهزة بالاعتماد على المواصفات القياسية الخليجية والوطنية وفي حالة عدم مطابقتها تصدر التقارير التي تمكن الجهات الرقابية والتنفيذية من عدم فحصها أو ايقاف بيعها في الأسواق.. سوف يكتمل عمل تلك المختبرات بشكل أكثر وأجدى بعد تطبيق المنظومة الخليجية للتحقق من المطابقة التي تعتمد على وضع شارة للمطابقة على السلع المرغوب تداولها وتعني أن المنتج مطابق للمتطلبات الأساسية التي ترتكز على سلامة وصحة المستخدم وحماية البيئة.