حجة للعصافير، أو للحمام غصون، وللساهرين متاهْ ..! وخطىً تحت همس المصابيح في ظلمةٍ وبلاغة شارعنا – وهو أبكم – والخجل المتحوِّل عن شكله في هواهْ وصبايا يحددن قلبي بقفزاتهن فيصرخ : ايهٍ .... ويقصد : آهْ لم أزل طفل شارعنا الغض ، ترمقه عين تلك ،ويأخذه صدر تلك ، فيجترَّ في خلوة عريهن ... ونصف مناهْ العبارات أكبر منه ،ولكن آيته الشعر ....يظهرها خوفه .. ويداهْ لم أزل طفل شارعنا ، غادرت مدن . وأتت مدن وتبدل لون الحياةْ كدت أنسى ...وحاولت أن أتناسى جفاف الأزقة من بسمات الوجوه الجميلة بالحب ... فالحرب تمسح ذاكرة الباغضين وترفع مشعلها كإلاه وقطعت المسافة بيني وبين الطفولة في ومضة ٍ ،كان جدي يعوم بأمنيةٍ ،وأبي يتفلْسف حول دخان البنادقِ ، والحي يلبس ثوب الحفاة . وثوب الجناةْ ! ! طالما أتساءل في غربتي: من أنا ، ولماذا لكلٍ دمىً ... وأنا ليس لي هل ولدتُ كبيراً و ( خرخاشتي ) صحفٌ ودواةْ ..؟ ! يا عُرى المتوسط ينبت في خافقي الأرجوانُ،ويثمر رمانهُ ، والكروم تمدُّ الدوالي ... فتشملَ بالظلِّ كل الجباهْ أتنفس مثل شجيرات صبرٍ ببطءٍ،ألطِّف صحراءَهم وأروي المياهْ ... وأعود إلى وحدتي ظامئاً، أتعثر والليل يهمس في أذني: نمْ حبيبي ، ْفأصرخ في وجهه : ويلتاهْ يا عُرى المتوسط هذا الزحام شديدٌ ،وقافلة ستوزع وجهي لكل الجميلات ،والساحل الحلو يحملني تحت جنح المنى ،ثم أسقط في وحشة الانتباهْ وبلادي التي اتهمت قلمي بالخيانة ،خانت قواميسها.. والدلالةَ ثم ارتدت حُلَّة الاشتباه لم أزل طفل شارعنا وأنا الآن ابعد بُعدَ السماء عن الحيِّ، قد أشتهي أن أمر ((بدربونةٍ))والصغار يقولون: ليس له أبداً مقلتاهْ شاردٌ لا أرى مدَّ شبرٍ وأحفر ذاكرتي بمعاول شعرٍ ... سأكتبه ...وأراهْ وبكل اتجاهْ يزرع المستحيل نباتاته ،أملي يستريح على ضفةِ الاحتياج ولي وقفة أترجى الحوائل بيني وبين المنى وأروِّض هائجة العمر في منتهاهْ.