وتخطرُ في ((شرشفٍ)) كالغرابِ وتنساب كالأفعوانِ المصابِ تُلَوِّن مشيتَها كالظنون وتكتب أحجيةً في التراب ففي جيدها لفتاتٌ تثير وفي قدميها معاني اضطراب وفي رعشات الثياب حكايا حنين اشتياق ودنيا تصابي ونارٌ من الشوق والأمنيات كشوق الضحى لاحتضان الروابي وترمقني من وراء ((الحجاب)) ولم أدر ماذا وراء الحجاب أتسخر مني؟ ومن حبها؟ ومن ((شرشفٍ)) في هواها مرابي أتضحك لي؟ ليتها! أم تطوف على فمها رعشات عتاب؟ فأين ملامحها الفاتنات؟ أرى أمنياتي بها أو سرابي وأين مدى عينها يا حجاب؟ لأبحر في جنةٍ أو عذاب هنا زورقي ظامئ. كالجريح يفتش عن سرِّها في عباب وأسأل عنها انهمارَ العطور وما خلفت من حكايا الثياب ويأتي جوابٌ من الأغنيات هنا مرَّ جدولُ حبٍ شباب هنا أسكرتْ لمساتُ الجمال دماءَ الطريق وقلبَ السحاب وأتبعها زورقاً صاخباً وأرمي على قدميها اصطخابي وأصغي وتلحظني من بعيد فتهمس رفقاً أخاف صحابي أخاف هنا تمتماتِ الرياح ولفتةَ غصنٍ وأنَّة باب وأخشى تلفَّت قلبي إليك وخفقَ خطاك ووقع انسيابي فكلُّ الطريق وما في الطريق مثارُ شكوكٍ ومدعى ارتياب وأرجع عنها وفي خاطري جنون التهابٍ وحمى اكتئاب وعندي .. ((لشرشفها)). . ما يدين ظروف الزمان الغبي المحابي إذا كان هذا أساس الحياة فعمر الهوى كلُّه في خراب بعدنا لقاءً وما بيننا سوى قطعةٍ من قيودِ الحجاب صنعاء سبتمبر 1964