يعتبر التسويق أحد الأدوات المساهمة في تطور وتقدم المجتمعات والدينمو المحرك لنشاط ونجاح المؤسسات والشركات العامة والخاصة في العصر الحديث،وذلك من خلال العنصر البشري الذي يتعامل مع المتغيرات الاقتصادية بوسائل التسويق الحديث الذي يساهم بصورة مباشرة في إنعاش الحركة الاقتصادية والتنمية المحلية. وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) استطلعت آراء العديد من خبراء التنمية البشرية والتسويق الحديث، في اليمن والوطن العربي والأجنبي، حول أهمية التسويق في العصر الحديث، وعلاقته بنجاح المؤسسات والشركات الرائدة، وتطور المجتمعات، ودوره الفاعل في عملية التنمية المحلية.. البداية كانت مع المدير التنفيذي للمركز العالمي الكندي الدكتور محمود التايه الذي لخص فوائد التسويق والبيع الحديث،وأثره المباشر على تقدم المؤسسات والتنمية المجتمعية، والمتمثلة في، تعزيز المزايا التنافسية بين المؤسسات من خلال الخدمة والجودة، وتوفير الأجواء وتهيئة المناخات الآمنة في المجتمع من أجل تشجيع المتنافسين على تطوير جودة الإنتاج إضافة الى أهمية إشراك جميع الأقسام والإدارات في إعداد وإدارة الخطط التسويقية لتشكيل مزيج او فريق عمل داخل المؤسسة لمعالجة المشاكل والصعوبات التي تواجه المؤسسة. فيما يشير خبير التسويق العربي عضو جمعية التسويق الأمريكية الدكتور طلعت أسعد عبد الحميد إلى أن تجارب التسويق المتقدم للمنشآت الناجحة ترتبط بمناجم النجاح للمنشآت فائقة النمو، والنمو جزء من حركة الحياة، والبحث عن فرص النمو المستقبلية هو واجب ضروري لا غنى عنه لدى منشآت الأعمال في القطاعين العام والخاص ولكن النمو المرتبط بالربحية هو مهمة الإدارة، إلى جانب تحقيق النجاح والاستقرار وتحسين مستوى دخل الموظفين ما يسهم في رفع مستوى الإنتاج . وأرجع سبب نمو بعض المنشآت فائقة النمو في بعض البلدان العربية والأجنبية إلى ما تقوم به من دراسات مستمرة لحالات النجاح والفشل والارتباط بخطوات النجاح لتجارب تلك المنشآت والسعي لتحقيق أقصى معدلات النمو والتي تعود منفعتها على التنمية في البلد.. واستعرض طلعت الطرق الناجحة لكسب التسويق وتحقيق البيع الاحترافي من خلال “ جودة المنتج والخدمة الأفضل، والأسعار، العلامات التجارية، التكييف وتصميم المنتج وفق احتياجات العملاء، والتطوير والابتكار للمنتج او الخدمة، وتوقعات العميل والجمهور. وأعتبر التنقيب عن فرص للنمو والتطوير الضرورة الملحة الجديدة من أسس النجاح الحديثة، فضلاً عن دراسة استراتيجيات التطوير والنمو وارتباطها بحركة الإنفاق والنمو المتزايد، في مختلف القطاعات، وكذا تقييم قوة التطوير ومدى تحقيق الاستفادة القصوى من الأصول المتاحة من المصانع و المتاجر والمخازن التجارية الموجودة المنطقة الجغرافية المعينة. مدير قطاع التسويق بمجموعة الرويشان عبد الحكيم الشرعبي أكد من جانبه على أهمية إقامة الملتقيات والمؤتمرات بالتعاون مع القطاع الخاص من اجل التعرف على طرق وسائل التسويق الجديدة وتبادل الخبرات التجارية والاستثمارية مع الشركات العربية والعالمية في مجال التسويق ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبلورتها للخروج برؤى وأفكار مشتركة تهدف إلى تطوير آليات التسويق ورفع مستوى التنافس والبيع والتي تؤدي بدورها إلى إنعاش حركة السوق وتوفير فرص عمل جديدة للمشاركة في التنمية المحلية. واعتبر الشرعبي التسويق الثورة الرابعة، بعد ثورة التقنية، والاتصالات، وتكنولوجيا المعلومات، وأصبح التسويق اليوم حسب قوله المجال الأكثر مجاراة للمتغيرات في مختلف المجالات، ولم تتطور هذه الثورات بدون التسويق الحديث، لانه هو الذي يخاطب المستهلكين مباشرة . وأشار إلى أهمية الشراكة بين القطاعين العام الخاص لتحقيق التنمية المنشودة وتحقيق جزء من المسئولية الاجتماعية والمساهمة في الارتقاء بالأداء المؤسسي وبما يعود على خدمة المجتمع بشكل عام . خبير التسويق الأمريكي ميشال سيك أشار إلى أهمية الملتقيات التسويقية للتعرف على آخر ما توصل إليه علم التسويق ووسائله الجديدة في مختلف المجالات وتبادل الخبرات والتجارب بين الشركات والمؤسسات العالمية واليمنية والاستفادة من هذه التجارب بغرض رفع مستوى الأداء في القطاعات اليمنية المختلفة ..منوهاً بأن مشاركته في الملتقى الثاني للتسويق والبيع الاحترافي بصنعاء تمثلت في “ كيفية تكوين خطة تسويقية ناجحة والتعرف على عناصر الخطة التسويقية، والتخطيط ، والإستراتيجية التنافسية. وأشار إلى أنه من خلال اطلاعه للسوق اليمنية وجد مميزات وتسهيلات للاستثمارات الأجنبية باليمن ومدى تطورها ونجاحها، وسينقل هذه التسهيلات للعملاء والشركات الأمريكية لبحث إمكانية الاستثمار باليمن، وخاصة في ظل القواسم المشتركة المتمثلة في الديمقراطية. فيما أكد مدير العلاقات بشركة إم تي إن للاتصالات اليمنية علي الشاحذي أهمية التسويق ودوره في ترسيخ مبدأ المسئولية الاجتماعية للشركات والقطاع الخاص ولما من شأنه دعم برامج التنمية المجتمعية ومساندته وضرورة الالتزام المستمر من قبل شركات الأعمال بالتصرف أخلاقياً والمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية والعمل على تحسين نوعية الظروف المعيشية للقوى العاملة وعائلاتهم، والمجتمع المحلي ككل.. واستعرض الشاحذي في ورقته فوائد ومهام المسئولية المجتمعية للشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة ودورها في دعم المجتمعات المحلية ومساندة جهود الحكومات في عملية التنمية المستدامة “ إم تي إن “أنموذجا في تقديم برامج الدعم المجتمعية في مختلف المجالات. خبير التنمية البشرية والتسويق والعلاقات العامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور سمير رمزي عطية أكد من جانبه على أهمية دور العلاقات العامة في تعظيم المزايا التنافسية المؤسسية للشركات والمؤسسات الحديثة.. مشيراً إلى أنه من خلال مشاركته قدم ورقة عمل تناولت “ توضيح مفاهيم التسويق، والعلاقات العامة في بناء الصورة الذهنية للشركة، وفكرة ومفهوم العلاقات العامة وأهميتها والعلاقة بينها وبين الصورة الذهنية والاستراتيجيات التي تتبعها الشركات والمؤسسات في التسويق الاجتماعي وبناء صورتها الذهنية .. مستدلاً ذلك بتجارب من الواقع العربي والعالمي . من جانبه استعرض خبير التنمية البشرية اليمني رائد السقاف فنون ووسائل التسويق الحديث وتحدياته في عصر المعلوماتية والخدمات وزيادة عدد المنافسين في كل القطاعات التجارية والصناعية ودوره في عملية التنمية، والصعوبات والمشاكل التي تعترض عملية التسويق والمقترحات والحلول لتطوير وتحسين أداء التسويق والإنتاج . فيما اعتبر مدير المبيعات والتسويق بمجموعة الجيل الجديد أسعد الآنسي الملتقيات والمؤتمرات الاقتصادية والتسويقية فرصة للتعارف على خبرات وتجارب الشركات الأخرى في مختلف المجالات و الاطلاع على الأفكار الجديدة للتسويق وطرق المنافسة، للمساهمة في رفع وتطوير أداء المؤسسات اليمنية التي تعود ثمارها على الاقتصاد اليمني والتنمية المحلية.. جميل الحيثي من قطاع التسويق بمجموعة الرويشان اتفق مع الآنسي على أهمية الملتقيات ودورها في إكساب المشاركين بالاستراتيجيات الجديدة والحديثة للتسويق باعتباره مقياس التطور والنجاح في أي مؤسسة حكومية أو خاصة وانعكاسته على التنمية المستدامة.