أكدت العديد من القيادات النسائية في بلادنا أهمية الدعوة الرئاسية لإجراء حوار وطني جاد ومسئول تحت قبة الشورى لمعالجة كافة القضايا الوطنية المطروحة على الساحة والخروج من النفق المظلم الذي تمر به البلاد والذي تسبب به أشقاؤهن الرجال حسب تعبيرهن. وأضافت بأن البلاد تواجه عديداً من التحديات أبرزها التمرد الحوثي بصعدة والفوضى في بعض المديريات لعناصر من القاعدة في تحالف غريب مع دعاة الانفصال لزعزعة أمن الوطن واستقراره وتهديد مصالحه الحيوية الأمر الذي يحتم على جميع أشقائهن الرجال من مختلف الاطياف السياسية الجلوس على طاولة الحوار لمناقشة تلك القضايا والتحريات بعيداً عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة واضعين في اعتبارهم الثوابت الوطنية ومصالحه العليا فوق كل اعتبار. وسيلة هامة الأستاذة خديجة ردمان وكيلة وزارة الإدارة المحلية لقطاع تنمية المرأة ترى أن الحوار يعتبر بمثابة وسيلة هامة للوصول إلى رؤية مشتركة تخدم الوطن وذلك من خلال الاتفاق على رؤية مشتركة في الخطة الخمسية الرابعة وإفساح المجال لتوسيع مشاركة الجميع في التنمية والهدف الأول والأخير من هذا الحوار هو الاتفاق على أن مصلحة الوطن هي العليا والتأكيد على أهمية الحفاظ على الوحدة اليمنية وبالتالي فإنه من مصلحتنا جميعاً أن نحافظ على أمن الوطن واستقراره وعدم الإساءة إلى هذا الوطن الذي نحن جزء منه بالتشويه والمغالاة فيما يحدث في الداخل بشكل سيئ للخارج سواء كان عن طريق الصحف أو المواقع الالكترونية أو الوسائل الإعلامية الأخرى وذلك بنقل صورة محزنة ومظلمة وكئيبة عما يدور في الداخل.. كما أنه يجب وضع قضية الاقتصاد الوطني من ضمن أولويات الحوار والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لتعزيزه والعمل على تعزيز الرقابة الشعبية كما أنه ينبغي خلال هذه المرحلة إبعاد الخلافات الجانبية وكذلك تنحية المصالح الذاتية شريطة أن تعزز المصلحة الوطنية.. والحقيقة أنه يجب أن يكون للشباب في هذا الحوار دور فاعل فهم مستقبل هذا الوطن والعمل على استشراف آرائهم وملاحظاتهم عما يدور في الداخل.. وأتمنى على النخبة والمثقفين أن يشاركوا في إبداء آرائهم وخبراتهم وذلك في إطار قاعدة الوطن للجميع وعلى الجميع الاستفادة من هذا الوطن. من أجل مشاركة فاعلة وأضافت ردمان حول مدى مشاركة المرأة في الحوار قائلة: نحن كونا هيئة استشارية والتقينا بالأخ نائب رئيس الجمهورية وطلبنا أن يكون للمرأة في هذا الحوار مشاركة فاعلة وقد وضعنا مصفوفة، سيتم مناقشتها خلال الحوار من أجل توسيع مشاركة النساء في الانتخابات البرلمانية والمحلية القادمة ومن خلال أيضاً تعديل قانون السلطة المحلية والتعديلات الدستورية الأخرى وقانون الحكم المحلي القادم على أن تكون هنالك نسبة «51%» للنساء في الانتخابات وتوسيع مشاركتهن في التمثيل الدبلوماسي وكذلك العمل على تعيينها في مجلس الشورى والمناصب القيادية.. صوت المرأة لا بد أن يسمع لأن المرأة هي التي تعاني من هذه الخلافات والاختلافات التي تفتعل لأنها هي الأم التي تربي الأبناء وهي الزوجة التي تراعي زوجها وكذلك الظروف الاقتصادية المترتبة على هذه الاختناقات والحوادث التي تحدث هنا أو هناك ومن مصلحة الجميع أن يستمع إلى صوت المرأة كونه صوت الأم وصوت الأخت الأكثر اعتدال والأكثر حكمة والأكثر رؤية لمصلحة الجميع.. فطلبنا ضرورة أن تشارك عدد من النساء في هذا الحوار. الاحتكام للعقل وعن دلالات هذه الدعوة في الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا تقول وكيلة وزارة الإدارة المحلية: دعوة فخامة الرئيس علي عبدالله صالح نابعة من كونه ولي أمر البلاد وهو صادق بدعوته وأن يستمع للجميع في أهمية الحفاظ على هذا الوطن وتنميته وإصلاحه ولكن رغم توجهات الدولة للإصلاحات تواجهنا مثلاً الخروقات والاختناقات والحوادث السيئة التي تعيدنا إلى الخلف والتي فعلاً تؤثر علينا اقتصادياً وسياسياً وتسيء إلى علاقاتنا الخارجية كما أن هذه الأشياء تعمل في الداخل نوعاً من البلبلة وعدم الاستقرار وبالتالي في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد والأوضاع التي تمر بها يجب علينا في هذا الوطن أحزاباً ومنظمات مجتمع مدني وفعاليات مختلفة الاحتكام إلى العقل وتغليب المصلحة الوطنية العليا فوق كل شيء. جزء من الديمقراطية فيما الدكتور رؤوفة حسن الشرفي رئيسة مؤسسة التنمية الثقافية تقول: أي حوار هو عمل مهم جداً وجزء من الديمقراطية التي تقوم على السلام وفي إطار الديمقراطية يمكن استخدام أدوات مختلفة لمد اليد للتحاور والتقبل والتغيير بالكلمة الطيبة وأي شخص أو جهة تمد يدها للتحاور تكون مشكورة بأن تصلح يداً بيد الأوضاع الوطنية الهامة تحت سقف الثوابت الوطنية والتحاور لأجل مصلحة الوطن كون الوطن أسمى كل شيء.. وبالتالي ينبغي أن ينطلق الحوار من شيئين فالأول أن طلب الحوار معناه أن هناك نية بيضاء والاستجابة للحوار معناه أيضاً أن النية قائمة والمهم أن يكون أصل وأرضية هذا النوع من الحوار هو الاستعداد للدخول والتقبل والاستماع الفعلي لوجهات النظر وأن المسألة تتجاوز مسألة الشكل وستدخل في إطار المضمون هذا في رأيي يجب أن يكون الجميع فعلاً مستعدين لأن يتحاوروا ولتغيير وجهات النظر التي جاءوا بها لأنه إذا كنا متمترسين تجاه فكرة واحدة فلا معنى للحوار.. فالحوار معناه تقبل تبني رؤية وسطية أو أن أتقبل وجهات نظر الآخر أو أن الآخر يتقبل وجهات نظري وما أطرحه وبهذه الطريقة تكون الأرضية لطرفي الحوار قابلة لأن تخلق بعدها وضعاً ملائماً أفضل مما كان عليه قبل. غائبة في الواقع وعن دور المرأة في هذا الحوار وأهمية اضطلاع القوى السياسية بمشاركتها أضافت الدكتورة رؤوفة الشرفي: المرأة مازالت غائبة لأنها مغيبة فالنساء يقمن بواجبهن على خير مقام في كل المجالات.. لكن حينما تصبح هناك قضايا تهم البلاد والأمة ندفع نحن النساء الثمن الغالي دون أن نشرك في القرارات الخطرة للأحداث والاشكالات التي تمر بها بلادنا.. وهذا التغييب معناه أن مجموعة من الرجال فقط هم الذين يقودون الأحزاب هم فقط الذين يتحاورون ولكن فقط يجب عليهم كرجال أن يتحملوا المسئولية تجاه هذا الشعب برجاله وأطفاله ونسائه وذلك في المسئولية بأي نوع من المقامرة به والطرح غير المسئول وغير المتقبل من الطرف الآخر.. وبالتالي فإن المفروض على كافة الأطراف السياسية المشاركة في هذا الحوار الانطلاق من أرضية القبول والاستعداد التام لتغيير وجهات نظرها أو تؤثر بوجهات نظرها على الأخرى والعمل وفق القاعدة «التأثير والتأثر بوجهات وأفكار الآخرين». الشفافية والمصداقية مطلوبة الأستاذة رمزية الإرياني رئيسة اتحاد نساء اليمن تحدثت حول هذه الدعوة وأهميتها والقاعدة التي ينبغي أن يبنى عليها الحوار بالقول: الحوار هو الوسيلة المثلى والحضارية للخروج من الأزمات التي تمر بها بلادنا سواء مايحدث في صعدة أو في بعض المديريات أو مشكلة الديمقراطية التي افتعلتها الأحزاب.. إذا أعدت استراتيجية حقيقية للحوار دون أن يكون هناك مماحكات سياسية بين الأحزاب فهو الطريقة المثلى.. الحوار طالما ستشارك فيه منظمات المجتمع المدني وجميع الأطراف التي يهمها أن تخرج بلادنا مما يفتعل فيها من أزمات سواء سياسية أو تشطيرية أو حروب هو حوار بناء وهادف أتمنى من كافة الأطراف السياسية سواء كانت حاكمة أو معارضة المشاركة في هذا الحوار بفاعلية ومناقشة كافة القضايا الوطنية تحت سقف الدستور والثوابت الوطنية وأن يكون هدفها من هذا الحوار مصلحة الوطن العليا والمصداقية في طرح القضايا والمشاكل وكذلك الشفافية والابتعاد عن المماحكات السياسية فيما بينها حتى يكون هنالك نجاح للحوار.. وبالتالي فإن كل مؤسسات المجتمع المدني ومنها المرأة تتطلع إلى أهمية الحوار وضرورة عدم الخروج من هذا الحوار بالعودة إلى الأوضاع السابقة بالتراشق بالاتهامات المختلفة والتي هي في الأول والأخير تضر بالوطن ومصلحته ولذلك أتمنى من جميع المتحاورين أن يكون هدفهم هو الوطن وأن يكون اليمن فوق كل الاعتبارات وأن تكون التنمية والإصلاحات والاستقرار والمصداقية هما الهدف من هذا الحوار.. ومن ثم فإن المجتمع المدني مايهمه هو استقرار الوطن وسلامته وأمن الناس وخروج الأحزاب حاكمة ومعارضة إلى طريق مفتوح وليس مسدوداً.. مفتوح يؤدي إلى الممارسة الديمقراطية الحقيقية، وحماية بلادنا من الإرهاب، وإلى طريق يؤدي إلى السلام والاستقرار وأن يكون هدف الجميع هو حماية بلادنا مما يحاك حولها من مؤامرات بدأت بحرب صعدة ثم الإرهاب الذي للأسف الشديد أصبحت اليمن تتسم به وخاصة بعد أن كانت هناك محاولة تفجير طائرة أمريكية وادعى من كان يحاول ذلك بأنه جاء من اليمن.. وبالتالي كل ماذكرته أتمنى أن يدور في مخيلة وبال كل الأحزاب حتى يخرجوا بنتيجة واحدة تهم اليمن وإن اليمن في وجدانهم هي الأم الحنونة التي تحتضن كل الأحزاب بأطيافها السياسية وكافة أبناء الشعب اليمني وإن اليمن هي التي ترنو إلى الجميع، بل وتمد يدها إلى الجميع في أن تتشابك أيدي أبناء الوطن جميعاً.. الوطن كله يتمنى أن يخرج الجميع وقد وضعوا خلافاتهم جانباً وجعلوا الوطن نصب أعينهم ووقفوا وقفة جادة ضد كل من يحاول المساس بأمن اليمن واستقراره وجره إلى الحروب وزرع الإرهاب فيه والعمل على أمن واستقرار وسلامة الوطن وكافة أبنائه. تواقة لوطن مستقر وحول مكانة المرأة في الحوار وأين يكمن منه أضافت رمزية الإرياني قائلة: المرأة هي جزء لايتجزأ من المجتمع.. وهي أكثر معاناة بما يحاك حولها من المؤامرات الموجودة على اليمن ..وهي التي تعاني في صعدة من القتل والتشرد ومن الآلام النفسية فهي أم لطفل أخذ من حضنها من قبل الحوثيين ليرموا في نيران الهلاك وهي أم لأطفال قادهم الإرهاب إلى التهلكة.. المرأة هي اليمن بأسره ولذا فالمرأة هي الأكثر معاناة وهي من يتوق إلى الخروج بقرارات ونتائج وطنية صادقة من قبل الجميع لمافيه الحفاظ على اليمن مما يحاك حولها وحتى يكون هناك استقرار وسلام في بلادنا واصطفاف وطني خلف الوطن. الحوار .. أسلوب حضاري الدكتورة سارة العراسي أستاذ القانون الدولي المساعد بكلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء أكدت من جانبها أن الحوار الوطني مهم جداً لحل كافة القضايا الموجودة على الساحة الوطنية وقالت: الحوار أسلوب حضاري راق جداً وبالحوار سيصل الجميع إلى حل عقلاني ومنطقي لمعالجة القضايا، والدعوة الرئاسية التي وجهها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية لا شك تأتي في إطار حرصه الكبير على معالجة كل تلك القضايا بأسلوب حضاري عقلاني بعيداً عن لغة التعصب والتشدد والتخندق وراء الرأي الأوحد الدعوة الرئاسية لمختلف الأطراف للجلوس على طاولة الحوار تحت قبة مجلس الشورى تؤكد حرصه العميق على أهمية مشاركة مختلف النخب السياسية في اتخاذ القرارات والمعالجات المناسبة لتلك القضايا، وقالت ما أؤكد عليه أن يكون الحوار تحت سقف الثوابت الوطنية العليا وفي مقدمتها الوحدة اليمنية المباركة ذلك الإنجاز العربي الوحيد الذي تحقق في زمن التشرذم والتمزق، وتحقق أيضاً بالحوار، لذلك على مختلف النخب السياسية المشاركة الفاعلة في هذا الحوار للخروج من النفق المظلم الذي تمر به البلاد حالياً ومن ثم الاتجاه نحو التنمية الشاملة.