لقد أثبتت الأبحاث الطبية ارتباط حدوث السمنة في الصغر بحدوثها في الكبر، أي أن الطفل السمين غالباً ما يصاب بالسمنة في مستقبل حياته، وقد ينظر الكثير إلى السمنة على أنها أمر بسيط والبعض على أنها مجرد منظر غير مقبول أو تشويه لجمال أجسادنا والقليل ينظرون إلى خطورتها ومع ذلك يقفوا مكفوفي الأيدي غير قادرين على إيقافها. مرض السمنة السمنة من أمراض العصر وهي نوع من أنواع سوء التغذية، وظاهرة مرضية خصوصاً في البلدان النامية وهي زيادة نسبة دهون أكثر من 30% من وزن الجسم الكلي نتيجة تراكم الدهون فيه، وهذا التراكم ناتج عن عدم التوازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم، وتعتبر السمنة من الأمراض المزمنة والمعقدة مثل مرض السكر والضغط المرتفع والسمنة بكل ما تحمله من هموم ومتاعب لضحاياها ابتداءً من المشاكل الاجتماعية والنفسية وانتهاءً بمسلسل الأمراض الذي لا ينقطع مثل أمراض القلب والمفاصل والدوالي والسكر. أسباب السمنة 1 - النمط الغذائي إلتهام الغذاء بسعرات حرارية عالية مع عدم صرف هذه السعرات يؤدي إلى تراكم الدهون في جسم الإنسان علماً بأن الدهون لها كفاءة أعلى من الكربوهيدرات والبروتينات في التكتل في أنسجة الجسم الدهنية. 2 - قلة النشاط والحركة من الطبيعي أن السمنة نادرة الحدوث في الأشخاص الدائبي الحركة أو اللذين تتطلب أعمالهم النشاط المستمر ولكن يجب أيضاً أن نعرف أن قلة حجم النشاط بمفرده ليس بالسبب الكافي لحدوث السمنة ولا شك أن النشاط والحركة لها فائدة كبيرة في تحسين صحة الإنسان بصفة عامة ويمكن أن نوجز النشاط والحركة بكلمة واحدة هي الرياضة. 3 - العوامل النفسية وهذه الحالة منتشرة في النساء أكثر من الرجال، فحين يتعرض لمشاكل نفسية قاسية ينعكس ذلك في صورة إلتهام الكثير من الطعام. 4 - الأسباب الوراثية تؤكد الأبحاث الحديثة أن الوراثة تحتل «60-80%» من أسباب الإصابة بمرض السمنة والمسئول عنها الجينات الوراثية في الجسم وقد تم اكتشاف أكثر من «200» جين مسئولة عن السمنة في حيوانات المعمل إلا أن معظمها مازال تحت البحث بالنسبة للإنسان، والأسباب الوراثية تشمل طريقة توزيع الدهون في الجسم ومعدل احتراقها وكيفية تحويل الدهون إلى طاقة، كما أن نشاط بعض الانزيمات يعتمد على بعض الجينات الوراثية. 5 -الجنس هناك بعض الأجناس أكثر عرضة للسمنة في منطقة حوض البحر المتوسط والأمريكان من أصل مكسيكي والزنوج والأمريكان بينما تقل بين أجناس الشرق الأقصى وغيرها. 6- السن تزيد معدلات السمنة مع السن فكلما تقدم السن زاد الوزن ومن المقبول أن يزداد الوزن بمعدل «2-4كجم» كل 10سنوات، وهذه الزيادة الطبيعية مع تقدم السن لها فوائد خاصة بين الإناث فهي تحمي من الإصابة بمرض هشاشة العظام حيث تقوم الدهون بإفراز هرمون الاستروجين كما أنها تقلل من ظهور التجاعيد في الوجه والرقبة والكفين. 7- الهرمونات والغدد هناك فترات حرجة للإصابة بمرض السمنة وأهمها فترة البلوغ والحمل والرضاعة وفترة انقطاع الطمث، ومن المعروف أن تلك الفترات يصاحبها اضطرابات في هرمونات الجسم وخاصة هرمونات الأنوثة لذلك فالإصابة بالسمنة بالنسبة للإناث تكون ضعف الرجال. أمراض السمنة 1 السمنة وأمراض القلب والموت المفاجئ من النادر أن تجد معمراً بديناً، وقد تكون هذه النظرية فيها شيء من المغالطة ولكنها مؤشراً عاماً للبدينين بدانة مفرطة بأهمية تخفيف وزنهم، فالوزن الزائد هو حمل زائد على القلب والرئتين فيحتاج كل منهما إلى مجهود مضاعف، ورغم عدم معرفة العلاقة بين السمنة وأمراض القلب وتصلب الشرايين إلا أنها علاقة موجودة وإن كانت هذه العلاقة تتعلق أيضاً بطبيعة نوع الغذاء الذي يتناوله البدين حيث أنه يميل إلى تناول الأغذية الغنية بالدهون أو المقلية أكثر من ميله لتناول البروتينات أو الكربوهيدرات وتناول مثل هذه الأصناف يرفع نسبة الكولسترول في الدم وهذا هو عامل الخطورة الأولى لأمراض القلب. 2 السمنة ومرض السكري هناك علاقة قوية بين السمنة ومرض السكري «الغير معتمد على الأنسولين» غير أننا يجب أن لانغفل وجود أسباب أخرى مثل الوراثة والجنس والأماكن الجغرافية وغيرها. 3 السمنة وارتفاع ضغط الدم إن نسبة ارتفاع ضغط الدم بين البدينين تصل إلى ثلاث أضعاف نسبته بين العاديين وأن تخفيض الوزن مع التقليل من تناول ملح الطعام عند مرتفعي ضغط الدم حسن حالة ضغطهم في حدود تصل إلى 50%. 4 السمنة والمفاصل والأربطة السمنة حمل زائد أيضاً على مفاصل الجسم وأربطته ويظهر ذلك في صورة آلام متعددة بالمفاصل. 5 السمنة والجلد السمنة تزيد كمية الإنثناءات في الجلد ويكون بذلك الجلد عرضة للالتهابات والإصابات الفطرية والبكتيرية إلى جانب عدم تحمل الطقس الحار. الوقاية من السمنة وقاية الأطفال من السمنة. إن العناية بتغذية الطفل السليمة يجب أن تبدأ في مرحلة تغذية الأم الحامل أو المرضع، فالتغذية الصحيحة فترة الحمل لها أثر كبير على صحة الأم والجنين، إذ أن النقص يؤثر على صحة الأم، أما الفقر الشديد فقط يسبب مرض للجنين أو تشوه أو إنجاب أطفال ذوي وزن أقل من الطبيعي، علماً بأنه لا يجب أن يزيد وزنها عن «10-12» كغم خلال فترة الحمل.