هذا الرجل بخفهِ القديم يسيرُ على عجلِ أستجمع بخشيةٍ مؤلمة قرارات عديدة, تمَلمل بين دهشة التعجب و الإغراء وبوعكة تميله إلي الصراع .. لكن السماء تركت على خده حكاية. ما الذي جعل تلك الدوائر الحلزونية تتراكض في عينيه مراراً من التأنيبِ ، وأي عَالم بالرسومات السريالية قد رسم هذه الأشكال المُتداخلة على صورته، بين نطه تغفله ثم تسلبه سلطة التفكير راحت عيناه تبحثان عن الشمس خلفَ أسوار سُحب مختلفة الألوان، حينها صدمُ صدره صياح أبواق السماء وارتجاج الجبال مجلجلة بإعدام ممارسة البيع على الأرصفة فلاوقت للعمل إذاً,..!! ما إن تراءت السماء على سوادٍ يخفي ملامح الوجوه قبل البحث عن تفاصيل الأقدام. تهبُ النساء بإقفالِ نوافذَ منازلهن على صيحة شاحبة.. حتى تخلت المدينة عن كل شيء..إلا تلاشي ضجيج الزحام.. خرجن الأمهات يبحثن عن أطفالهن حين لم يجدنهن.. فهنالك خطأً خرج مغايراً عن النص معكراً صفوة المتجولين..نوع من الغرابة تحملُ انحرافات البشر, وعلى الفور جعلتهم يتذكرون الدعاء ورفع الكفوف نحو السماء على صمتٍ مُطبقْ..فذكرهم طيش غوايتهما التي لم تكمل عمرها ساعة واحده.. ثم تهبُ ألسنتهم بالدعاء وذكر الصلوات نحو السماء دون توقف. لهثتُ على مدىِ الريحِ الذي رماني بأحجارٍ ومختلف الأشباح البلاستيكية الأليفة.. فأصبحت مقعرة على أنفِ الطريق العام ..على امتداد أضعتُ الطرقَ عنوه.. استخفيت ما تنحته الأطراف مكابرة جارية وفمي يلهثُ بالخفاف..حدائق تعلنُ القُبح فَقدْ تبدلت الورود بعلب ألشاهي وولت بالفرار عارية نحو أرصفة الأموات , تختلط بين مدٍ وجزرٍ حتى تسقط على عنق أنثى أخذ الريح ملابسها.. وحدها المدينة تلفُ العلل تبحث عن سبل لنجاة، من بين نظرات منحرفة تراودني بإجهاد الخوف ودهشة لأحمل أنفاساً متكررة تفرز غرابة تفاوض عهداً منبعثاً في تعليق قاطع من حكم الأجداد..أحرص على ملاكمة الأوراق بكلِ ما تحمل من شرٍ..حين وجد أنه ليس في الطريق متسعٌ في الوصولِ إلى مكان آمن قبل أن تهطل السماء.. رُحت عن عُمر شديد التماسُك أبحثُ عن الحياة بكِل ما يمكن .تكررت المشاهد التهمت الإسفلت على أطلال توضع من أجل إنشاء شارع جديد لمستقبل مقبل ..يا الله الناس يحلمون بمستقبل هناء ... !! أفتح صفحات جديدة أقرأ الكتاب المقدس أدعو الله باضطراباتٍ متجانسة ما بين خوفي من غضب السماء.. وحرصي علي الحياة . انحرفتُ والجاً حارة أخيرة تنفتح الأبواب خلسة بين عيني التراب وبين أناملي فوضى من الركلات لقنينات الطريق.قطعتُ صوت التهليل حين انسجمت بصوت يلتهم كبدِي بإحساس من قلبِ السماء والسُحب ترسلُ صفير إنذار على وشك أن تَصُب أباريقها…حلقت على كتفي عجوز مسنة تتوسد عكازاً قديم فكانت تقول: ( أتوسل لكِ أيتها السماء أن تحفظي ابني في رحمتك ) رفعت جفني مبصراً والعجوز تلتهم أظافرها.. وتُريق الكبرياء بالبكاء ما إن انحدرت الأطلال راحت تعلمني دراما خاصة ورقية عالية من القراءة القرآنية معللة بعد ذلك بالبكاء والحب لابنها.. صرت متجمداً على أصابعي السفلية كالصنم ..انهمرت مُشتبك بالهم و هامتي تحضن بوابة المدينة.. كتبت بأصبُعيها السبابة بين نبيذ الغبار المتطاير من صدرها “أبني خرج ولم يعد” ثم زادت بعد صمت قصي أخذها البكاء “هل وجدته”. ارتجاجي منعني من الرد..فأخذني الصمت ..!!! تركت “ العكاز” على حزن يرتمي وجه الطريق ..ثم تركت ضفائرها تصرخ على الرصيفِِ ركضت تبين زينتها على وضوح والريح يفضح نصفها..وصوتهاً يُضاجع الصقيع..لمحتها أرنبا جبلي أو ربما أفرغت بعمرها إلى عمر خمسةَ عشرَ سنة تحت عنوان الرحمة التي تبحثها لولدها المفقود...تبتهل تنادي أيتها السماء قرةَ عيني لم يعد.. “ اللهم أحفظه في رحمتك “ ما إن توقف عن كاهل حركتها الاصطدام بالجدران تغيب في رحم الأفق ومجموعة من الأمهات يؤدين بروفة لسباق”الماراثون” الدولي والقطرات تزدحم رويداً.. رويداً على جسيمات الريحِ المحمل بالأتربة . أستدرت على الإيقاعِ المتصاعد بانسدال تأهبت الجدران على اصطحاب برودة عالية وانخفاض درجة الحرارة أقل من الصفر..أزحت عن عيني سلالات تبسط عن مقوَمَات مزمنة..أبحثُ عن أمل يُجيز لي البحثِ عن طريق أقرب للخروج من المدينةِِ, دارت عيني اتجاهات مختلفة متسمعاً أنات الجدران التي تُخاصم الكثير من التشققاتِ الأليفة وتكالب على ظهرها العديد من أكياس القمامة التي تركها السكان مُخاصمة لجمال المدينة غير مبالين بقانونِ الجمال و ممارسة العشوائية. في لحظةٍ ما أعلنت السماء حدة التجمع على تفاوض البشر لإبقاء المدينة على الأرض.. لكن السماء رفضت متحدية الجميع وأضافت بغضبٍ شديد لستُ بحاجة إلى أي مفاوضة حيث أعلنت غضبي على من يخفون الحقيقة ويوسخون الطبيعة ويحرقون الجمال بإطرافهم ومن بين فتاحتيهم المختلفة ليتركون القاذورات على الطريق.. حين كنتُ قد جاوزت الأبواب أتحاشى قطرات المطر على مدٍ بعيدٍ من المدينة وقفتُ على جبلٍِ لا يغرب عن المدينة..أدورت رأسي على مطر شديد وإعصار يفلج الأشجار حينها لم أرى سوى بحيرة ماء دون مدينة. 2007م