يا أيها الجيشُ الذي في عزمِه دكَّ القصورَ بجحفلٍ جرّارِ وبنى على سبتمبرٍ أمجادَهُ حتى أطلَّ الفجرُ في الأسحارِ إن الذين رميتَ عن أعناقِهم أغلالَها رجعوا أسودَ ضواري جَحَدوا مواقفكَ التي سَطّرتها «يوم الخميس» بأحرفٍ من نارِ نسبوا لأنفسهم هنالك ثورةً ظلماً وما كانوا من الثوارِ أمسوا نياماً عندما فجّرتَها جنَح الدجى، بالمدفع الهدّارِ ? ? ? ? لم يعرفوا عنها وما علموا بها فالبعض منهم تائهُ الأفكارِ ما بين منفيٍّ وآخر شاردٍ ومكبّلٍ في سجنه بإسارِ ومروَّعٍ خافَ الإمامَ وهاربٍ من جُوره ومُسالمٍ ومُداري فأعدتَ للشعب المفدّى حكمَه وفديته بالروحِ والإعمار ? ? ? ? حتى إذا قلّدتهم بمناصبٍ ووقفتَ ترقُبهم وراء جدارِ عملوا على تمزيقِ صفِّك لو غدا من حقدهم خبراً من الأخبارِ يتآمرون عليك في خلواتهم لولا ذكاءُ القائدِ المغوارِ قد قام منتصراً لمجدك بانياً لك قوة طالت يد الأدهارِ وبناك «كالأهرام» فوق رؤوسهم متحدياً لُمجادلٍ ومُجاري حيث التفتَّ تجد أمامَك «قلعةً» لأشاوس أو ساحةٍ لمطارِ والأرض ميدانٌ يضيق بجيشه زحفاَ كزحف الموج في التيّارِ وإذا مشيت مدرباً ومنظماً حيّاك بالأسماع والأبصارِ يحنو عليك بقلبه وبعطفه ويراك من أبنائه الأبرارِ إن جاء يوم العرض سرت كتائباً فنرى الصفوف مقاطع الأشعارٍِ أرأيت كيف بناك جيشاً زاحفاً بالانتصار مكللاً بالغارِ لك في البلاد بطولها وبعرضها أعلام نصرٍ ذائعٍ سيّارِ وغدت بك الأمثال تضرب إن دجى في الشعب ليلُ حوادثٍ وطواري فاشددْ على أزرِ «الرئيس» وقفْ له في موقف الإجلالِ والإكبارِ وانسجْ من العرفان ألف تحيةٍ «لعلي» في الآصالِ والإبكارِ واحرسْ بعزمك وحدةً يمنيةً أجرى الحياةَ بها دمُ الأحرارِ وارقبْ بإحدى مقلتيك عناصراً للانفصالِ ونمْ بعينِ يسارِ وانبذْ صحائفَهم فلم تشهدْ بها إلا شعائرَ سبةٍ وشنارِ يتكلمون بألسنٍ موبوءةٍ مغموسةٍ بمناهلِ الأقذارِ ومعارضين إذا رأوا خيراً غدا للناسِ شنّوا حملةَ استنكارِ إن قام يوماً منجزٌ ضجّوا لهُ وبكوا على الأموال والإهدارِ وإذا أطلَّ على البلاد لشعبنا عيدٌ أقاموا مأتماً في الدارِ نشأوا على حبِّ الخلافِ فإن تقلْ في البحر ملحٌ قالوا: عذبٌ جاري إن قُلْتَ: هذا الصبحُ أشرقَ نورهُ قالوا: صباحاً، دونما أنوارِ أو قُلتَ: إن الله أبدع جنّةً قالوا: نسيتَ قضاءهُ في النارِ