فائد بن صالح بن حسين بن صالح. وجيه القرن الذي عاش فيه 14ه / 20م تاريخ الميلاد 1250 ه / 1834م تاريخ الوفاة 1337 ه / 1919 م ولد ونشأ وتوفي في قرية (الغَول)، من مخلاف (ميراب)، من ناحية (مقبنة)، في بلاد (شمير)، من محافظة تعز. عارف، متصوف، وجيه، من أعيان عصره. رحل الى مدينة زبيد لطلب العلم، فتعرف هناك على اتباع الطريقة الصوفية (الشاذلية)، وتعرف على شيخها آنذاك (حسّان بن سنان) صاحب قرية (الصراهم) في ناحية (جبل حبشي)، من محافظة تعز، وقد تأثر صاحب الترجمة بالشيخ (حسان بن سنان)، وبطريقته الصوفية؛ ذلك ما جعله يبني زاوية لها عند عودته إلى قريته (الغَول)، تقام فيها مجالس الذكر، والاحتفالات بالمناسبات الدينية، وغير ذلك من التعبدات الصوفية. وبعد موت شيخه (حسان بن سنان) في قريته المذكورة؛ تنازع ابنه (محمد بن حسان بن سنان) مع بعض إخوانه على مشيخة الطريقة من بعد أبيهم تنازعًا أدّى إلى الخصومة؛ فعمل صاحب الترجمة على إطفاء جذوة الخلاف، وجاء بالشيخ (محمد بن حسان بن سنان) معه إلى قريته (الغَول)، وبنى له زاوية كان قد وعده بها، وأسكنه في بيته لمدة عامين حتى تم بناء مسكن له فانتقل إليه. وحين عمل الشيخ (محمد بن حسّان) على أن تكون له السيادة في بعض المناطق المجاورة، التي بقيت تحت حكم الأتراك (العثمانيين)، بدلاً عن تركها للإمام (يحيى بن محمد حميد الدين) أقوى المنازعين للسلطان العثماني، ساعده في ذلك صاحب الترجمة. وكان من خيرة أنصاره شجاعة وتأثيرًا، وسداد رأي، وقوة شكيمة. كان صاحب الترجمة مقبول الكلمة، نافذ الأمر لدى كل ساكني مخلاف (ميراب) لا يصدرون أمرا إلا بمشورته، ساعيًا في قضاء مصالح الناس، وفي حل خصوماتهم. بنى بجانب منزله سجنًا تأديبيًّا سجن به بعض العصاة، وله آثار خيرية منها: بناء عدد من المساجد في قريته وفي غيرها من القرى، ولا تزال تحمل اسمه حتى الآن، كما بنى معلامة (كُتّابًا)، ومقصورة وبركًا للماء، وقام بإيصال قنوات الماء إلى بعض القرى، وكلُّ ذلك لا تزال آثاره قائمة حتى اليوم، وكانت بعض المخطوطات تكتب في المساجد باسمه لطلاب العلم. دفن في قمة جبل (الشيخ) من مخلاف (ميراب)، وقد أقام الشيخ (محمد بن حسّان) على ضريحه قبّة لا تزال باقية حتى اليوم. موسوعة الأعلام