هو أحد الكتب الحديثة في مجال التنمية البشرية للكاتب المصري كريم الشاذلي.. كتاب أكثر من رائع سيجعل كل واحد منا يفكر ويحاول أن يغير حياته نحو الأفضل، التقاطاً لبعض معاني الحياة، وتسجيلاً لمواقف وصور ذات أهمية فيها.. حكمة سمعت، قرأت..شوهدت، قررنا اصطيادها خشية أن تطير، لنقدمها قرباناً لك!. من منا يستطيع العيش بلا أصدقاء وخلان وندماء؟!.. أي بهجة للحياة إن خلت من أصدقاء يشاركوننا إياها، نأنس بهم ونؤسهم ، نعطيهم ونأخذ منهم، نهب إليهم لنشكو قسوة الأيام وتقلبات الدهر.. وقد أفرد الفلاسفة والحكماء في سمات الخليل، وعددوا له صفات يجب أن يتحلى بها، قبل أن نركن إليه ونسمه بالوفاء.. لكنني أحببت أن أحذرك يا صديقي من صنف من الأصدقاء، يهبط معهم الواحد منا ولا يرتفع، ينغصون عليه حياته، ويصبغون أيامه بلون داكن قاتم كئيب. نعم.. هناك صديق قادر في جلسة واحدة على تعكير صفو أيامك بآرائه المعوجة، وتضييق صدرك بشكوكه السوداء، وخلق مساحة من التشاؤم في نفسك بقدرة عجيبة خارقة.. وهذا الصديق تعرفه بأوصاف عدة فهو كاره للبشر بصفة عامة، قد يكون ناجحاً في عمله أو غير ذلك، لكنه يقيناً أفشل الخلق في علاقاته الاجتماعية، لا يستفيد منه من يعرفه شيئاً سوى تسميم روحه بالعداء للبشر.. وسوء الظن فيهم.. وتوقع الشر قبل الخير منهم، إلى جانب تشويه القيم وإنكار فضائل الآخرين.. إننا حينما نتحدث مع أشخاص متشائمين يحدث شيء عجيب، حيث تختفي دائماً أي بوادر للأمل وتنتشر فوق الرؤوس سحب التشاؤم واليأس، ولا تجود القريحة بأي شيء من التفاؤل أو المرح أو الأفكار والخطط الجديدة المبدعة.. فاهرب من هذا الصنف يا صاحبي وابتعد عنه، وأبحث عن ذلك الصديق الذي تحلق معه في آفاق الجمال، الذي يبث فيك كل حسن،ويلهب مشاعرك دوماً بكريم طباعه وأخلاقه. أبحث عن الصديق الذي عناه الكاتب الأمريكي إيمرسون بقوله: “أنني أنشد صديقاً يحرك حماسي وتفاؤلي تجاه الحياة، ويشجعني على أن أصنع ما استطيع صنعه، ولست أريد صديقاً يثبط عزيمتي بخمود روحه ويأسه من كل شيء فأنكص عن أداء ما استطيع أداؤه لو تحليت بصفة الحماس.. ومما روي عن يوليوس قيصر أنه لم يكن يستقبل في بلاطه سوى أصحاب الوجوه الضاحكة المستبشرة، وكانت حجته في ذلك أن الابتهاج عدوى كما أن الاكتئاب عدوى كذلك. فانتقي أصدقاءك يا صاحبي، ولا تلق بنفسك في فلك امرئ متشائم، سيء الطلعة والطالع، فيضيق عليك حياتك الرحبة، ويغطي عينيك عن رؤية جمال الكون وروعته. إشراقة: ابتعد عن صغار الناس الذين يقللون من شأن طموحاتك، لأن عظماء الناس هم من سيجعلونك تشعر أنك قادر على تحقيق ما هو أكثر من طموحاتك هذه. مارك توين