قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور “ ان الاستراتجية الوطنية للصحة بما تحمله من اهداف ومضامين وسياسات تشكل رؤية متقدمة للحكومة للنهوض باوضاع القطاع الصحي على المدى القصير والمتوسط من خلال تحويلها الى خطط وبرامج تنفيذية واقعية ضمن الخطة الخمسية بما ينسجم مع الاولويات الوطنية ويعزز الحلول العلمية والواقيعة لمجمل التحديات الصحية”. واضاف في افتتاح اللقاء التشاوري الموسع حول الاستراتيجية الوطنية الصحية 2010 - 2025 إن نجاح هذه الاستراتيجية يرتكز بصورة كبيرة على مدى التناغم والتكامل في عملية التنفيذ والقيام بالادوار المحددة لكل جهة سواء على المستوى المركزي او المحلي وتسخير الامكانات المتاحة لهذا القطاع لتحقيق الغايات التي ينشدها الجميع. مؤكداً أهمية الدور الحيوي للسلطة المحلية في انجاح هذه الاستراتيجية والمشاركة الفاعلة والمسئولة في تنفيذ مكوناتها بما في ذلك عكسها في خطط التنمية المحلية لمختلف المحافظات. ولفت الدكتور مجور إلى أهمية الدور الهام المناط بالقطاعات الاخرى مثل المياه والزراعة والتعليم والاعلام والشباب والرياضة والاوقاف لدعم تنفيذ الاستراتيجية. وحث وزارة الصحة العامة والسكان على توسيع نطاق المعرفة والتعريف بالاستراتيجية من خلال اقامة ورش عمل مع كل القطاعات المعنية يتحدد فيها ادوار الوزارات في تنفيذ هذه الاستراتيجية والوصول الى آليات التنسيق بهذا الخصوص. وقدر حرص وزارة الصحة على اشراك جميع الجهات المعنية وذات العلاقة عن تنفيذ هذه الوثيقة الوطنية على المستويين المركزي والمحلي في هذا اللقاء التشاوري.. معبراً عن أمله في التفاعل الخلاق من قبل المشاركين من قيادات ومتخصصين وفنيين لاثراء الاستراتيجية بالمزيد من الافكار العلمية والعملية بما في ذلك مناقشة الادوار والمسئوليات عند التنفيذ وتحديدها على نحو واضح يعزز من التكامل ويلغي التداخل والتكرار واهدار الوقت والمال والجهد. وأشار إلى أهمية ان تعمل الوزارة على ترجمة الاستراتيجية في صورة برنامج تنفيذي قابل للتنفيذ في مختلف جوانبه وعلى كافة المستويات مع الأخذ بعين الاعتبار اهمية تكاتف الجهود الوطنية وشركاء التنمية من المانحين للسير معاً في تنفيذ هذا البرنامج..مثمناً مساندة المانحين المستمرة لبرامج التنمية الصحية في اليمن. وتابع رئيس مجلس الوزراء: ان حياة العديد من الناس اصبحت اليوم وفي كل يوم مرهونة بالنظم الصحية التي نتطلع بمسئولية حاسمة ومتواصلة لتوفيرها للناس طول حياتهم والتي تبدأ بضمان ولادة اطفال اصحاء وتنتهي بتوفير الرعاية الكريمة للمسنين الضعفاء. وأضاف “ لهذه النظم اهمية بالغة لتحقيق التطور الصحي للفرد والاسرة والمجتمع في كل مكان من وطننا الحبيب غير ان الوقوف على الوضع الصحي الراهن في اليمن يبين دقة خصائص المرحلة الراهنة وضرورة فهم المدخلات النظرية في المنهج والرؤية نحو صياغة استراتيجية وطنية ترسخ فهماً علمياً للمشكلات وتضع إطاراً علمياً لحلها بالرغم من إدراكنا حجم المخاطر الصحية في ظل مؤشرات حساسة للغاية للوضع الاقتصادي الى جانب الوضع السكاني الذي يضعنا في مفارقة التصنيف بين الدول الاقل نمواً اقتصادياً والاكثر نمواً سكانياً”. وأكد الدكتور مجور بأن الحكومة عندما تولي عملية الاستثمار في القطاع الصحي اهتماماً خاصاً انما تعي الانعكاسات الايجابية الكبيرة لهذا الاستثمار على واقع التنمية ومستقبلها ذلك ان الانسان الصحيح المعافى من المرض القادر على العطاء والانتاج هو اساس التنمية والقادر على القيام بمهامها وتحمل اعبائها. وثمن ما تم تحقيقه من مكاسب في القطاع الصحي في كافة المستويات والتي تؤكدها تحسن المؤشرات الصحية في كثير من النواحي.متمنياً أن يخرج اللقاء بالتوصيات المعززة للاستراتيجية بنسختها النهائية تمهيدا لرفعها لمجلس الوزراء للمناقشة والاقرار. ونقل رئيس مجلس الوزراء تحيات فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية للمشاركين ومباركته لاعمال هذا اللقاء الذي يرتبط بواقع ومستقبل واحدة من أهم الخدمات التي تمس حياة الانسان بصورة مباشرة وتسعى الى خيره وسعادته. وكان وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبد الكريم يحيى راصع القى كلمة اكد فيها ان الاهتمام الذي توليه القيادة السياسية برئاسة فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والحكومة وتعاون مختلف الوزارات والقطاعات ذات العلاقة ليشكل الدافع الاساسي ويحمل الوزارة باعتبار الصحة مسؤولية مشتركة وتتطلب تظافر كل الجهود وتحقيق الاسمى وهو صحة الانسان. وقال وزير الصحة : لقد بذلت وزارة الصحة العامة والسكان خلال الاعوام المنصرمة جهودا حثيثة لتحسين الواقع الصحي في الجمهورية وتعزيز برامج الرعاية الصحية الاولية وزيادة رقعة التغطية في الخدمات الصحية .. مشيرا الى انخفاض نسبة وفيات الاطفال تحت سن الخامسة من العمر ،وكذا تجاوز نسبة التغطية بخدمات الرعاية الصحية الاولية ال87 في المائة . واشار الى ان هذه النجاحات تتعامل مع الانجازات الاخرى في مجال مكافحة الامراض السائدة والمستوطنة منها الملاريا ، السل ، البلهارسيا .. مضيفا ان الوزراة بذلت جهودا في تعزيز الخدمات العلاجية والمراكز التحصصية من خلال3700 مرفق صحي في مختلف المحافظات وكذا تعزيز هذه المرافق بالتجهزات والمستلزمات الطبية ومدها بالكوادر الصحية . وأوضح الدكتور راصع انه يجرى العمل حاليا في انشأ العديد من المراكز التحصصية في مجال امراض وجراحة القلب ومراكز العلاج الأورام في مختلف المحافظات للحد من العلاج في الخارج وايجاد شبكة متكامله من الخدمات النوعية تعزز من صحة المواطنين وتفي باحتياجاتهم انسجاماً وتنفيذا للبرنامج الانتخابي لفخامة الاخ رئيس الجمهورية والذي في اطاره تم استحداث ست هيئات طبية بالاضافة الى هيئة مستشفى الثورة العام بصنعاء . وتابع وزير الصحة العامة والسكان “ ان الاستراتيجية الوطنية الصحية 2010 م - 2025م تشكل رؤيه بعيدة المدى للقطاع الصحي يمكن من خلالها تحقيق الاهداف المتمثلة في الحد والتخفيف من المراضة والوفيات وتحسين المستوى الصحي اجمالا تحقيقا للالتزامات الوطنية والدولية وفي مقدمتها الاهداف التنموية للالفية الثالثة المتعلقة بالصحة ..مستعرضا الاهداف التى اشتملت عيلها الاستراتيجية في مختلف جوانبها ومحاورها. فيما استعرض وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع التخطيط الدكتور جمال ثابت ناشر الاستراتيجية الصحية 2010 2025 بجوانبها ومحاورها المختلفة ، مشيرا الى انها لأول مرة تحتوي على رؤية ورسالة وقيم ومرتكزات لعمل وزارة الصحة العامة والسكان . وقدم مدير عام مكتب وزير الصحة العامة والسكان عضو فريق الحسابات الصحية بوزارة الصحة العامة والسكان فيصل القهالي عرضا حول الحسابات الوطنية للصحة في اليمن للاعوام 2009م 2017م ومقارنة للحسابات والانفاق الصحي على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية . وألقى ممثل المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور بلقاسم صبري كلمة أكد فيها اهتمام منظمة الصحة العالمية بالاستراتيجية الوطنية الصحية الجديدة والتي تم صياغتها انطلاقا من براهين علمية مؤكدة . ولفت صبري إلى دعم منظمة الصحة العالمية في العمل على تنفيذها وتحقيق الاهداف المرجوة منها. حضر الافتتاح عدد من الوزراء والمحافظين ووكلاء وزارة الصحة العامة والسكان ومدراء عموم الادارات والبرامج الصحية ومكاتب الصحة العامة والسكان في المحافظات وممثلي المنظمات والدول الداعمة للقطاع الصحي في الجمهورية اليمنية.