يستطيع الجميع استعمال الناموسيات المشبعة بسهولة، والجانب العملي فيها أنها ليست بحاجة إلى جهود وترتيبات كعملية الرش وغيرها. إلى ذلك أنها توفر مانع ميكانيكي يفصل الشخص عن البعوض عند استعمالها، ووجود المبيد داخل ألياف الناموسية له مفعول طارد للبعوض، فإذا لامسها قضي عليه. ومن المهم جداً إتباع المنتفعين لتعليمات وخطوات الاستعمال الصحيح للناموسية المشبعة بالمبيد مع المحافظة عليها من التلف، حيث مدة الصلاحية لهذا النوع من الناموسيات(خمس سنوات) شرط أن يتم المحافظة عليها، فهذا يعزز بلوغ الهدف المنشود ووقاية الأطفال الصغار والحوامل من الملاريا، وذلك من خلال: - تعليق الناموسية الجديدة في الظل لمدة (24ساعة) بعد استلامها مباشرة وقبل البدء باستخدامها. - إدخال أطراف الناموسية تحت الفراش، لإبقاء البعوض الناقل للملاريا خارج الناموسية. - استخدام الناموسيات المشبعة بالمبيد كل ليلة والنوم تحتها طوال فترة الليل، كون البعوض ينشط مع غروب الشمس وبداية ظلمة الليل. - تثبيت الناموسية على شكل خيمة وتجنب ملامستها للجسم أواستعمالها كلحاف إذ من الممكن أن يسبب مبيد الناموسية إحساساً بالحرقة أوالحكة على الجلد، إلا أنه ليس له تأثير خطير ولايلبث أن يزول في غضون ساعات قليلة. - المحافظة على الناموسية من المياه والأوساخ والأتربة وإبقاءها بعيدة عن عبث الأطفال. - خياطة الناموسية على الفور عند حدوث شقوق وتخزقات فيها لمنع دخول البعوض. - غسل الناموسية المشبعة بلطف بالماء الفاتر فقط برفق دون استخدام أي مواد منظفة، وذلك مرة كل ثلاثة أشهر، أي بمعدل أربع مرات في السنة الواحدة. - تجنب إشعال النار قرب الناموسية أو تركها تحت أشعة الشمس، لأن أشعة الشمس تضعف فعالية المبيدات. دور المجتمع دور المواطن في التبليغ الفوري عن الحالة المصابة بالملاريا أوحتى عند الاشتباه بحالة أو بحالات إصابة بالملاريا يمثل حجر الزاوية. كذلك المسارعة إلى طلب التشخيص والعلاج دون تأخر بالنسبة لمرضى الملاريا. وعلى الأب أو الأم ملاحظة أعراض المرض على الطفل ولو لمجرد الشك، ثم الاسراع إلى طلب التشخيص والعلاج، وإعطاء المعلومات الأساسية لأعراض الملاريا كذلك إذا لوحظ أن المرأة الحامل مصابة بالملاريا في أي مرحلة من مراحل الحمل. فالتبليغ دوره مهم وضروري لاغنى عنه، حيث لن تستطيع السلطات الصحية أن تدق أبواب المنازل للبحث عن كل مريض بالملاريا. أيضاً يجب على المريض الالتزام بأخذ وتعاطي علاج الملاريا على النحو الذي وصف له من قبل الطبيب المعالج فالمشكلة يقع فيها الكثير من مرضى الملاريا، ويعد هذا النوع من الناموسيات من وسائل الحماية الفعالة لمنع نشر عدوى الملاريا عند بلوغ نسبة تغطية تزيد على(80 %) من مجمل السكان في المناطق المستهدفة، بل وأكدت التجارب والدراسات العلمية على أهميتها وأن استخدامها أكثر فاعلية في الوقاية من الاصابة بداء الملاريا. ومنها دراسة أجريت في تايلاند توصلت إلى أن الناموسيات المشبعة بالمبيد وحدها كفيلة بوقاية (50 %) من السكان من الاصابة بالملاريا في المناطق التي تعتبر الملاريا فيها حادة بنسبة(60 %). وبينت دراسات أخرى أجريت في أفريقيا أن استخدامها يؤدي إلى خفض الوفيات بين الأطفال دون الخامسة بنسبة(19 %) يضاف إلى ذلك أنها سهلة الاستخدام من قبل أفراد المجتمع من مختلف الأعمار، وتعمل على وقايتهم من الكثير من الأمراض مثل(داء الفيل- الليشمانيا- حمى الضنك- الحميات النزفية). لماذا الحوامل والأطفال؟ جاء استهداف النساء الحوامل والأطفال دون الخامسة من العمر بالناموسيات المشبعة بالمبيد الطارد والقاتل للبعوض في مناطق انتشار الملاريا، ليس من فراغ إذ ليس لجهاز المناعة للطفل دون سن الخامسة القدرة على مقاومة المرض، فهو لم يتطور بالشكل الكافي حتى يواجه هذا المرض. بالاضافة إلى أن الأطفال الصغار يعبرون كثيراً عن معاناتهم وآلامهم فقط بالصراخ والبكاء.. والمشكلة هنا تطور المرض إلى المراحل الخطيرة في وقت قصير جداً(في أقل من 72ساعة) إذا لم يعالج المريض سريعاً وصولاً إلى المراحل المعقدة للمرض. كذلك تضعف الجهاز المناعي للأم الحامل إلى جانب حالة الوهن المصاحب للحمل.. لذلك تستهدف هاتين الفئتين(الأطفال دون سن الخامسة من العمر والنساء الحوامل) تحديداً لوضعهما الخاص وقابليتها العالية للاصابة بالملاريا والتعرض لمضاعفاتها الشديدة، وأهم هذه المضاعفات(الملاريا الدماغية – فقر الدم- الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم- التشنجات العصبية- الفشل الكلوي- الالتهاب الرئوي- إجهاض الحامل- ولادة أطفال ناقصي الوزن) ومن شأن هذه المضاعفات أن تؤدي إلى الوفاة، لاقدر الله.