بقدر ما كانت الأمطار التي هطلت على عدن وما جاورها قاسية جدا على الأهالي، بقدر ما كشفت عن قصور المؤسسة العامة للكهرباء بعدن، لاسيما في مجال الصيانة الدورية لخطوط ومحولات الشبكة، فضلا عن تحديثها. فقد عاشت عدن وما جاورها فترة انقطاع، هي الأطول، خلال السنوات الأخيرة. إذ استمر انقطاع التيار منذ حوالي الثانية والنصف فجر السبت حتى حوالي الساعة التاسعة والنصف مساءً. صحيح، أن عدن وما جاروها، لم تعش كل هذه الساعات الطويلة (19 ساعة) دفعة واحدة بدون كهرباء، فقد بدأ الفنيون حملة إصلاحات في عدد من المناطق وأعادوا التيار إليها، وأظن أن تلك الإصلاحات كانت في بعضها عشوائية، ولن أقول مزاجية، بدليل أن مؤسسات مهمة لم يعد التيار إليها إلا في الرابعة عصرا، كمثل تلفزيون عدن (اليمانية)، الذي توقف عن الإرسال لبعض الوقت بسبب أن المولدين الخاصين بالطوارئ اللذين بحوزة التلفزيون لم يتحملا التشغيل المتواصل لساعات طويلة، فقد عاد التيار هنا وهناك على مراحل منذ الساعات الأولى لنهار السبت، لاسيما بعد أن خفّ المطر، وانتشرت أطقم الصيانة تجاهد في إصلاح الأعطاب، التي كانت بالعشرات في مختلف مناطق عدن. غير أنه، وللأمانة، فكثير من هذه الأعطاب كان الأهالي مسؤولون في بعض منها أيضا، كما سنرى في صور أحد الأعطاب وهو عطب “محول الزبيِّن” على هذه الصفحة. والصور قمت بالتقاطها خلال ساعات عملية الإصلاح الثقيلة. وأعتذر سلفا، لرداءة الصور بسبب الإضاءة غير الكافية، (وسببها انقطاع الكهرباء بالطبع)، فقد كانت بطارية الكاميرا ضعيفة، وكانت تبعث وميض (فلاش) ضعيف جدا، كوني، وقبل أن أستخدمها للتصوير، استخدمتها في غرض آخر لم تُصنع من أجله البتة.. فقد اضطررت لاستخدامها كمصباح كاشف في الظلام الذي كان يحيط بي في البيت، عندما انطفأ مصباح الطوارئ الوحيد الذي كان بحوزتي، بعد أن فرغت بطاريته.