تعد منطقة الغيل من ضمن المناطق التي تندرج في إطار المكون الجغرافي لعزلة بني عمر حجرية.. مديرية الشمايتين وتقع في الجهة الغربية منها وهي منطقة نائية إلى حد كبير.. حيث إنها لاتزال تعاني أوضاعاً مؤلمة جراء ما تفتقر إليه من خدمات في جوانبها المختلفة..وبالقدر هذا.. نجد بأن المنطقة هي اليوم بحاجة ماسة إلى أكثر من أي وقت مضى للكثير من الخدمات، حتى تستطيع أن تنهض بواقعها في كافة مناحي الحياة وذلك لتتمكن من إحداث حركة على صعيد بنيانها الاجتماعي، والتنموي والثقافي بحكم أنها ظلت معزولة عن مجرى التحولات الذي شهدته وتشهده بقية مناطق العزلة بشكل عام. وعلى ضوء ذلك كان منا أن نستشف حال وواقع هذه المنطقة من خلال لقائنا بالأخ المهندس شكري علي عبدالحفيظ عضو المجلس المحلي لمديرية الشمايتين تعز لنعرف منه بشكل أوضح عن هذه المنطقة وما تعانيه من حيث خدماتها وما تفتقر إليه في الوقت الحاضر حيث قال: قبل البدء بالحديث أود الإشارة هنا إلى أن المنطقة في حد ذاتها هي زراعية بقدر ما تقع في وسط مكان مسلوب حيث تأتي إليه السيول من مناطق عديدة.. فضلاً عن كونها منطقة ذات تضاريس جبلية وعرة.. وبالرغم من هذه العوامل وما تتميز به في جوانب أخرى وخاصة من حيث واقعها الزراعي إلا أنها ظلت محرومة من الخدمات منذ المراحل الأولى وحتى الآن ويعود ذلك لبعدها عن مركز العزلة والمديرية وكذا صعوبة طرقها الوعرة وهذا ما كان عائقاً من وصول الخدمات إليها بسهولة. عوامل جغرافية وطبيعية وبالقدر هذا يمكن القول إنه نتيجة لتلك العوامل الجغرافية والظروف الطبيعية للمنطقة.. فقد جعل من أمرها أن تبقى على حالها في ظل أوضاع مزرية جراء عدم وصول الخدمات إليها أسوة بالمناطق الأخرى وإن وجدت بعض خدمات المشاريع فيها فهي لا تلبي احتياجاتها بالصورة المطلوبة لكون ما أضحت عليه من توسع كبير في عدد قراها.. وتزايد عدد سكانها عاماً بعد آخر. واقع الخدمات بالمنطقة وبالتالي إذا كان لنا أن نبين أو نشير إلى واقع خدمات هذه المنطقة فهي كالتالي: التعليم: في هذا الجانب نجد بأن المنطقة لا توجد بها سوى مدرسة واحدة حيث يدرس فيها من الصف الأول وحتى السادس ابتدائي ويعود ذلك لعدم وجود مدرسين من أبنائها بقدر أنها منطقة وعرة ونائية، مما يجعل المدرسين الذين يرسلون إليها للتدريس يعودون من حيث أتوا نظراً لصعوبة الحياة المعيشية فيها. ويواصل الأخ عضو المجلس المحلي بالشمايتين في حديثه بالقول: لذلك نحن منذ العام 1999م نتابع مكتب التربية بالمحافظة وكذا المحافظة نفسها بأن يثبتوا لنا مدرسين من أبناء المنطقة.. وخاصة حملة الشهادة الثانوية.. حيث لا يوجد لدينا أي خريج جامعي سواء من الذكور أو الإناث وهذا ما يزيد الأمور تعقيداً لعدم توفر مدرسين للصفوف الأولى بداخل المدرسة مما يكلف أولياء الأمور أعباءً كبيرة من عدم القدرة على تدريس أبنائهم في المدينة.. كما لا توجد أيضاً مدرسة قريبة من المنطقة وإن وجدت أقرب مدرسة إليها فتبعد عنها بمسافة 3ساعات مشياً على الأقدام. توجيهات لم تنفذ رغم أن هناك مذكرات من الأخ مدير مديرية الشمايتين إلى مدير مكتب التربية بالمحافظة ومنه إلى وزير التربية، باعتماد خمس درجات وظيفية لأبناء مدرسة الغيل من حملة الثانوية العامة.. إلا أنه منذ ذلك التاريخ وحتى الآن لم نحصل على أي شيء في هذا الجانب بالوقت الذي لا يوجد بالمدرسة سوى ثلاثة مدرسين فقط وهم من خارج المنطقة. الصحة: توجد لدينا وحدة صحية وقد بنيت على نفقة فاعل خير، وهو الحاج محمد علي مبارك بقدر ما يوجد بها ممرضان من أبناء المنطقة. حفر عشوائي أما ما يتعلق منطقة الغيل هي عبارة عن نهر سائل للمياه يبدأ من منطقة الصافية “البركاني” ويمر عبر العجرم باب اللازق وحتى القلعة وينتهي بمنطقة موزع ومنها إلى البحر الأحمر. وجريان هذا الوادي انخفض خلال الفترة الأخيرة بسبب الحفر العشوائي الذي يقوم به بعض المتنفذين بالمنطقة بغرض سقي شجرة القات. ويمكن الإشارة إلى أن أبناء المنطقة يعتمدون في حياتهم على جريان تلك المياه بالوادي حيث يقومون بسقي أراضيهم كما يستخدمونها لعملية الشرب في بيوتهم.. مما يسبب لهم أمراضاً كثيرة مثل: الملاريا، البلهارسيا، الفشل الكلوي، الجرب “السوداء” وغيرها. الجانب الزراعي: هذا الجانب يمثل لأبناء المنطقة أهمية كبيرة حيث يعتمدون في حياتهم المعيشية والاقتصادية على الزراعة والرعي بحكم أن المنطقة تجود بمحاصيل زراعية متعددة، كالهند “الذرة الشامية” والغرب، والدخن حيث تزرع ثلاث مرات في السنة.. إضافة إلى محاصيل الفاكهة وأهمها المانجا، والموز، والنخيل إلى جانب الليم الحامض.. فضلاً عن أنه كانت توجد أشجار للعنب إلا أنها أصيبت ببعض الأمراض مما أدى إلى انقراضها لعدم وجود مركز للإرشاد الزراعي فيها. أما ما يخص المياه فلا يوجد لدينا مشروع مياه للشرب حتى الآن بقدر أن أبناء المنطقة لايزالون يشربون من مياه الوادي المليئة بالأمراض.. ولذلك نحن نطالب الجهات المعنية بالمديرية وعلى رأسهم الأستاذ/شائف الدكام مدير عام المديرية رئيس المجلس المحلي بإيجاد مشروع مياه للمنطقة، وكذا إعادة تأهيل مشروع مياه العجرم والذي لازال واقفاً عن العمل منذ 20عاماً بسبب خلافات داخلية. دراسة لم تنفذ بعد الطريق:: كما أن الطريق لازالت دون تعبيد أو سفلتة أو رصف لها حتى اليوم وهذا ما يكلف الناس عناء كبيراً حال ما أرادوا التوجه إلى مركز المديرية بالشمايتين حيث عليهم أن يتجهوا غرباً إلى الوازعية ومنها إلى مقبنة، ومن ثم إلى تعز وفي الأخير التوجه جنوباً إلى التربة.. رغم أن هناك دراسة تم عملها سابقاً من قبل مكتب الأشغال بشأن شق طريق الغيل الوازعية بحيث تبدأ من منطقة الصافية الشمايتين، بني عمر، ومنها إلى الوازعية وبطول 25كيلومتراً إلا أن هذا الطريق لم يبدأ تنفيذه بعد ونرى أنه حال إصلاحه سيكون له أهمية كبيرة للمنطقة حيث سيربط أربع مديريات ببعضها تشمل الشمايتين، الوازعية الشمايتين، مقبنة، الشمايتين المعافر. ولذلك نحن نطالب مكتب الأشغال بالمحافظة وقيادته وفي مقدمتهم الأخ محافظ المحافظة حمود خالد الصوفي بإنزال هذا المشروع إلى حيز التنفيذ حيث والدراسة موجودة لدى الأشغال العامة. سدود وحواجز مائية كذلك الحال لا توجد لدينا سدود أو حواجز مائية رغم أن المنطقة مسلوبة وتتدفق إليها السيول أثناء موسم الأمطار.. من مناطق عديدة، تشمل تربة ذبحان، الأيفوع، الأخمور، بني حماد، البركاني، جبل جرداد، عزلة بني عمر بشكل عام وهذا ما يؤدي إلى جرف التربة والأراضي الزراعية والأشجار وغيرها. وعلى هذا نحن أحوج ما نكون حالياً لعمل سدود وحواجز مائية بالمنطقة بشأن حجز المياه وكذا الحفاظ على الأراضي الزراعية من الانجراف. ولا يخفي في ذلك بأنه كان قد تم تحديد لعمل سد في منطقة الحربانية من قبل مهندسي مكتب الزراعة بالمحافظة العام الماضي 2009م إلا أن العمل لم يبدأ لعدم وجود مبالغ مالية للدراسة وكذا التمويل لتنفيذ المشروع. الأجبان: كما أن المنطقة تشتهر بصناعة الأجبان طوال العام.. نظراً لوجود عدد كبير فيها من المواشي، كالأغنام، الماعز، والأبقار، والإبل ومنها تسوق إلى منطقة البرح، النشمة، السمسرة، والكدحة، وغيرها. الآثار توجد بالمنطقة آثار عديدة، من ضمنها، حجرة الروي، إضافة إلى آثار أخرى وهي عبارة عن نقوش حميرية وتوجد بداخل الحيود في أعالي المرتفعات الجبلية. السياحة كما أن المنطقة تعتبر من المناطق السياحية الجاذبة.. وخاصة أيام الصيف حيث توجد بها أشجار كثيفة مثل السدر، الأثل، الحيم، العلل الذي يستخدم في صناعة عمل القشب الذي يوضع على ظهر الجمال.. وكذا النخيل الذي يصنع منها الفرش والحصير والمراوح اليدوية والعزف وغيرها.. بالإضافة إلى وجود مناطق سياحية فريدة ومنها جبل الضعيف والذي يشمل على 36هيجة.. بقدر أن هذه الأماكن توجد بداخلها أنواع عديدة من الأشجار فضلاً عن الأدغال والتي لا يعرف أحد عنها. الطيور كما توجد بالمنطقة أيضاً أنواع عديدة من الطيور، وبالأخص منها الصقور والحمام والهدهد وغيرها.. فضلاً عما توجد بداخل المياه الجارية من أسماك حالية حيث يقوم أبناء المنطقة باصطيادها لغرض الأكل فقط. السكان أما بالنسبة لسكان منطقة الغيل بني عمر فيبلغ عددهم حوالي 5000نسمة وأكثر بقدر ما يتوزعون على قرى عديدة تشمل نحو 18قرية هي القلعة، النواب، الحربانية السفلى، والعليا الذنبة، توبع، عاشوا، اللصبة، باب اللازق، الحريف، المعلم، الروي، برح الصوفة، الحجفة، الملاقي.. من المعلوم بأن منطقة الغيل تقع في الركن الغربي من مديرية الشمايتين وهي تعتبر من المناطق النائية حتى الآن.. وتبعد هذه المنطقة عن مركز المدينةتعز بأكثر من 100كم وما يقارب من أربع ساعات على السيارة.