أكد المستشار السياسي لفخامة رئيس الجمهورية الدكتور عبدالكريم الإرياني ريادة الفقيد الراحل أحمد جابر عفيف كشخصية تربوية وثقافية وأدبية على المستوى الوطني بما حققه من انجازات ما زالت تنهل من خيرها الاجيال المتعاقبة.. وقال في الفعالية الاحتفالية بتجربة احمد جابر عفيف التي نظمتها جامعة صنعاء أمس إن احمد جابر عفيف علم من أعلام اليمن وابن بار من أبنائها الذين انجبتهم تهامة الخير. وتتبع المستشار السياسي الجذور الاولى لأسرة الفقيد الراحل ومشواره وأبرز المحطات في حياته وما قدمه من خدمات واسهامات في مجالات اهتماماته واشتغالاته. وقال المستشار الإرياني : منذ صباه كان احمد جابر عفيف يتحلى بالمواهب والملكات التي أهلته في مراحل دراسته ليكون طالباً مبرزاً بين اقرانه وكان بينهم القدوة التي يقتدون بها كما كان مصدر فخر لاساتذته ومعلميه فكانوا يصدرونه ليمثل مدرسته في الاعياد والمناسبات وكان هو جديراً بهذا التقدير خطابة وجرأة وفصاحة وبلاغة. وبين أنه بذلك كان في مقدمة الشباب التهامي الذين تم اختيارهم للتوجه إلى صنعاء عام 1940 للدراسة فيها وبعد سنوات قليلة اصبح اهلاً لأن ينطلق من مرحلة التعلم إلى مرحلة التعليم وقد انبرى لتولي هذه المهمة بإيمان وحماس، وعرف لذلك أنه كان استاذاً ومعلماً واباً راعياً وموجهاً صادقاً ومربياً وطنياً مخلصاً. واستطرد الدكتور عبد الكريم: كان فقيدنا المناضل احمد جابر عفيف رحمه الله ميالا لفعل الخير بنزعته الإنسانية محبا لمعالي الامور بهمته العالية مؤمنا بحبل المسؤوليات بوطنيته الصادقة، دؤوبا ومنظما في جميع اعماله واحواله بروحه الحضارية الايجابية ولذلك فإنه منذ قيام الثورة اليمنية الخالدة ما تولى مسئولية تربوية أو اقتصادية او اجتماعية إلا أداها بحقها ولا تصدى لمهمة وطنية بجهده ومالة إلا وكرس نفسه مخلصا لها” وتوقف الدكتور الإرياني عند واحد من أهم انجازات العفيف المتمثل في مؤسسة العفيف الثقافية الرائدة الذي بدأ يقدم بعض نتائجه الايجابية .. ونوه بالعمل النوعي للمؤسسة المتمثل في الموسوعة اليمنية الذي صدر في مجلدين عند طبعته الأولى عام 1992م وأربعة مجلدات عام 2003م إلى جانب كل ما أصدرته المؤسسة من كتب واصدارات ودوريات. بدوره تطرق عضو مجلس امناء مؤسسة العفيف الثقافية الدكتور حسين العمري إلى البدايات الأولى التي جمعته بالفقيد والكيفية التي تعززت بها عرى التلمذة والأخوة والصداقة والعمل المشترك بينهما، وكيف كان الموجه الأول لكثير من الشباب في بدايات تطلعاتهم ومشوارهم نحو المستقبل. وتوقف عضو مجلس الامناء عند نقطتين من حياة العفيف، الأولى حين كان سفيرا ناجحا في بيروت نهاية الستينيات وبداية السبعينيات والدور الذي لعبه في تأسيس جامعة صنعا والجهد الذي حشده من قبل دولة الكويت الشقيقة لدعم الجامعة. والثانية تأسيس وإنشاء أحمد جابر عفيف للمدينة السكنية بصنعاء وإدارته لبنك الإسكان وما حققه من نجاحاته في توليه للمهام الموكلة إليه في هذا الجانب. رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم أشار من جانبه إلى الأثر الأول الذي أحدثه العفيف بتأسيسه لجامعة صنعاء الذي تفرع منها ما بات ماثلا للعيان من كليات في مختلف التخصصات وطلاب يزيدون عن المائة ألف طالب وكوادر تدريسية مؤهلة وكفؤة. وأكد رئيس الجامعة على ضرورة السير على نهج أحمد جابر عفيف والعمل برسالته التي كانت من أجل المجتمع وتقدمه ورقي ابنائه وافراده. عميد كلية الآداب الدكتور حميد العواضي استعرض في كلمته مراحل من حياة الفقيد التي مثلت وزارة التربية والتعليم السنام الاعلى الذي تقلده خلالها . وأشار العواضي إلى تميز العفيف في المهام التي أوكلت إليه سواء في مجال التربية والتعليم أو التعليم الجامعي أو حين انتقل إلى العمل في السلك الإقتصادي ودوره في محاربة القات والتوعية باضراره ومناصرته لدور المرأة بعيدا عن التمييز.. كما ألقيت كلمة عن أسرة الفقيد من قبل نجله خالد أكدت ما أحدثه رحيل رب الاسرة احمد جابر عفيف من فراغ لا يقل عن الفراغ الذي تركه في قلوب اسرته الكبيرة على امتداد الوطن من محبيه وابنائه وتلاميذه. وعبر نجل الفقيد عن امتنان اسرة أحمد جابر لكل من أسهموا في اخراج الكتاب الخاص عن الراحل “العفيف أوراق في ذكرى الرحيل” حضر الفعالية نائبا رئيس الجامعة لشؤون الطلاب الدكتور أحمد باسرده، والدراسات العليا الدكتور حاتم الصباحي وجمع من المثقفين وعدد من اسرة الفقيد ومحبيه.