تشكل مياه المجاري خطراً “كبيراً” على المواطنين وهذا أمر لا أحد يراوده الشك فيه فمياه المجاري تعتبر المصدر الأساسي لانتشار الأمراض والأوبئة كونها تتجمع من مياه المنازل والحمامات في المنطقة التي تطفح فيها مياه المجاري وخصوصاً في المناطق المكتظة بالسكان وخاصة في مديرية الحوك وفي حارة الصبالية والحوك العليا.. حيث تنتشر المساكن الشعبية وتعد هذه المشكلة من أكثر المشاكل التي يعاني منها أبناء الحديدة فهذه المحافظة لا تمر بشارع واحد منها إلا وتجد المجاري تطفح في شوارعها وخصوصاً الشوارع الفرعية التي تقودك إلى داخل الحارات ولقد سببت هذه المجاري العديد من الأمراض للمواطنين الذين تقع منازلهم بالقرب من طفح مياه المجاري ومن تلك الأمراض مرض الحميات بأنواعها كالتيفود وحمى الضنك والملاريا وغيرها وحول هذه المشكلة التي لم يُوجد لها أي حل منذ سنوات عديدة رغم التحسينات التي أنفق عليها مليارات الريالات دون جدوى حاولنا أن نلتقي عدداً من المواطنين ونتعرف على الأضرار التي يتعرضون لها بسبب طفح المجاري أمام منازلهم. انبعاث الروائح الكريهة يقول المواطن أنور الطيب من أبناء مديرية الحوك: إن مشكلة طفح المجاري في الحديدة أصبحت تشكل مشكلة كبيرة للمواطنين حيث إنها أولاً تنبعث منها ريحة كريهة تزعج الآخرين وتعيق السير في الشوارع. ويضيف: إن المجاري في الحوك لا يمر أسبوع كامل إلا وتطفح المجاري في الشوارع والجهات المعنية لا تقوم بدورها في سحب المياه أو وضع حلول لها برغم كل المطالبات الكثيرة لكن لا حياة لمن تنادي فالجهات المعنية لا تقوم بأداء عملها على أكمل وجه. لا أحد يستجيب عصام محمد يقول: إن المجاري في المدينة أصبحت حكاية لوحدها فمنذ سنوات عديدة ونحن نطالب بإصلاح شبكة الصرف الصحي في المحافظة وتحسين هذه الخدمة لكن لا نرى أي تحسن في هذه الخدمة سوى أننا نرى المواطنين يصابون بمرض الملاريا نتيجة تجمع البعوض على المياه التي تطفح وسط الشارع وأصبحت تجد مأوى لها وطالب عصام كل من لديه مسئولية في المجاري أن يتقي الله في نفسه وينظر إلى الحال الذي يصيب أبناء المنازل المجاورة للمياه الطافحة. لا توجد حلول رغم الإمكانيات الهائلة حسن سعيد أحد المتضررين من طفح المجاري في حارته قال: إن القائمين على إدارة مؤسسة المياه لا يجدون حلولاً جذرية لمشكلة طفح المجاري على الرغم من الإمكانيات الهائلة والتي تقدمها قيادة المحافظة والدولة لمعالجة هذه المشاكل مشيرين إلى أن سبب طفح المجاري في حاراتهم هو بسبب افتقاد الكادر المؤهل لوضع التصورات الحديثة لإنشاء شبكة مجار وفق المواصفات الدولية. وأضاف بأنه يستغرب الإهمال وعدم المبالاة بحياة المواطنين من قبل مسئولي المياه والمجاري في المحافظة محذراً من مخاطر هذه الانطفاحات التي تغزو حاراتهم وبكثرة على الأطفال. أما الحاج حسن من حارة الصبالية بالحديدة فقال: نعاني منذ سنوات من مشكلة المجاري في هذا الحي الذي أطلقنا عليه اسم “حي الفقراء” نتيجة أوضاعه الصحية المتردية، حيث الروائح الكريهة والحشرات المنتشرة تقلق راحتنا وتنقل الكثير من الأمراض إلى سكان الحي، منذ تأسيس المجلس المحلي لا نسمع ولا نرى سوى خصميات في فواتير المياه والمجاري دون أن يتم إيجاد أي معالجة لهذا الحي ونحن نستغيث ونطالب بحل قضية المجاري ولكن لا نسمع إلا الوعود والحي لا زال يغرق في المجاري.. وعود وراء وعود فقط حيث نسمع عن مسئول يحضر للحي وصحفي يغادره والوضع يزداد سوءاً. الصورة أبلغ من الكلام أما المواطن بسام أحمد فقد التقيناه أمام منزله الذي تطفح بجواره المجاري فقال: أنا لن أتحدث فالصورة أبلغ من الكلام وكما ترى المياه القذرة منسابة في شوارع هذا الحي على مدار 24 ساعة بسبب طفح المجاري، وهذا طبعاً ناتج عن الوضع الصحي المتردي في الحي، وعدم وجود أي اهتمام من قبل الجهات المختصة وأنا أحملهم مسئولية صحة المواطنين. المجاري مسبب رئيسي للملاريا الدكتور أحمد حسن التقيناه وسألناه عن الأضرار التي يمكن أن تنتج جراء طفح المجاري فقال: إن مياه المجاري تحتوي على أنواع من الجراثيم والبكتيريا الضارة وتعتبر من المسببات الرئيسية لمرض الملاريا وغيرها من الأمراض فمن المعروف أن المجاري ما هي سوى مياه قذرة والبعوض يبحث عن مثل هذه الأماكن التي يتكاثر فيها ويضيف: إن الحديدة تنتشر فيها الملاريا بسبب تكاثر البعوض على المياه الطافحة، وحذر الدكتور أحمد من تجاهل هذه المشكلة وعدم وجود حلول لها من أجل الحفاظ على صحة أبناء الحديدة وقال إن أكثر الحالات التي تصل إلى مستشفيات الحديدة تجدها مصابة بالملاريا نظراً لانتشار هذا البعوض بسبب المجاري التي لا نلمس من الجهات المعنية لها أي حل. المواطن والمقاول هما السبب توجهت إلى مؤسسة المياه والمجاري بالحديدة لمعرفة أسباب طفح المجاري وما هي الحلول المتخذة والتقيت بالأخ أمين المذحجي المدير الفني بالمؤسسة والذي قال موضحاً: مؤسسة المياه والصرف الصحي بالمحافظة تواكب التطور الحديث لحل مثل هذه الإشكاليات مشيراً إلى أن المؤسسة قامت برفع الطاقة الإنتاجية للمياه حيث قامت بتجهيز أربعة آبار جديدة في حقل القطيع لتصريف مياه المجاري وأضاف بأن المؤسسة بصدد تنفيذ مشروع الخط الناقل للمياه بقطر700ملي والذي سيحل إشكاليات كثيرة لمياه الصرف الصحي.. وأضاف المذحجي: مؤسسة الصرف الصحي أوجدت قسماً للشكاوى يستقبل يومياً جميع البلاغات والشكاوى حول المياه والصرف الصحي من “انقطاعات انسدادات انطفاحات للمجاري” وأن المؤسسة تسعى جاهدة وبإمكانياتها إلى تحسين شبكة الصرف الصحي وإيجاد الحلول المناسبة. وأرجح المدير الفني سبب الطفح المتواصل للمجاري إلى سوء الاستخدام من قبل المواطنين وكذا المقاولين الذين يقومون برصف الشوارع الفرعية حيث يقومون بإزالة المخلفات داخل المجاري والمؤسسة تبذل كافة الجهود لحل مثل هذه الإشكاليات التي تصل بحسب البلاغات.. وأشار إلى أن مؤسسة المياه والصرف الصحي بصدد استيراد معدات جديدة لمواجهة طفح المجاري. وأضاف قائلاً: إن مؤسسة المياه تعد من أفضل المؤسسات في الجمهورية بموجب تقييم البنك الدولي حد قوله حيث تقوم المؤسسة بتغذية المياه على مدار24ساعة.