عرف الإنسان الفوائد الطبية للفلفل منذ القديم. وجاءت البحوث والدراسات لتؤكد ما كان وصل إليه الأولون من فوائد طبية للفلفل، وسلطت الأضواء عليها أكثر. قديما، قال ابن البيطار في الفلفل: “الفلفل الأبيض يقع في الأكحال، ويجلو الظلمة والبياض” (وهنا لا ينصح بتجربته، فلم أجد مرجعاً طبياً حديثاً ينصح بذلك). وقال فيه داود الإنطاكي: “الفلفل حار يابس يجلو الصوت، ويقطع البلغم، ويحلل السعال والربو وضيق النفس، والرياح الغليظة والمغص. وإن طُبخ مع الدهن يُذهِب الرعشة والفالج...”. ومذاق الفلفل الأسود العطري الحاد (الحريف) له تأثير منبه، فضلا عن أنه مطهر جيد للجهاز الهضمي والجهاز الدوري. وهو مضاد للأكسدة. ويؤخذ الفلفل بمفرده أو ممزوجاً مع أعشاب أخرى لتدفئة الجسم وتحسين وظيفة الهضم في حالات الغثيان، أو آلام المعدة، أو انتفاخ البطن، أو الإمساك، أو فقد الشهية. والزيت العطري المستخرج من الثمار يستخدم ضد آلام الروماتزم وآلام الأسنان وهو مطهر قوي ومضاد للجراثيم ويخفف الحمى. وإذا استعمل مع العسل والبصل فإنه يزيل الثعلبة عند دهن الشعر به، كما انه يفجر الداحس (من الوَرَم، قَرْحَة تخرج باليد). والفلفل الأسود يذكي الذاكرة، ويحرك الرغبة الجنسية (وقيل قديما أنه يحرك الرغبة الجنسية بخاصة إذا شرب مع حليب الغنم والسكر). والفلفل يؤثر تأثيرا كبيرا في الأجزاء الحية التي تلامسه مباشرة، فمسحوقه يهدىء من ألام الأسنان المسوسة وذلك بوضع مقدار من مسحوقه على السن. ويعتبر الصينيون الفلفل وصفة مميزة كأفضل مهدئ وأفضل علاج لوقف القيء. كما يستخدمونه لعلاج الإسهال والقيء الناتج من التعرض للبرد، أو الناتج عن التسمم الغذائي، أوالكوليرا (الدوزنتاريا). [email protected]