على شاطئ الأحلام اللامتناهية وقف لبرهة وقرر الإبحار.. في لهفة خلع ثيابه وأسرع باتجاه البحر.. غاصت قدماه.. ركبتاه.. أحس بنشوة تغمره.. ارتمى على المياه أخذ جسده يطفو على المياه بدلال.. رجلاه وقدماه شرعتا في التجديف.. أنهمك في السباحة.. غاص.. ابتعد عن الشاطئ.. تغلغل في البعيد.. نشاط ولذة تسكنانه.. يغوص أكثر.. وأكثر.. البحر بساط ريح يحمله ببذخ فاره. ليس ثمة أرض تلوح له.. لاشجر.. لاجبل.. البحر والسماء تصفعان عينيه أينما ذهبتا.. غادرت الشمس مكانها ظلمة حالكة تطبق على بصره. تمر أيام.. شهور.. ثيابه ملت الانتظار، شمس حارقة ورياح حارة وباردة، تلتهم ثيابه.. انقضى العام.. تبعه عام ثان.. وثالث و.. وقيل أن أحداً لم يشاهده من يومها.