فجأة أحس بالخواء والضعف يغزوان جسده, تثاقلت خطواته, تراءى له الشارع أكوام ضباب, أحس بالدوار يلتهم رأسه, وتوقف عن السير للحظات, أخذ يحاول استعادة شيءٍ من قوته لكنه أدرك بعد لحظات أن لاقدرة له على مواصلة السير, قرر العودة إلى المنزل الذي لم يكن قد (...)
شعور بالوحدة يداهمه باستمرار، ينتزع الفرحة من أعماقه، يلقيه كراهب حزين في إحدى زوايا غرفته، يمزق كل علاقة صداقة بدأ ينسجها، ويرسم العالم من حوله لوحة حالكة السواد.
مراراً كان يحاول الإفلات منه، يفر إلى أشياء كثيرة غير انه في كل مرة ما يلبث أن يجد (...)
على شاطئ الأحلام اللامتناهية وقف لبرهة وقرر الإبحار.. في لهفة خلع ثيابه وأسرع باتجاه البحر.. غاصت قدماه.. ركبتاه.. أحس بنشوة تغمره.. ارتمى على المياه أخذ جسده يطفو على المياه بدلال.. رجلاه وقدماه شرعتا في التجديف.. أنهمك في السباحة.. غاص.. ابتعد عن (...)
كالعادة يمسح ببصره الشارع العام ويتجه صوب مقهاه المفضل, يأخذ مكانه على أحد الكراسي المتناثرة على الرصيف, يطلب كوباً من الشاي, يلصق عينيه على الأرض و يغوص في شرود عميق..
تنبسط في ذهنه أيام الدراسة بحلوها ومرها...ترتسم فرحة تخرجه من الجامعة أمام (...)
يلقي الليل بحمله على قريتها المستلقية في أحضان الوادي.. كالعادة تصعد إلى سطح منزلهم العتيق تطلق العنان لنظراتها اللهفى.. تمسح الأفق المترامي أمامها.. تحدق في الطريق الممتد تجاه منزلهم.. تتركه متجهة نحو السماء.. تتأمل نجومها.. قمرها.. بساطها باهت (...)
كانت آخر مرة أغتسل فيها قبل شهر، بدأت الأوساخ تغزو ملابسه بشراهة، شعره وذقنه يضيقان الخناق على صفحة وجهه، القلق والتوتر يلازمان كل تصرفاته، صار يهذي، يصطنع الحديث مع نفسه لساعات، يصحو على إثرها متسائلاً: هل الحديث مع الذات ضرب من الجنون، وهل يوجد من (...)
يمتطى تلك الصخرة السوداء المغروسة قرب منزله، يستقبل بشغف أشعة الشمس المتأهبة للرحيل، شعور بالحزن يتسرب إلى أعماقه، ينهمك في تأمل مشهد الغروب.. يتمنى أن لا تغادر الشمس مكانها.. وأن يصبح كل بني البشر مثلها.. في عطفها وعطائها الذي لا يخالطه غرور أو (...)
يمتطى تلك الصخرة السوداء المغروسة قرب منزله، يستقبل بشغف أشعة الشمس المتأهبة للرحيل، شعور بالحزن يتسرب إلى أعماقه، ينهمك في تأمل مشهد الغروب.. يتمنى أن لا تغادر الشمس مكانها.. وأن يصبح كل بني البشر مثلها.. في عطفها وعطائها الذي لا يخالطه غرور أو (...)