نظمت منظمة التلاحم والوفاء الوطني أمس بصنعاء ندوة فكرية بعنوان “ قراءات في آثار حرب صعدة ودور منظمات المجتمع المدني في معالجتها».. وفي الندوة أكد رئيس لجنة الشئون الدستورية والقانونية بمجلس النواب علي أبو حليقه أهمية تضافر الجهود لانجاح جهود اعادة الاعمار بمحافظة صعدة وحرف سفيان ، مشيراً الى المسؤولية المشتركة بين الحكومة ومنظمات المجتمع المدني في هذا الجانب . وشدد على ضرورة تفعيل وتنسيق جهود تلك المنظمات بما يسهم في دعم جهود الحكومة لإعادة الإعمار لترسيخ الأمن والاستقرار ومعالجة الجراحات لما فيه مصلحة الوطن . من جانبه استعرض رئيس منظمة التلاحم والوفاء همدان الاكوع أهداف الندوة لتسليط الضوء على الدور الذي ينبغي لمنظمات المجتمع المدني الاضطلاع به لدعم جهود الحكومة في إعادة وبناء ما طالته يد التخريب .. ولفت الى مايمثله إسهام منظمات المجتمع المدني من استنهاض لطاقات المجتمع في إعادة الاعمار وتحقيق تنميته المستدامة، منوهاً بدور تلك المنظمات في نبذ ثقافة العنف والكراهية والاسهام الايجابي في ترسيخ الأمن والاستقرار وإشاعة ثقافة المحبة والسلام. المنظمات المدنية فيما أكدت كلمة مجلس عام تنسيق منظمات المجتمع المدني التي ألقاها المهندس عبدالرحمن العلفي ضرورة تكاتف الجهود والوقوف صفاً واحداً لاعادة الاعمار وترسيخ قيم الحب والاخاء والإبتعاد عن المناكفات والمزايدات ونبذ الاحقاد والمصالح الضيقة في سبيل تدعيم وترسيخ أمن واستقرار الوطن والنهوض به . وألقيت قصيدتان شعريتان للشاعرين خالد بحلول وصالح صايل .. عقب ذلك بدأت جلسات عمل الندوة التي عقدت تحت شعار “ من أجل مجتمع يمني أكثر إدراكاً ووعياً لآثار الحرب ، ودور منظمات المجتمع المدني في الإسهام الايجابي في إعادة البناء والإعمار وتحقيق التنمية المجتمعية المستدامة” . الظاهرة الحوثية حيث قدمت في الندوة 6 اوراق عمل أشارت الورقة الاولى بعنوان “ الظاهرة الحوثية ،الجذور الفكرية والدلالات التربوية” للدكتور احمد الدغشي الى ان المشكلة الحوثية في جوهرها ومنشئها فكرية تربوية بصرف النظر عن المآلات التي أفضت اليها تداعيات الفتنة بعد احتدام الصراع العسكري وتفاقمه وانعكاساته المختلفة . آثار الحرب فيما تطرقت الورقة الثانية بعنوان “ آثار حرب صعدة 20042010م على المستويين التنموي والاقتصادي “ للدكتور علي حمود الفقيه الى ماسببته حروب صعدة الستة من قتل وجرح واعاقات مستمرة وخراب للأراضي الزراعية وممتلكات الناس ودمار للقرى والمدن والمباني الحكومية ومساكن المواطنين المحليين مما خلف مشاكل عديدة وخسائر بمليارات الدولارات.. واستعرضت ورقة العمل الثالثة بعنوان “ الآثر النفسي والصحي للحرب في صعدة “ للدكتور عبدالصمد الحكيمي المعاناة النفسية والصحية التي يعانيها ابناء المحافظة وكل من يطاله الحرب .. واكدت ورقة العمل الرابعة بعنوان “ تحقيق الاندماج الثقافي لمحافظة صعدة والمحافظات الاخرى” للدكتور عبدالله معمر على اهمية تحقيق الإندماج الثقافي لابناء محافظة صعدة والمحافظات الاخرى التي تعاني الاحتقانات والاضطرابات السياسية ، مشيرةً الى اهمية الدور الذي يجب ان تضطلع به وسائل الاعلام المحلية بالمحافظات والعمومية في تحقيق ذلك الاندماج.. وتناولت ورقة العمل الخامسة بعنوان (الآثار السياسية للحروب الداخلية “ حرب صعدة نموذجاً ) ليحيى العنتري دور منظمات المجتمع المدني للحد من آثار هذه الحرب وما تفرزه من آثار سلبية سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية تطال جوهر الدولة واسسها رأسياً وافقياً ، لافتةً الى ضرورة تعزيز قيم الوحدة الداخلية في الدولة عن طريق اعتماد برامج تستهدف صهر تعدد مصادر الانتماءات الفرعية في بوتقة انتماء عام يمثل الارادة القومية للمجتمع في كيان سياسي معبر عنه بثوابت قيمية تمثل القيمة الاسمى لبناء الشخصية. وتطرقت ورقة العمل الاخيرة بعنوان “ الآثار الثأرية للحرب على النسيج الاجتماعي “ لعبدالقادر الدبعي الى تنامي ظاهرة الثأر في المجتمع اليمني مشيرةً الى ان هذه الظاهرة ليست مقتصرة على مجتمع او أمة بغيرها وانما هي وليدة مرحلة تاريخية مرت بها البشرية بشكل عام واضمحلت او اختفت بظهور الدولة المدنية التي تجعل من الدستور والقانون المنظم والحامي لحياة المجتمع بصفة عامة وبدرجة متساوية لكل مواطنيها. تكريم أيوب طارش والمحضار وعلى هامش الندوة كرمت المنظمة الفنان الكبير أيوب طارش عبسي، تقديراً لابداعاته الفنية التي تغنت للحب والوطن والثورة والوحدة وكل ماهو جميل كما كرمت الشاعر حسين المحضار ومدير عام المستشفى العسكري بصنعاء وعدد من رجال المال والاعمال المغتربين تقديراً لإسهاماتهم في جهود إعادة الاعمار وادوارهم الوطنية. وأعرب الفنان ايوب طارش وحسين باحنحن في كلمتيهما عن المكرمين عن شكرهما وتقديرهما للمنظمة ، مشيرين الى واجب الجميع في خدمة الوطن.