قال وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال الجبري: إن المؤسسات التعليمية باتت تواجه تحدياً كبيراً في توفير مخرجات تلبي متطلبات سوق العمل في ظل التطورات المتلاحقة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. وأضاف وزير الاتصالات في كلمته أمس في افتتاح ندوة شركات الاتصالات ودورها في تأهيل طلاب الاتصالات لسوق العمل بجامعة صنعاء أن ذلك لن يتحقق إلا بتوافق مخرجات المؤسسات التعليمية مع متطلبات سوق العمل خاصة الجامعات وكليات المجتمع في الساحة المحلية وإيلاء هذه القضية الاهتمام المناسب والتخطيط بعيد المدى لمخرجات التعليم وفق رؤية واضحة ومتكاملة. وشدد الجبري في الندوة التي نظمها مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي وكلية الهندسة بالجامعة بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالسلام الجوفي، على ضرورة تقييم وضع المؤسسات التعليمية المتخصصة في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات ومتطلبات تطويرها في إطار التصدي للإشكالية الناجمة عن التطور المتسارع في هذا المجال، بما يحقق ردم الهوة الحاصلة في سوق العمل والاستفادة من الفرص والإمكانيات المتاحة. واستعرض جهود الوزارة في تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن باعتبارها الجهة المشرفة على هذا القطاع في الدولة وتنفيذ المشاريع لمواكبة التطورات في هذا المجال..مؤكداً استعداد الوزارة المشاركة مع مؤسسات التعليم العالي والفني وقطاع الأعمال والجهات المعنية في تقديم حلول ومعالجات مناسبة وإعداد الخطط والبرامج التنفيذية اللازمة لذلك. بدوره ربط رئيس جامعة صنعاء الدكتور خالد طميم نجاح القطاع الخاص في هذا المجال بالمؤسسات الأكاديمية والتخصصات الدقيقة التي توفرها لتدريس الطلاب وتزويدهم بالمهارات والمعارف المطلوبة لخوض سوق العمل في هذا المجال.. وأكد استعداد الجامعة للمشاركة الفاعلة وتوفير الكوادر المتخصصة انطلاقاً من دراسات تراعي متطلبات السوق واحتياجاته لتحقيق الوصول إلى ضمان الجودة في المنتجات والتسويق. ولفت الدكتور طميم إلى أن الجامعة وكلية الهندسة على وجه الخصوص تعكف حالياً على تطوير المناهج ومتطلبات التطبيق العملي بما فيها تطوير المعامل .. مؤكداً حاجة الجامعة إلى التعاون مع شركات الاتصالات في هذا الجانب. من جانبه أشار عميد كلية الهندسة الدكتور حسان عبدالمغني إلى ضرورة خروج الندوة بتوصيات لتفعيل التعاون بين الكلية وشركات الاتصالات وتشكيل لجنة لتفعيل هذا التعاون، وبما يعود بالنفع على التأهيل العملي للطلاب في مختلف التخصصات الهندسية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات. فيما أشار رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر إلى أن الندوة تهدف لبلورة مشروع الشراكة للمساهمة في تأهيل طلاب الاتصالات بالكلية والارتقاء بالعملية التعليمية من كافة جوانبها. وأضح أن أوراق العمل المقدمة للندوة تشخص واقع تعليم الاتصالات في اليمن، وجوانب القصور وتضع المشاركين أمام جوانب النقص في المخرجات وتحاول الإجابة على تساؤل محوري حول المخرجات المطلوب توفيرها في المستقبل. فيما دعا نائب المدير التنفيذي لشركة (إم تي إن) علي عبدالوارث وانطلاقاً من إيمان الشركة بالمسؤولية الاجتماعية للقطاع الخاص إلى إزالة الحدود التقليدية بين القطاعين الحكومي والخاص، لتكون الشراكة بينهما من أهم الركائز المحققة للنمو والازدهار. واستعرض ما تنفذه الشركة من برامج لتدريب الطلاب منها برنامج تدريب سنوي ل50 من طلاب الاتصالات في كليات الهندسة من الجامعات الحكومية والأهلية. واعتبر مسئول الإعلام والعلاقات في شركة (يمن موبايل) عبد الرحمن الزيادي التطور في مجال الاتصالات من أهم مظاهر الرقي لدول العالم، ما يحتم على شركات الاتصالات لعب دور محوري في تحديث الأنظمة وتطوير الخدمات المقدمة للمجتمع في هذا المجال.. وأكد حرص يمن موبايل على تدريب الطلاب للاستفادة من الأنظمة المتوفرة لدى الشركة ..لافتاً إلى أن الشركة تقوم باستقبال الطلاب من مختلف المستويات والتخصصات التقنية للتدريب بصورة منتظمة. وناقش المشاركون في جلستي عمل برئاسة عميد كلية الهندسة الدكتور حسان عبد المغني والدكتور محمد العلفي أوراق عمل تناولت واقع تعليم الاتصالات وتقنية المعلومات في اليمن من قبل الدكتور علي مانع الصيح من قسم الهندسة الكهربائية بالجامعة. كما تضمنت الأوراق المخرجات التي يتطلبها سوق الاتصالات في اليمن من قبل أسعد شجاع الدين وورقة عمل بعنوان نحو استراتيجية متكاملة لتدريب طلبة قسم الهندسة الكهربائية شعبة الاتصالات بكلية الهندسة بالجامعة «الواقع والطموح» للمهندس عبدالسلام الخليدي الأستاذ المساعد بكلية الهندسة. وقربت الأوراق واقع السوق اليمني ومتطلباته من الكوادر المتخصصة والمؤهلة في مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات والسبل الكفيلة بالنهوض بواقع التعليم الجامعي لضمان توافق المخرجات مع الطلب في المجالات التقنية والاتصالات. وأثريت الندوة بمناقشات وملاحظات الحضور من خبراء اتصال وأكاديميين وباحثين ومتخصصين وطلاب.
