قالت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات أنها إنتهت من تجهيز أول أطلس للصور الفضائية للجمهورية اليمنية،ليكون مرجعاً هاماً للباحثين والمتخصصين.. وأوضح وزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس كمال حسين الجبري في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن أهمية الاطلس تكمن في كونه يمثل قاعدة بيانات توفر كافة المعلومات في مختلف المجالات التطبيقية بما يمكن صانعي القرار في الجهات الحكومية على إتخاذ القرار السليم في مجال البنية التحتية.. وأضاف .. أنه يمكن الإستفادة من الأطلس دراسة وتقييم الموارد والحد من الكوارث الطبيعية، عبر تقنية الاستشعار عن بعد وبإستخدام الصور الفضائية كون اليمن يعاني من شحة الموارد الطبيعية وفي مقدمتها المياه. وأشار وزير الإتصالات إلى أن الأطلس الذي يمثل ثمرة للتعاون بين المركز اليمني للاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية والجهات الحكومية سيكون في متناول جميع الجهات والمهتمين خلال الفترة القليلة القادمة.. وأشاد بجهود العاملين في المركز والشركة المنفذة وكذلك جهود كافة وزارات وهيئات وقطاعات الدولة المختلفة والأشخاص الذين أسهموا في توفير البيانات والمعلومات .. من جانبه اشار رئيس المركز اليمني للاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية المهندس عبدالرحمن قاسم المصباحي الى أن التطور المتسارع لتقنيات الاستشعار عن بُعد يفتح آفاقاً واسعة وتوجهاً علمياً جديداً في دراسة الموارد الطبيعية من خلال التطبيقات المتنوعة لمختلف الموارد وإعطاء الحلول للعديد من المشاكل المرافقة للتطور الحضري والعمراني وكذلك في مجالات التغيرات البيئية.. وأضاف في تصريح مماثل أن مشروع الاطلس الذي يعد الأول من نوعه في اليمن يحتوي على العديد من المرئيات الفضائية لأهم الأقمار الصناعية والتي تغطي جميع أراضي وجزر الجمهورية والتي من خلالها يغطي الأطلس الشروحات لما يمكن تفسيره وجمعه من المعلومات والبيانات الهامة عن مختلف مناطق الجمهورية.. وأوضح رئيس المركز أن الاطلس يبرز مجمل التطبيقات والمعلومات عن مختلف مناطق اليمن والمتوفرة لدى قطاعات الدولة وهو ما سيشكل مرجعية هامة الهادف منها إيجاد نواه لإنشاء حاوية بيانات وطنية وتطويرها .. واعتبر الاطلس مصدراً رئيسياً للبيانات والمعلومات المشتقه من الصور الفضائية التي تمكن المركز من استخدامها في مجالات شتى منها معالجة مواضيع بيئية وإقليمية حيوية لحماية البيئة من التلوث ومقاومة التصحر واثر الجفاف وإرتفاع درجة الحرارة وتحرك الكثبان الرملية وتآكل الشواطئ وتلوث المياه كما سيساعد في عدة مجالات اخرى مثل الاستكشافات النفطية والمعدنية والتعرف على المناطق الأثرية والسياحية.. واشار إلى أنه سيساعد الجهات الحكومية والباحثين على دراسة تلك الظواهر وإيجاد الحلول الناجعة للمشاكل الناتجة عنها.. ولفت إلى أنه يجمع بين المعرفة والخبرة وهو ما يمثل جزءاً من نقل التكنولوجيا المتعلقة بملاحظة الارض من الفضاء. وقال المهندس المصباحي "يمكن استخدام هذا الاطلس كمادة تعليمية أساسية في المدارس الثانوية والجامعات ومعاهد التعليم العالي وسوف يساعد إجمالاً عموم القراء على فهم بلدهم بصوره أفضل".. وبين أن الاطلس الذي نفذته شركة جيوسبيس النمساوية بمشاركة المركز اليمني للاستشعار عن بعد، سيعد أساساً مرجعياً يُعول عليه مستقبلاً إصدار أطالس علمية متخصصة أخرى كما أنه إضافة علمية إلى المكتبة اليمنية و مرجع علمي هام لمختلف التطبيقات بالنسبة للمراكز البحثية والعلمية والجامعات. وأضاف .. كما يمكن الاعتماد عليه لإعداد مشاريع علمية متخصصة في المجالات المختلفة كالزراعة،والمياه،والجيولوجيا،والسياحة، فضلا عن إعطائه تصوراً للمراكز العلمية والجامعات عن أهمية استخدام تقنية الاستشعار عن بعد في التطبيقات المختلفة.. ويحتوي مشروع أطلس الصور الفضائية للجمهورية اليمنية على ثلاث مكونات رئيسية وهي كتاب الأطلس، أقراص مدمجة - دي في دي - وصورة حائطية فضائية للجمهورية اليمنية.. ولفت الى أن الجزء الاول من الفصل الاول من كتاب الاطلس يحتوي على صور فضائية للكرة الأرضية توضح موقع اليمن على الكرة الأرضية وفي العالم الإسلامي وصور فضائية تجميعية لليمن، بينما يستعرض الجزء الثاني من هذا الفصل تاريخ الخرائط في اليمن ابتداء من خريطة الإدريسي التي تم إنتاجها قبل حوالي 800 عام ومروراً بإنتاج الخرائط الطبوغرافية ذات المقاييس المختلفة والتي تعود إلى ما قبل الوحدة ووصولاً إلى استعراض نماذج من مشروع الخارطة الرقمية الموحدة للجمهورية الذي يقوم المركز اليمني للاستشعار عن بعد باستكمال مراحله الأخيرة.. وتمثل الخارطة الرقمية نقلة نوعية مقارنة بما هو متوفر من خرائط للجمهورية اليمنية كونها رقمية يمكن التعامل معها وتحديثها بسهولة وهو ما يجعلها تمثل الأساس لبناء حاوية بيانات مكانية للجمهورية اليمنيةفيما يشمل الفصل الثاني جغرافيا اليمن، حيث يحتوي على خرائط غرضية ومعلومات شاملة عن الجمهورية اليمنية في شتى المجالات، وقد تم إسقاط البيانات المختلفة على خريطة أساس مكونة من صور فضائية تجميعية للجمهورية اليمنية من القمر الصناعي لاندسات لتعطي تصوراً عن مدى العلاقة بين مظاهر سطح الأرض الظاهرة على الصورة الفضائية والمعلومات المتوفرة في مختلف التطبيقات. . فيما يتناول الفصل الثالث: خرائط الصور الفضائية لليمن 1:500000 حيث تم تقسيم خريطة الأساس الفضائية لليمن إلى 25 خريطة فضائية بمقياس 1:500000 حيث توضح كل خريطة بشكل تفصيلي التنوع الجغرافي والتضاريسي التي تمتاز به الجمهورية اليمنية من مرتفعات جبلية، أودية، هضاب، صحاري، مناطق ساحلية وجزر على طول البحر الأحمر والبحر العربي.. واحتوى الفصل الرابع على مدن اليمن الرئيسية من خلال صور فضائية ذات دقة وضوح مكانية عالية (1-0.6 متر) لخمس مدن يمنية رئيسية وهي: صنعاء، عدن، المكلا، تعز والحديدة. ومن خلال هذه الصور الفضائية يمكن التعرف على أهم المعالم ومدى التوسع العمراني لهذه المدن.. ولفت رئيس المركز المهندس المصباحي إن الصور الفضائية في هذا الفصل مزودة بلغتين العربية والانجليزية وصور فتوغرافية لبعض معالم المدن الرئيسية وبالتالي يمكن المقارنة بين المعالم المختلفة من خلال الصور الفضائية والصور الفتواغرافية حيث إن الصور الفضائية تعطي لنا نظرة مختلفة من الأعلى. ويشمل الفصل الخامس على المناظر الطبيعية من خلال استعراض حالات دراسية أكثر تفصيلاً مما سبق لتطبيقات مختلفة في مناطق مختارة في اليمن وذلك لتوضيح أهمية استخدام تقنية الاستشعار عن بعد في مختلف المجالات. . وقال " إن الأقراص المدمجة / دي في دي / التي تعد إحدى مخرجات مشروع أطلس الصور الفضائية للجمهورية اليمنية تحتوي في كل قرص منها على منظر ثلاثي الأبعاد للجمهورية اليمنية يعتمد على صورة القمر الصناعي التجميعية لاندسات مشتقة من نموذج ارتفاع رقمي، يمكن للمستخدم من خلال المنظر ثلاثي الأبعاد الطيران فوق أراضي الجمهورية اليمنية والتكبير لرؤية التفاصيل خصوصاً في المدن الرئيسية، ويحتوي المنظر ثلاثي الأبعاد على المسميات الجغرافية الرئيسية وإمكانية البحث عن أي معلم طبيعي. ويشمل الاطلس ايضا على صورة حائطية فضائية للجمهورية اليمنية عبارة عن صورة حائطية فضائية تجميعية من القمر الصناعي لاندسات حيث يصل عرضها إلى 3 امتار وطولها 6 امتار مصنوعة من مادة مقاومة للحرارة والرطوبة. و تمثل هذه الصورة الفضائية خريطة الأساس التي تم استخدامها في العديد من مواضيع الأطلس وتم إسقاط عليها مختلف البيانات حيث تحتوي على الحدود الدولية للجمهورية اليمنية وحدود المحافظات بالإضافة إلى أسماء عواصم المحافظات.