إليك أنت..؛لأنك إنسان رائع، وأنت لا تعلم لا أبالغ إن قلت أنه بإمكان الإنسان أن يشعر بوجود شيئ ما خلف قفصه الصدري ينبض ويتحرك، لأجل السلام والحب والتعاون وكل جميل، فيكون قادراً على التعامل مع كل مايحيط به بكل حب.. ذاك الشعور يجعل الإنسان محباً للحياة، لا يرى فيها إلا الجميل، فينسى همومه ولا يفكر إلا في يومه، ونظرته للمستقبل أجمل، مدركاً أن هناك رباً إلى جانبه، يتولى عنايته ورعايته، وأن هناك أُناساً سخرهم الله؛ ليكونوا سنداً وعوناً لنا وقت حاجتنا.. لا تخف.. إن شعرت يوماً بتدفق عاطفي، تجاه أهلك أو أصدقائك أو مجتمعك بعامته ،فلا تخف من ذاك الشعور.. لأنه ذاتك الحقيقية.. لو تعلم أيها الإنسان كم أنت رائع، فقط أنت بحاجة لتكون أكثر بساطة، وأكثر روحانية وثقة بنفسك، وكثير الرضا بما أنت عليه.. لو تجرب فقط أن تحب الناس، وتمتلك روحك فتكون متسامحاً محباً للحياة حولك.. لو تجرب أيها الإنسان فتكون معطاء، تحب الخير للجميع حولك، وتعمل على إسعادهم فتكون سعيداً.. لو تستطيع أيها الإنسان أن تتحدى الظروف القاهرة بوحي ملائكي، وتستقبلها بوجه مبتسم، لما تكدرت يوماً ولكنت أسعد الناس.. لا تنزعج إن وجدت أحدهم يسخر منك أو يصرخ في وجهك، _مهما كنت فاعلاً_ وقابل فعله ذاك بابتسامة من الداخل، يرافقها صمت أو كلام طيب، واستمتع حين تتخيل الصمت أو الكلام الطيب، يمسك أحدهما يد الآخر ماضيان في هذه الحياة.. جرب لو تتحدث بصوت خافت وبكلمات منتقاة، وأحب الحياة كثيراٍ وأحسن إلى كل ما فيها.. امنح نفسك فرصة لتستمتع بالحياة، فلا تقصر في أداء واجب؛ لأنك ستعيش خالي الذهن من كل مايبعث على الكآبة، وستجد نفسك في متسع _لا يحويه أفق_من الصفاء.. انتبه.. ولا تدع فطرتك السوية تتعارض والسلوك السلبي المكتسب؛ لأنه يقود إلى المصاعب ويخلف الأسى.. جرب أن تضحك من الداخل، وحاول أن تشعر بقلبك يضحك، واحذر الضحك من مجرد الشفتين.. احذر.. أن توظف كلمات الاحترام، فتضعها في غير موضعها؛ بغية الوصول على ماهو أدنى، لأنها تحط من قدرك.. ماذا لو كنا مثل الرسول في الحب والتسامح والعطف والتعاون, وماذا لو شعرنا أن الله بقربنا يستمع إلينا أنَّا شئنا، ويعطينا دون مقابل.. جرب فقط أن تعمل خيراً لأجل الله، وتدعوه أن يدفع عنك ضرراً، شريطة الإيقان الأكيد.. لا تقلق ..طالما أنت حراً في تعاملك، وصائباً في فكرك، ونقياً في داخلك، وعلى خلق في سلوكك، وصاحب قلب لا يحمل أي حقد أو حسد.. تذكر أن ما يمضي من عمرك ليس بعمرك الحقيقي، فعمرك الحقيقي _كما يقولون_ هو الذي عشته سعيداً.. تعامل مع نفسك من جديد كما لو كنت مولوداً حديثاً، وانظر إن كنت ستتأذى من الصوت المرتفع أو من الكلام البذيء الخشن، وستعلم إن كنت حقيقة إنسان خير أم شر.. تذكر أنك مسؤول عن تصرفاتك ، ومبدأ العقاب والثواب لن يتم تطبيقه عليك ورفيقك _مثلا_ ، فأنت من تزيد رصيدك بالحسنات إن كنت إنسان خير.. أنت أيها الإنسان بحق رائع رائع.. وحرام أن تعيش على غير فطرتك، فأنت مجبول أن تعيش وتتعامل كإنسان.. فكن رائعاً.. لترى الوجود رائعاً.