أدانت أحزاب وتنظيمات سياسية ومنظمات مجتمع مدني واستنكرت بشدة العمل الإرهابي الذي نفذه انتحاري صباح أمس مستهدفاً سيارة السفير البريطاني بصنعاء تيم تورلوت أثناء مروره جوار حديقة برلين بأمانة العاصمة . وفي هذا الصدد اعتبر المؤتمر الشعبي العام في بيان أصدره أمس أن تنفيذ هذا العمل الإرهابي الإجرامي الجبان - الذي تشير المعلومات الأولية إلى أنه يحمل بصمات القاعدة - يعد انعكاساً للحالة التي باتت تعيشها العناصر الإرهابية جراء الضربات الاستباقية الناجحة التي وجهتها إليها الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية والتي أسفرت عن مصرع عدد كبير من قيادات الإرهاب،والقبض على عدد آخر منهم. وقال المؤتمر في البيان: إن المؤتمر وهو يدين هذا العمل الإرهابي بشدة ليؤكد ضرورة تضافر الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة آفة الإرهاب التي لا تهدد أمن وسلامة المجتمع فحسب بل وتسيء لمبادىء الدين الإسلامي الحنيف التي يتم تحريفها عبر الأفكار الضالة والمريضة لهذه العناصر الإرهابية، فضلاًَ عن آثاره الكارثية على الاقتصاد الوطني، ونتائجه السلبية في تشويه سمعة وصورة اليمن أمام الرأي العام العالمي. وأكد البيان وقوف المؤتمر الشعبي العام الكامل مع أجهزة الدولة في مواجهتها لعناصر الإرهاب، مطالباً أجهزة الأمن بالاستمرار وتكثيف عملياتها الاستباقية ضد عناصر الإرهاب أينما كانت وفي أي مكان وجدت حتى يتم القضاء على هذه الآفة واستئصالها بشكل نهائي . ودعا المؤتمر الشعبي العام كافة الأحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في اليمن إلى إدانة مثل هذه الأعمال الإرهابية جملة وتفصيلاً، والقيام بواجبها في توعية المواطنين وفي المقدمة شريحة الشباب بخطورة الأفكار المنحرفة وما تسببه من أضرار على الأمن والاستقرار والاقتصاد الوطني، محذراً من استمراء البعض في نشر ثقافة الكراهية وتبرير أعمال التخريب والفوضى وتوفير الغطاء الإعلامي والسياسي لتلك الأعمال، وما ينجم عنها من تشجيع لعناصر الإرهاب والتخريب من القيام بأعمالها الإجرامية التي تعود عواقبها على المجتمع . كما دعا المؤتمر كافة جماهير الشعب اليمني وأولياء الأمور إلى القيام بدورهم في مساندة أجهزة الأمن والإبلاغ عن أية معلومات من شأنها المساعدة في ضرب أوكار وعناصر الإرهاب وكذا تحمل مسئولياتهم في تربية أبنائهم على قيم الدين الإسلامي الحنيف والمتمثلة بالوسطية والاعتدال والتسامح ونبذ الغلو والتطرف،وعدم تركهم لعناصر الإرهاب التي تغرر بهم وتحولهم إلى قنابل بشرية في سبيل تحقيق أفكارها المنحرفة البعيدة عن قيم الدين الإسلامي وأخلاق وثقافة وعادات وتقاليد المجتمع اليمني. وفي ذات الإطار ندد حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) بشدة بهذه العملية الانتحارية الإرهابية . وأكد الحزب في بيان أصدره أمس أن هذا الفعل الإرهابي تجرّمه تعاليم ديننا الإسلامي السمح وأخلاق مجتمعنا وقيمه وأعرافه، مجدداً التأكيد أن هذه الأفعال الإرهابية المتطرفة هي دخيلة على عقيدتنا وثقافة مجتمعنا النابذة لمختلف صنوف التفجير والتدمير واستباحة الدماء والأرواح . وقال : إن التطرف باسم الدين هو وافد وطارىء في اليمن ولا توجد له أي جذور في تاريخنا.. بل إن الاعتدال في المفاهيم والسماحة والمودة والقدرة على التعامل والتعايش مع الغير هي السمات الأبرز التي تحلى بها علماؤنا عبر التاريخ وهي السمات لطبيعة شعبنا.. وعبّر حزب رابطة أبناء اليمن (رأي) في ختام البيان عن ثقته في أن هذا العمل الإرهابي المدان لن يؤثر على العلاقات اليمنية - البريطانية وأن الأصدقاء البريطانيين سيواصلون دعمهم لليمن لتجاوز التحديات التي يواجهها على النحو المجسد لحاجات شعبنا اليمني في الاستقرار والنماء والنهوض الشامل. إلى ذلك أدانت منظمة «اليمن أولاً» بشدة التفجير الانتحاري الفاشل الذي استهدف موكب السفير البريطاني في صنعاء أمس الإثنين . وقال بيان صادر عن المنظمة :إن هذا العمل الإرهابي الجبان يمثل جريمة شنعاء بحق اليمن واليمنيين ويتنافى مع كل القيم والمبادىء الدينية والأخلاقية لشعبنا اليمني الكريم. وفي حين أشادت منظمة «اليمن أولاً» بالعمليات البطولية والنوعية التي قامت وتقوم بها الجهات الأمنية لتتبع العناصر الإرهابية وتوجيه الضربات الاستباقية لها في أوكارها، لما لذلك من دور في تعزيز أمن الوطن وسلامته .. أكدت في ذات الوقت ضرورة مواصلة رجال الأمن لجهودهم في سبيل التصدي لأعداء الوطن وتطهيره من براثن الإرهاب والتطرف ولكل من يستهدف أمن الوطن واستقراره وسلامته ومصالحه. وأهابت المنظمة في البيان بوسائل الإعلام والثقافة وأصحاب الفضيلة والعلماء وكل المثقفين والمستنيرين في المجتمع القيام بدورهم الإرشادي والتوعوي والتوجيهي لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية ومرتكبيها وتضييق الخناق عليهم من خلال نشر التوعية الصحيحة بمخاطر الإرهاب والتطرف وإبراز ونشر مبادىء وقيم ديننا الإسلامي الحنيف في أوساط المجتمع وإيضاح حرمة استهداف الأبرياء من المواطنين أو المستأمنين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم في بلاد المسلمين أو الإساءة إليهم أو التعرض لهم بأي أذى؛ كون ذلك يحرمه ويجرّمه كتاب الله وسنة رسوله وشريعتنا الإسلامية السمحاء والقوانين النافذة فضلاً عن كونه يتنافى مع أخلاقيات شعبنا وقيمه الفاضلة والنبيلة. كما أهابت المنظمة بالإخوة المواطنين وفي مقدمتهم أعضاء منظمة «اليمن أولاً» بالتعاون المستمر مع الأجهزة الأمنية والإدلاء بأية معلومات أو بيانات تفيد هذه الأجهزة عن وجود أية محاولات أو أشخاص مشتبهين من العناصر الإرهابية والمتطرفة في الأحياء والحارات والقرى والمدن لما فيه الحفاظ على أمن الوطن واستقرار وسكينته ومصالحه . وأكدت المنظمة وقوفها ودعمها لكافة الإجراءات الأمنية التي تتخذها الأجهزة الأمنية في متابعة كافة الجناة والخارجين عن القانون الذين يستهدفون النيل من أمن الوطن واستقراره ووحدته الوطنية .. مطالبة الجميع في الوطن بالتعاون مع أجهزة الأمن لما فيه الحفاظ على دعائم الأمن وسلامة الوطن وأن يجعلوا «اليمن أولاً» ومصالحه فوق كل اعتبار.