وجه مشاركون في القافلة البحرية لإغاثة غزة (أسطول الحرية) أمس الخميس رسالة إلى المجتمع الدولي بضرورة كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة وألّا شيء سيثني الأسطول عن بلوغ هدفه. وقال عدد من ممثلي الوفود المشاركة في مهرجان خطابي مساء أمس: إن هدف الأسطول هو الانتصار لكل المبادىء السامية والدينية وحماية الكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني المحاصر في فلسطين كلها، فالقضية ليست غزة فحسب بل هي قضية ظلم سياسي. وأكدوا أنه آن للعالم أن يكسر الصمت الرهيب تجاه الممارسات الإسرائيلية غير الإنسانية في حق الشعب الفلسطيني وأن للحصار الجائر على قطاع غزة أن يتقلص وآن لأكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني في ذلك القطاع أن يعيشوا أحرارا وأن يتواصلوا مع العالم ويؤدوا فرائضهم وشعائرهم الدينية المفروضة عليهم خارج فلسطين. وأشاروا إلى أن انسحاب إسرائيل من قطاع غزة قبل سنوات ما هو إلا ادعاءات يطلقها النظام الصهيوني مبينين أن القطاع يعيش حالة من الاحتلال غير المباشر لاسيما مع تضييق الخناق على الشعب هناك براً وبحراً وجواً. وقالوا: إن أسطول الحرية سيعمل على كسر الحصار وتسليط الضوء على الممارسات الإسرائيلية وفضحها، مبينين أن اعتراض إسرائيل للأسطول يعني دخولها معركة مع دول العالم الحرة. وأعرب المشاركون عن جزيل شكرهم وتقديرهم لكل شعوب العالم الذين ساهموا في دعم أسطول الحرية بأي شكل من الأشكال، مؤكدين عزمهم على المضي في الطريق إلى غزة «ولن يثنينا شيء عن ذلك». وتعهد المشاركون في أسطول الحرية بمقاومة أية محاولة للقرصنة قد تنفذها إسرائيل للاستيلاء على السفن المشاركة بكل قوة. وأكد المشاركون في بيان أصدرته الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة عزم جميع المشاركين مقاومة أية محاولة قرصنة إسرائيلية بكل قوة، محذرين في ذات الوقت من أن أي اعتداء من قبل قوات الاحتلال سيواجه بعزيمة ستبهر العالم. وحسب البيان فإن هؤلاء وإن كتب عليهم أن يواجهوا غطرسة الاحتلال الإسرائيلي فستكون المواجهة بكل شجاعة ولو بأيديهم وان التصريحات المتتالية التي يصدرها الاحتلال على مستويات عدة تصور الأمر وكأننا أمام حرب رغم أن تحرك الأسطول هو تحرك سلمي وإنساني بالدرجة الأولى. وأكدت الحملة أن جميع السفن ستتجمع ظهر اليوم في نقطة الالتقاء المحددة قبالة قبرص قبل توجهها إلى غزة حيث تحمل معها مباني جاهزة وأدوية ومحطات تحلية مياه ومواد بناء. إلى ذلك أدانت الحملة الفلسطينية الدولية لفك الحصار على غزة القرار الذي أصدرته سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنع مرور أسطول الحرية التضامني إلى قطاع غزة. وطالبت الحملة في بيان صحافي المجتمع الدولي بالتحرك الجاد من أجل حماية هذه السفن التي تقوم بمهمة إنسانية تضامنية من أية محاولة إسرائيلية للقرصنة والاعتداء عليها وتمكينها من الوصول إلى قطاع غزة بسلام. وأشادت الحملة بإصرار وتحدي المتضامنين العرب والأجانب الذين بدأوا رحلتهم إلى قطاع غزة ومن المتوقع وصولهم إلى شواطئ قطاع غزة غداً السبت. على صعيد متصل طالب أعضاء في البرلمان الأوروبي أمس الخميس إسرائيل بالسماح بمرور أسطول الحرية لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة الذي يعاني من الحصار الإسرائيلي منذ ثلاث سنوات. وقال عضو البرلمان الأوروبي البلجيكي لويس ميشيل في مؤتمر صحافى إننا هنا لنعلن اعتراضنا على الوسائل التي تتبعها السلطات الإسرائيلية للتعامل مع تلك المسألة ونطالبهم باحترام سيادة القانون الإنساني الدولي وفتح الطرق أمام السفن لمساعدة سكان غزة”. وأضاف ميشيل الذي شغل منصب وزير خارجية بلجيكا والمفوض السابق للمساعدات الإنسانية في الاتحاد الأوربي: إن القواعد الدولية واضحة جداً في هذا الشأن، لذا فهي (إسرائيل) مضطرة للمشاركة في وصول المساعدات للضحايا. كما طالبت نائب بتقديم الدعم الدولي، مشددة على أن أسطول غزة لأغراض إنسانية محضة. ونفى النائبان احتمال استفادة حركة المقاومة الإسلامية حماس من هذا الأسطول على عكس ادعاء إسرائيل حيث إنه محمل بمواد غذائية وأدوية ومواد بناء. ومن المتوقع أن يصل الأسطول المكون من ثماني سفن تحمل على متنها نحو 800 شخص إلى شواطئ قطاع غزة نهاية الأسبوع المقبل إلا انه يواجه معارضة إسرائيل التي أعلنت أنها لن تسمح للأسطول بالوصول إلى غزة وستستخدم الوسائل العسكرية إذا لزم الأمر. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أمس أن قواته البحرية سوف تستولي على مجموعة السفن المتوجهة إلى قطاع غزة في عرض البحر الأبيض المتوسط بعد دخولها إلى المياه الإقليمية للقطاع. وقالت الإذاعة الإسرائيلية: إن المستوى السياسي في إسرائيل أصدر توجيهاته إلى الدوائر الأمنية والجيش الإسرائيلي بمنع مرور قافلة السفن الدولية التي تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة . وكانت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية أعربت عن قلقها الشديد حيال النوايا الخفية لسلطات الاحتلال وراء ادعاءاتها أن معابر غزة تسمح بدخول ما يكفي من المواد الإنسانية والغذائية للسكان الغزاويين. وقالت الوزارة في بيان صحفي أمس: إن الحكومة الإسرائيلية تستخدم أرقاماً وإحصاءات مشوّهة وغير دقيقة لإثبات صحة هذه الإدعاءات، وخاصة قبيل وصول قافلة المساعدات البحرية «أسطول الحرية» للمتعاطفين الدوليين إلى شواطئ غزة.. ودعت الوزارة الفلسطينية المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، ويساعد قطاع غزة في العيش حياة طبيعية، وإلى العمل على رفع الحصار الجائر عن قطاع غزة.