ساهم الهوس الجماهيري الكبير من قبل الجماهير اليمنية لمتابعة مباريات كأس العالم في تزايد الطلب بشكل كبير على القات، حيث ارتفعت أسعاره بشكل مفاجئ في مختلف الأسواق اليمنية متزامنة مع أول أيام مباريات كأس العالم في جنوب أفريقيا. وقد شوهدت أعداد كبيرة من الشباب اليمني في أسواق القات لشرائه، خاصة وأن أغلب المواقع التي أعلنت عن استقبال الراغبين لمشاهدة مباريات كأس العالم هي عبارة عن متنزهات واستراحات خاصة بالمقيل وكذا لتزامن موعد المباراة الأولى مع موعد المقيل. وقال عدد من (الموالعة) الأساسيين للقات: إن القات ارتفع أسعاره اليوم بشكل غير عادي، خاصة بعد أن شهدت أسعاره خلال الفترة الماضية انخفاضاً بالتزامن مع دخول فصل الصيف والأمطار التي منّ الله علينا بها في الفترة الماضية وأدت إلى هبوط أسعار القات إلى مستويات متدنية جداً ، حيث أصبح سعر القات الذي قيمته 500 ريال بالأمس اليوم قيمته ما بين ألف ريال و1500 ريال، وهذا القات من النوع العادي وغير الجيد أما القات باهظ الثمن (الأرحبي ، الهمداني) فقد ارتفع ثمنه بنسبة 70 % من قيمته الأصلية. وأشار عدد من المواطنين إلى أن هذه العادة التي انتشرت بين الشباب خاصة في مونديال كأس العالم أو مباريات دوري القارات أو الأوروبية ومنها الدوري الإسباني غير الحضارية سببها الكبار الذين يجتمعون لمشاهدة كأس العالم في المقايل أو المقاهي والأماكن العامة وهم يتناولون القات مما جعل أغلب الشباب والأطفال الصغار يقلدون الكبار في تعاطي القات أثناء مشاهدة المباريات الرياضية. ونوه المواطنون إلى أن ذلك يعود إلى عدم وجود الثقافة الصحيحة والوعي لدى الأسر أولاً والمجتمع والجهات المختصة ثانياً. إضافة إلى غياب الجهات المعنية بالرياضة ممثلة بوزارة الشباب والرياضة والاتحادات الرياضية ومنظمات المجتمع المدني الذين هم من أوائل من يمارسون هذه العادة السيئة، والتي كان من المفروض أن يلعبوا دوراً هاماً في التوعية الرياضية ومحاربة كل العادات السيئة التي تؤثر على الرياضيين الناشئين والشباب بشكل عام. وقال آخرون إنه كان من المفروض أن تقوم الجهات المعنية بالنزول إلى الأماكن العامة التي يتجمع فيها الشباب لمشاهدة مباريات كأس العالم وتلزم أصحابها بعدم إدخال الذين يتناولون القات إذا أرادوا مشاهدة المباريات ويكونون رياضيين بما تعنيه الكلمة، كما كان من المفترض أن تقوم الجهات المعنية بنفسها بعمل بعض البروشورات واللوحات التوعوية التي توعي الشباب وتحذرهم من تعاطي القات وأضراره وأن الرياضة والقات نقيضان لا يتفقان. وأشار آخرون بحسب (سبتمبرنت) إلى أنه كان من المفترض أن يتم تنظيم عدد من الندوات والحلقات النقاشية وكتابة عدد من المواضيع في الصحف والمجلات والبرامج الرياضية لتوعية الشباب من هذه العادات السيئة والخطيرة التي تتأسس بين الشباب وتنتشر كالهثيم في القش. وتساءل كل من تحدثنا معهم عن غياب دور الإعلام بكل أشكاله (المرئي، المسموع، المقروء) في هذه القضية وكأن الأمر لا يعني أحداً، وهذه الأجيال التي هي عماد المستقبل وحاضره لا تعني أحداً بهذه البلاد ولا أحداً يسأل عنها، ولولا متابعة فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية - واهتمامه بهذه الشريحة الهامة لما عمل أحد شيئاً من أجلهم ومن أجل مستقبلهم.