أكدت أوساط مقرّبة من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، أمس السبت، أنه أصدر تعليماتٍ مشددة للحرس الثوري وقوات الأمن الداخلي بقمع المحتجين في ذكرى الانتخابات أمس والتي طعنت المعارضة بنزاهتها وأغرقت البلاد في أزمة سياسية حادة. كما أكدت أوساط إصلاحية أن الأجواء البوليسية تخيّم على طهران والمدن الأخرى ووُضعت الشرطة والقوات الأمنية في حال استنفار قصوى تحسباً لأية احتجاجات أو أعمال عنف. وفي الوقت نفسه اتهم زعيم المعارضة الإيرانية مهدي كروبي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي بإقرار نتيجة الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران (يونيو) 2009م، قائلاً: “لا تكون هناك نتيجة إذا لم يوافق عليها المرشد الأعلى”. جاء اتهام كروبي لخامنئي خلال مؤتمر صحافي لمراسلي المواقع الالكترونية التابعة للمعارضة وشارك في هذا المؤتمر إلى جانب كروبي، مير حسين موسوي، وكلاهما خسر الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس محمود أحمدي نجاد..وأضاف كروبي :إن النظام الإيراني “يجب أن يمضي منطقياً باتجاه صحافة حرة وانتخابات حرة واحترام حقوق الشعب، ولكن ما يجري هو عكس ذلك”. ودعا موسوي المواطنين إلى الاهتمام بالاحتفاظ بالأفلام والصور التي يلتقطونها بواسطة الهواتف المحمولة وتوزيعها، قائلاً: هذه وسيلة مثلى لنشاطنا إن تأثيرها يعمل كالجيش فإذا ما وضعوا أمامنا القوى العسكرية لمواجهتنا فإن هذه الوسيلة تعد جيشاً نوظفه لإيصال رسالة الحركة إلى الجميع.. وفي هذه الأثناء أكد كروبي في المؤتمر الصحافي أن الوصول إلى الهدف صعب في ظل القمع الذي تقوم به القوى الأمنية. وحذر كروبي السلطات من أن قمع المحتجين يؤدي إلى تبني مواقف متطرفة من الحكم قائلاً: إذا ما حصل تغيير في المطلب الرئيس للمحتجين وهو الالتزام بالدستور فإن السلطات هي المسئولة.. وخاطب السلطات بقوله: أحذركم بأنه إذا ما أطلق الشعب شعارات متطرفة فإنكم المسئولون عن ذلك إننا ندعوكم إلى العمل على أساس المنطق والعقل لإقامة انتخابات حرة وضمان حرية الصحافة وتلبية حقوق المواطنين.. من جهة أخرى حذر موقع كلمة التابع للزعيم الإصلاحي مير حسين موسوي من أن السلطات تنوي إثارة الشغب في الشوارع لتشويه نشاط المحتجين على نتائج الانتخابات.وذكر ندعو الشعب إلى التحلي بالوعي في الظرف الحساس الراهن من مؤامرات المنبهرين بالحكم ومثيري العنف وإلى العمل لإبطال الذرائع التي تؤدي إلى تحقيق نواياهم المشئومة، حيث ينوي عملاؤهم تأجيج العنف للتمهيد إلى مهاجمة المواطنين العزل وقتلهم وأسرهم..وأكد أن السلطة وفي ظل الظرف الراهن بحاجة إلى أعمال متطرفة.