أكد العقيد معمر القذافي قائد ثورة الفاتح من سبتمبر الليبية الأهمية الوطنية والقومية التي تتوخاها المبادرة اليمنية لإقامة الاتحاد العربي والهادفة إلى تعزيز العمل والتكامل العربي المشترك وتطوير آلياته. ولفت العقيد القذافي لدى استقباله أمس الوفد الرسمي والشعبي اليمني الذي يزور الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى برئاسة الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام للشئون السياسية والعلاقات الخارجية رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر سلطان سعيد البركاني، إلى أن المبادرة تجسد رؤية اليمن الجادة والحريصة على الإسهام في نقل أوضاع الأمة العربية من حالتها الراهنة إلى وضع عربي أفضل وتطوير العلاقات العربية العربية وترصينها في مواجهة التحديات التي تقف أمامها في الظرف الراهن. وأشار العقيد القذافي إلى أن هذه المبادرة انطلقت من رؤى وحكمة القائد اليمني فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الذي لبى وعكس فيها أصالة الشعب اليمني وحضارته وتقافته الأصيلة وحرصه الشديد على لم شمل الأمة العربية وتوحيد جهودها في مواجهة الصعوبات والأوضاع المتردية التي تعيشها . وأفاد العقيد القذافي أن تأكيده على المبادرة اليمنية وحرصه على إنجاحها جعله ينسحب من قمة تونس عندما وجد أن جدول أعمال القمة لايتضمن مشروع إقامة الاتحاد العربي المقدم من الجمهورية اليمنية. وأشاد بقدرات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عند عرضه لهذا المشروع .. منوهاً إلى أن اللجنة الخماسية التي شكلتها القمة لمزيد من بلورة هذه المبادرة ستعقد اجتماعاً لها قريباً في ليبيا. وجدد العقيد القذافي حرص الجماهيرية الليبية على إنجاح مشروع إقامة الاتحاد العربي لما يحمله من معانٍ ودلالات سياسية واقتصادية واجتماعية تهم المواطن العربي في الوقت الراهن اكثر من أي وقت مضى، داعياً في ذات الوقت الى ضرورة تضافر وتعزيز كل الجهود العربية لإنجاح هذه المبادرة وإخراجها الى النور كمشروع قومي حضاري . وأشار الى ان اليمن مهد الحضارة العربية وأصل العروبة والقبائل العربية، وقال القذافي: إن الانسان اليمني امتد نشاطه وهجرته اليمنية الى مناطق عديدة من العالم بما فيها شمال افريقيا ، لافتاً الى ان قبائل الشعب الليبي الشقيق يرجع اصولها الى مهد العروبة اليمن السعيد، ولذلك تقع على اليمن المسئولية التاريخية والقومية بتجسيد رؤى الحضارة والتاريخ والثقافة المشرقة والتعبير عنها في واقع الحياة بهدف توحيد الأمة ورفع قدراتها وتوظيفها لخدمة مصالحها . وأضاف الزعيم الليبي: إن امام اليمن تحديات كبيرة عليها مواجهتها على قاعدة الحكمة اليمانية والرؤى السياسية المنفتحة وتجنب الخلافات الثانوية التي تلهي الشعب اليمني عن قضاياه الحقيقية المتصلة بعملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية وترسيخ الوحدة اليمنية والأمن والاستقرار في ربوع الوطن اليمني باعتبار الوحدة اليمنية تشكل النواة الاولى للوحدة العربية المنشودة .. مؤكداً دعم ووقوف ليبيا الى جانب هذا التوجه . وأعرب القذافي في حديثه عن اعجابه بالوعي السياسي الذي يتمتع به المواطن اليمني بكل انتماءاته السياسية والاجتماعية ورغبته في التغيير وتحقيق التحولات الايجابية على المستويين الوطني والقومي .ودعا الشعب اليمني لإستغلال هذه القدرات المادية والفكرية بصورة واعية ومثلى لمواجهة كل التحديات والتغلب على الصعوبات التي تواجهه..فيما تحدث الأمين العام المساعد للشؤون السياسية رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام رئيس الوفد سلطان البركاني، حيث أعرب عن سعادته والوفد المرافق له بزيارة الجماهيرية العربية الليبية واللقاء بزعيمها قائد ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة العقيد معمر القذافي، ناقلاً للشعب والقيادة الليبية تحيات الشعب اليمني وقيادته السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وتهانيهم الحارة اليهم بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الاربعين لإجلاء القوات والقواعد الأجنبية من الأراضي الليبية وبالنجاحات التنموية الشاملة التي يحققها الشعب الليبي الشقيق في مختلف المجالات في ظل قيادة وتوجيه زعيمه معمر القذافي. وأشاد البركاني بمواقف الجماهيرية الليبية تجاه اليمن وترسيخ دعائم وحدتها وأمنها و استقرارها و تنميتها الشاملة ..لافتاً الى دور الجماهيرية الليبية في التهيئة والإعداد لإنجاز مشروع الوحدة اليمنية باحتضان لقاء طرابلس التاريخي بين قيادتي شطري اليمن سابقاً عام 1972م وتوقيع أول اتفاقية للسير بخطى حثيثة نحو اعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة . وأوضح أن الجماهيرية الليبية شريك حقيقي في هذا المنجز الوطني والقومي العظيم وأن الشعب اليمني سيظل يتذكر للشعب الليبي هذا الموقف التاريخي، الأمر الذي لايجعل الشعب اليمني وحده معنياً بحماية هذا المنجز بل كل الأشقاء و الأصدقاء. وأشاد بدور الزعيم القذافي في دعم و تبني المشروع اليمني الليبي لإقامة الاتحاد العربي المنشود .. معولاً عليه تعزيز هذا الدور حتى اخراج المشروع بكل حيثياته الى النور وبما يحقق الاهداف النبيلة المتوخاة منه . جدير بالذكر ان الوفد الرسمي والشعبي اليمني شارك في احتفالات الشعب الليبي الشقيق بالذكرى الأربعين لإجلاء وطرد القوات والقواعد الأجنبية من الأراضي الليبية، وقام بزيارة استطلاعية لمتحف السراي بالعاصمة الليبية طرابلس الذي يحكي تاريخ نضال الشعب الليبي خلال حقب تاريخية عديدة بما في ذلك حقبة الاستقلال والمنجزات الحديثة التي حققها في المجالات التنموية المختلفة في ظل زعامة العقيد معمر القذافي. كما زار الوفد ابرز المنجزات التنموية في القطر الليبي الشقيق و المتمثل في مشروع النهر العظيم، إلى جانب زيارة الادارة العامة لأكاديمية الفكر الجماهيري، وتعرف على آلية عمل ومهام اللجان الشعبية في الجماهيرية الليبية . وفتحت الزيارة آفاقاً لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين المنظمات المهنية والمجتمع المدني في البلدين الشقيقين، من خلال التوقيع على عدد من الاتفاقيات والبروتوكولات بين تلك المنظمات بما يعزز من علاقات التعاون وتطوير القدرات في مجال العمل النقابي والمهني وتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بينها .وتم بهذا الصدد توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين كل من نقابة المهندسين الزراعيين في اليمن ونقابة المهندسين الزراعيين في الجماهيرية الليبية استهدفت تشجيع الاستثمار الزراعي في كلا القطرين اليمني والليبي وستسهم في تذليل الصعوبات أمام عملية تبادل السلع والخدمات الزراعية ومستلزمات انتاجها .