ارتفع عدد ضحايا أعمال العنف العرقي جنوب قرغيزستان إلى 117 قتيلاً على الأقل وأكثر من 1480 جريحاً، بينما نزح عشرات الآلاف إلى أوزبكستان المجاورة. وبعثت روسيا كتيبة مظليين إلى قرغيزستان لحماية المواقع والمنشآت الروسية فيها. وأعلنت وزارة الصحة القرغيزية أمس أن حصيلة قتلى المصادمات وأعمال العنف التي اندلعت منذ الجمعة الماضية في شوارع مدينتي أوش وجلال آباد بين الأكثرية القرغيزية والأقلية الأوزبكية ارتفع من 113 شخصاً إلى 117، كما أصيب 1485 بجراح. وقال مسؤولون في أوزبكستان المجاورة: إن عشرات الآلاف من الأوزبك نزحوا إليها من قرغيزستان عبر الحدود هرباً من العنف الدائر في البلاد، وقدر بعض المسؤولين عدد النازحين بأكثر من مائة ألف. وكانت الأحداث تفجرت في مدينة أوش -ثاني أكبر مدن قرغيزستان- صباح الجمعة بعد خلاف بين شخصين، وتقاتل مئات من الشبان في شوارع المدينة، مستخدمين قضباناً حديدية، وأشعلوا النار في متاجر وسيارات، ثم انتقلت أحداث الشغب إلى مدينة جلال آباد. وفشلت الحكومة القرغيزية باحتواء العنف، وأعلنت حالة الطوارىء بالمدينتين وفرضت حظراً للتجول فيهما، كما سمحت للشرطة والجيش بتنفيذ سياسة «أطلق النار لتقتل» واستدعت كافة قواتها الاحتياطية لتطويق الأزمة. وقال النائب السابق عليشر صابروف، وهو متطوع لحفظ السلام في أوش المواطنون يتصلون بنا ويقولون: إن الجنود يطلقون عليهم النار، هناك أوامر بإطلاق النار على اللصوص، لكنهم لا يطلقون عليهم. وقال سكان من الأوزبك في ضاحية محاصرة في أوش: إن رجال العصابات يرتكبون إبادة جماعية بمساعدة الجيش حيث يخرج السكان من بيوتهم ويطلقون عليهم النار أثناء فرارهم، وقال شهود عيان إنهم رأوا جثثاً ملقاة في الشوارع. إلى ذلك أرسلت الحكومة الانتقالية صباح أمس مزيداً من المواد الغذائية والطبية العاجلة إلى مدينة أوش التي تعاني شحاً بالمياه والغذاء معظمها من منظمة الصحة العالمية وروسيا ودول أخرى، وقال مسؤول حكومي: إن المساعدات ترسل إلى أوش على مدار الساعة.